على الطريق الساحلي بين مدينتي خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة، تقف الفتاة ريم حمدان بطبق من التمر وشقيقها أحمد بعبوات مياه معدنية، ويقدمونها للصائمين عند موعد اذان المغرب.
وتصر ريم وأحمد على إفطار المئات من الصائمين الذين يملؤون الشارع الساحل من خلال رمي المياه والتمر داخل المركبات التي يستقلها الناس، والتيك توك، والعربات التي تجرها الحيوانات.
ويقف الشقيقان عند موعد الإفطار على هذا الشارع بشكل يومي منذ بداية شهر رمضان المبارك، لتقديم الماء والتمر للناس رحمة عن روح والدهم الذي استشهد خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
تقول حمدان لـ"فلسطين أون لاين": "قبل موعد الإفطار بدقائق نبدأ بتقديم التمر والماء للناس المتأخرين عن موعد الإفطار، ونطلب منهم الدعاء لوالدي الشهيد، ويقابلنا الناس بابتسامة وقبول بسبب هذه الخطوة".
وتوضح أن الناس لم تتوقع تقديم أحد التمر له في ظل هذا العدوان بسبب خطورة الوقوف في هذا الشارع نظرًا لوجود طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأجواء طيلة الوقت، ووجود أيضا الزوارق الحربية الإسرائيلية في عرض البحر وقصفها للساحل بشكل متقطع.
وتضيف: "في بداية شهر رمضان المبارك كانت الأسعار مرتفعة جدًا والبضائع غير متوفرة بشكل كافي، وواجهنا صعوبة في إيجاد التمر والمياه المعدنية ولكن بحثنا عنها كثيرًا حتى وفرنا كمية جدية تكفينا لكامل الشهر".
وتشير إلى أنها وشقيقها تقدم قرابة كرتونة كاملة من التمر بحجم 5 كيلو للناس المتأخرين عن موعد الإفطار والوصول إلى مناطق خيامهم أو منازلهم و100 عبوة مياه معدنية صغيرة بشكل يومي.
وتصر حمدان على إكمال مبادرتها مع شقيقها في إفطار الصائمين حتى نهاية شهر رمضان المبارك، رغم عدم توفر الأموال الكافية لهم لشراء التمور والمياه بسبب عدم تمكنهم من سحب راتب والدهم من البنك لعدم توفر السيولة.
وارتكب جيش الاحتلال 4 مجازر بالقطاع في الساعات الـ24 الأخيرة راح ضحيتها 46 شهيدًا و65 مصاباً.
وأكدت وزارة الصحة في تصريح له، اليوم السبت، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 33.173 شهيدا و75.815 مصابا منذ 7 أكتوبر.