فلسطين أون لاين

علماء يحذرون: الموت ينتظر 100 ألف بغزة جراء "الأوبئة" و"الأزمة الإنسانية"

...
F3OMZ.jpg
غزة - فلسطين أون لاين

حذر علماء الأوبئة من مجاعة شديدة وأوبئة تفتك بالغزيين وآلاف من الجرحى من دون علاجات قد يفقدون حياتهم بعد دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ175، والحصار المحكم الذي تفرضه سلطات جيش الاحتلال على القطاع ومنعها دخول المساعدات الإنسانية.

وحيال تفاقم الأزمة الإنسانية وانتشار المجاعة، قدر كبار علماء الأوبئة في تقرير لصحيفة "هآرتس" أنه إذا استمرت الأزمة الإنسانية في غزة فإن عدد الضحايا جراء الأوبئة والمجاعة سيبلغ 100 ألف فلسطيني خلال أشهر الصيف، وإذا ما تفاقمت الأزمة فمن المتوقع أن يكون هناك أكثر من 120 ألف ضحية.

وحذر أستاذ علم الأوبئة والصحة الدولية في كلية لندن لحفظ الصحة فرانسيسكو سيتشي من مغبة تفاقم الأزمة الإنسانية وانتشار المجاعة في قطاع غزة، قائلا "لقد قمت بإجراء أبحاث حول الأزمات الإنسانية منذ 20 عاما، ولم أر مثل هذه المعدلات من الجوع حتى في الصومال التي عملت بها".

وقال سيتشي لصحيفة هآرتس إن "الأمر الأكثر إثارة للقلق الآن هو الجوع، إذا ظلت كمية الغذاء التي تدخل قطاع غزة كما هي، ولم ترتفع فعليا في الأيام المقبلة، فسوف نصل إلى مستويات كارثية من الجوع".

وبحسب أستاذ علم الأوبئة والصحة الدولية، فإن كمية السعرات الحرارية للشخص الواحد في قطاع غزة في الوقت الحالي أقل من الحد الأدنى الذي كان في أسوأ أيام المجاعة الصومالية.

وأكد أن على العالم أن يفهم ويعي جديًا أن "كمية المساعدات الإنسانية والغذاء التي تدخل غزة حاليًا لا تكفي لبقاء الإنسان على قيد الحياة. وتظهر بياناتنا ذلك، وقد تم بالفعل تسجيل أولى حالات الوفاة بسبب الجوع ميدانيا أيضًا".

ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، دخلت خلال شهر يناير/كانون الثاني نحو 100 شاحنة مساعدات إلى جنوب قطاع غزة يوميا، في حين أن التعامل مع أزمة الجوع يتطلب نحو 500 شاحنة غذاء يوميا. ومع نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، انخفض عدد الشاحنات إلى 66 يوميا.

وفي الأشهر الأخيرة، رفضت إسرائيل إدخال المواد الغذائية إلى شمال قطاع غزة عبر معبر بيت حانون (إيرز)، كما تمنع منظمات الإغاثة من نقل المواد الغذائية الإسرائيلية من أي نوع إلى غزة حتى حليب الأطفال.

ووفق نموذج معقد أعدته المجموعة، فحتى لو انتهت الحرب غدا وحصل سكان قطاع غزة على كامل المساعدات الإنسانية المطلوبة، من المتوقع أن يموت 6500 شخص بسبب الإصابات والأمراض المعدية والجوع.

وبالإضافة إلى الإحصاءات المرحلية التي تشير إلى أن أكثر من 32 ألفا و500 شخص استشهدوا بالفعل ونحو 5 آلاف مفقود مدفونين تحت الأنقاض، يبدو أن الحرب لن تنتهي بأقل من 44 ألف ضحية.

سيناريوهات وتقديرات

ومع ذلك، فقد قام الفريق الذي يقوده سيتشي وشبيغل بدراسة سيناريوهين إضافيين: إذا شن الجيش الإسرائيلي هجمات على رفح وتفاقمت الأزمة في الأشهر المقبلة.

ووفقا لهذا السيناريو، من المتوقع أن يتجاوز عدد الوفيات 85 ألف شهيد، وفي المجمل ستبلغ الحصيلة في القطاع أكثر من 120 ألف شهيد.

ولكن حتى من دون عملية في رفح، وفي حالة إطالة أمد الحرب حتى منتصف الصيف واستمرار الأزمة الإنسانية كما هي، يتنبأ النموذج بوفيات زائدة قدرها 58 ألف شخص، أي حوالي 100 ألف ضحية في المجموع.

أمراض ووفيات

ووفقا للدراسة، فإن السبب الأكثر شيوعا للوفيات الزائدة هو الإصابات الناجمة عن التفجيرات، إذ يوجد حاليا 74 ألف جريح في غزة يتلقون رعاية طبية جزئية جدا.

وخلال الحرب، تضرر 36 مستشفى و100 عيادة ومؤسسة صحية أخرى. ويعاني النظام الصحي في قطاع غزة من نقص حاد في المعدات والأدوية، فضلا عن نقص في الفريق الطبي.

ووصف الدكتور رسلان أبو ستيه، طبيب من المستشفى الأهلي بغزة، في لقاء عبر الإنترنت مع طاقم كلية الطب بجامعة هارفارد، كيف اضطر هو وزملاؤه إلى إجراء العديد من عمليات بتر الأعضاء دون تخدير ودون مسكنات.

السبب الثاني للوفيات الزائدة هو الأمراض المعدية التي تنتشر بالفعل في القطاع. وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن الأطفال في مدن الخيام المؤقتة يعانون من الإسهال بمعدلات تزيد 23 مرة عن الأيام العادية، مما يعرضهم لخطر الجفاف والموت.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك تزايد في حالات التهابات الجهاز التنفسي وجدري الماء والأمراض الجلدية والتهابات المسالك البولية.

وبحسب منظمة المؤتمر الوطني العام التي تعمل تحت رعاية اليونيسيف، فإن 90% من الأطفال دون سن الخامسة في قطاع غزة يعانون من مرض معدي أو أكثر.

 

المصدر : الجزيرة

المصدر / وكالات + الجزيرة