عقبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الإثنين، عن المشاهد المروّعة للمقبرة الجماعية الجديدة التي تم اكتشافها اليوم، في إحدى باحات مجمع الشفاء الطبي، وتضم عدداً من جثامين الشهداء المتحللة، والتي قام الاحتلال بمواراتها تحت التراب بجرافاته العسكرية، قبل انسحابه من المجمّع.
وقالت الحركة، في تصريح صحافي، إن تلك "الفظائع" والمشاهد المروعة تؤكّد من جديد، أنه لا حدود لهذه الفاشية الصهيونية المقيتة، والمستمرة في ممارساتها، مستغلةً الصمت الدوليّ المُشين، عن انتهاكاتٍ فظيعة للقانون الدولي، وحرب إبادةٍ مُستوفاة الأركان، تشنّها حكومة الاحتلال وجيشها الإرهابي على شعبنا في قطاع غزة.
ووفقًا لبيان الحركة، فإن هذه السلسلة غير المنتهية من الفظائع، والتي تُكتَشَف في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه، من مقابر جماعية، وآثار لحالات إعدام، ومئات الجثامين التي لا تزال تحت الأنقاض، والدمار الهائل الذي طال المجمع وأقسامه؛ هي برسم المجتمع الدولي ومؤسساته السياسية والإنسانية والقضائية وعلى رأسها محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية.
وأكدت، أنها جرائم حربٍ موصوفةٍ وموثّقة، وإن المطلوب من هذه المؤسسات أن تُفعِّل دورها بإخضاع قادة هذا الكيان المارق للمحاسبة فوراً.
وبعد أيامٍ من العمل والبحث الحثيث، عثرت الطواقم الطبية والجنائية على "مقبرة جماعية" تظهر جرائم ارتكبها الاحتلال بـ "عمليات إعدام ميدانية" لعدد من الأطباء والمرضى والمسنين والنازحين في إحدى ساحات مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، إلى جانب دفن العشرات منهم هم أحياء.
من بين الذين وجدوا في المقبرة الجماعية وهم مصابون كانوا يتلقون العلاج داخل المجمع
— إسماعيل الغول - Ismail Alghoul (@ismail_gh2) April 15, 2024
المسن يوسف أحمد الشيخ
والشاب رامي الدبور
والحاجة خولة الخطيب
هذه الصور يظهر بها جثمان والمسن وكتب على يده اسمه لتلقى العلاج pic.twitter.com/Y5C8OSxFic
وأظهرت صور ومقاطع فيديو، جثة مدفونة لأحد الشباب تم إعدامه وهو مجرد من ملابسه، إلى جانب مصاب تظهر آثار جبيرة ملفوفة على قدمه، وأخرى لرجلٍ مسن، فيما لا تزال في زاوية أخرى، عمليات الحفر والبحث من قبل الطواقم الطبية والجنائية للبحث عن المزيد من المقابر والجثث.
مرضى ونساء أبرياء.. أراد جيش الاحتلال لهذه الجريمة أن تُطمس وتختفي آثارها، كم من جريمة تكشفت لم تحرك العالم، وكم من جريمة وقعت ولم توثق، هذا مشهد واحد من مشاهد الإبادة التاريخية.https://t.co/3CoQcecBVk pic.twitter.com/7kSuYfcxSq
— إسماعيل الغول - Ismail Alghoul (@ismail_gh2) April 15, 2024
من جانبه، أكدت المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، اليوم الإثنين، انتشال 9 جثامين مدفونة في باحة مجمع الشفاء لشهداء أعدمتهم قوات الاحتلال.
وأوضح المكتب الحكومي، أن عدد من المرضى من بين الجثامين التي انتشلناها من باحة مجمع الشفاء، تظهر عليها بعض المستلزمات الطبية التي كانت معهم أثناء مكوثهم لتلقي العلاج قبل أن يتم إعدامهم ودفنهم.
مشاهد للجزيرة تظهر وجود مقبرة جماعية لفلسطينيين دفنتهم قوات الاحتلال في باحة مجمع الشفاء الطبي بمدينة #غزة وتعتبر من أولى المقابر الجماعية في المجمع
— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 15, 2024
| تقرير: إسماعيل الغول #الأخبار #حرب_غزة pic.twitter.com/p07FH7P6wY
وفي السياق، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي، أن جيش الاحتلال قتل داخل مجمع وفي محيطه أكثر من 400 شهيد، وحاول إخفاء جريمته النكراء بإعدام مئات المدنيين والجرحى والمرضى داخل أسوار مجمع الشفاء الطبي من خلال تغطية الجثامين بأكوام الرمال وتجريفها ودفنها وخلطها بأرضية المجمع، كما واعتقل أكثر من 300 أسير، فيما لايزال أكثر من 100 مدني فلسطيني في عِداد المفقودين نتيجة جريمة الاحتلال الصادمة.
وأضاف الإعلام الحكومي في بيانٍ صحافي، أنّ الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكب "جريمة صادمة" ضد الإنسانية بتدمير وحرق وتجريف مجمع الشفاء الطبي وقتل واعتقال أكثر من 700 مدني فلسطيني، مطالبًا بإدخال مستشفيات ميدانية لإنقاذ الواقع الصحي".
وأشار إلى، أن انسحاب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" من مجمع الشفاء الطبي فجر اليوم بعد أسبوعين على اقتحامه واحتلاله بشكل كامل، خلف دماراً واسعاً وجريمة فظيعة ضد الإنسانية وضد القانون الدولي، حيث طال هذا الدمار جميع مناحي المجمع وعمد الاحتلال على تدمير وحرق وهدم جميع المباني والأقسام بلا استثناء في جريمة واضحة يندى لها جبين البشرية.