أكد نازحون ومرضى داخل مستشفيات في قطاع غزة، أنهم بلا وجبهات طعام بعد تعليق "المطبخ المركزي العالمي" عمله في القطاع جراء استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لطواقمه ومقتل 7 أشخاص منهم.
وأفاد مرضى ونازحون لـ "فلسطين أون لاين"، أن عمال "المطبخ المركزي العالمي" كانوا يقدمون لهم بشكل يومي وجبة إفطار خلال شهر رمضان، ووجبة غذاء قبل شهر الصيام، ولكن بالأيام الماضية توقفوا عن إرسال أي شيء، مما فاقم أزمة توفير الطعام للمرضى في المستشفيات والنازحين في جنوب ووسط القطاع.
وكانت المنظمة أعلنت وقف عملياتها مؤقتا وبشكل فوري في قطاع غزة، بعد مقتل 7 من أعضاء فريقها بغارة جوية إسرائيلية.
وقالت المنظمة، إن فريقها المستهدف كان يتحرك في منطقة منزوعة السلاح بسيارتين مصفحتين ومركبة أخرى تحمل شعار المنظمة، لكنه تعرّض للقصف أثناء مغادرته مستودع بدير البلح بعد تفريغ أكثر من 100 طن من المساعدات الغذائية الإنسانية، رغم تنسيق التحرك مع الجيش الإسرائيلي.
وأوضحت المنظمة الإغاثية، أن جنسيات القتلى السبعة، هم: من أستراليا وبولندا وبريطانيا، وبعضهم لديهم جنسيات مزدوجة من أميركا وكندا وفلسطين.
وقالت الرئيسة التنفيذية للمنظمة، إيرين جور، إن الهجوم ليس على المطبخ المركزي العالمي فحسب، بل على جميع المنظمات الإنسانية.
وفي داخل مستشفى أبو يوسف النجار، لم تجد المريضة أم حسن راضي طعامًا على الإفطار لتناوله بعد تعليق المطبخ العالمي أعماله في غزة.
وتقول راضي (63 عامًا) لـ “فلسطين أون لاين": "منذ دخولي المستشفى قبل أيام، كان فريقا من المطبخ العالمي يقدمون لنا كل يوم وجبات من الطعام وغالبيتها من الأرز، وهيأنا أنفسنا على هذا الحال، ولكن قبل يومين توقف الفريق من تقديم أي شيء لنا".
وتوضح المسنة الفلسطينية وهي نازحة من شمال قطاع غزة، أن عائلته تعيش في خيمة بمنطقة المواصي غرب مدينة رفح ويواجهون صعوبة في توفير الطعام وبعد المسافة بين مستشفى أبو يوسف النجار والمنطقة التي يعيشون بها.
كذلك، أكد النازح قرب المستشفى الكويتي، الحاج عطية عرفات، أنه يعتمد منذ نزوحه إلى مدينة رفح من شمال قطاع غزة في شهر ديسمبر الماضي على المساعدات ووجبة الطعام التي يقدمها المطبخ العالمي.
وقال عرفات لـ"فلسطين أون لاين": "بعد تعليق المطبخ لعمله قبل أيام، أصبح طعام بعض المعلبات غير الصحية والتي لا تكفين لعائلتي المكونة من 7 أفراد".
وأوضح، أن الاحتلال تعمد استهداف أعضاء المنظمة التي تقدم الطعام للنازحين، بهدف وقف ذلك والتسبب في مجاعة كبرى لسكان قطاع غزة.
وتعتبر منظمة "المطبخ المركزي العالمي" من بين المنظمات الإنسانية المهمة كونها تقدم الغذاء للمتضررين جراء الكوارث الطبيعية والحروب. لكن في غزة، قررت المنظمة تعليق مهامها الإنسانية بعد ما قتل سبعة من عمالها في غارة إسرائيلية.
وتأسست هذه المنظمة في 2010 من قبل طباخ أمريكي شهير من أصل إسباني، وهو خوسيه أندريس، الذي يريد تغيير صورة العالم إلى الأحسن بواسطة الغذاء.
وتقدم المنظمة وجبات طازجة للمتضررين من الحروب والنزاعات المسلحة والكوارث الطبيعة.
ويواصل جيش الاحتلال حربه التدميرية على قطاع غزة لليوم الـ 180 على التوالي، مُرتكبًا أبشع الجرائم والفظائع التي تُسجل في تاريخ حروب العصر الحديث، مخلّفًا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين.
وفي متابعة أحدث إحصائيات وزارة الصحة، فقد ارتقى 32845 شهيدًا، وأُصيب 75392 آخرون منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
تأسست هذه المنظمة، التي تقدم وجبات طازجة للمتضررين من الحروب والنزاعات المسلحة والكوارث الطبيعة، في العام 2010 من قبل الطاهي الأمريكي إسباني الأصل الشهير خوسيه أندريس في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب هايتي والذي أودى بحياة أكثر من 200 ألف شخص وخلف عدد كبير من المفقودين. وكانت تلك المرة الأولى التي تقدم فيها منظمة "المطبخ المركزي العالمي" مساعداتها في الميدان.