أعلنت جماعات الهيكل المزعوم المتطرفة، عن إقامة مؤتمر، اليوم الأربعاء، لمناقشة التحضيرات الدينية لإقامة طقوس ذبح البقرة الحمراء.
ويقام المؤتمر في مستوطنة "شيلو" المقامة على أراضي الفلسطينيين شمال مدينة رام الله المحتلة، حيث توجد فيها البقرات الخمس التي تم استيرادها من ولاية تكساس الأمريكية وإحضارها إلى فلسطين في شهر أكتوبر 2022، وتخضع لرعاية خاصة ومراقبة على مدار الساعة.
ويتحدث في المؤتمر عدد من الحاخامات الذين يدعون لإجراء الطقوس بعد أن أتمت البقرات الخمس السن الشرعي الأدنى الذي يسمح بإجراء عملية التطهير وهو سنتان وشهران، حيث يشترط ألا يقل سن البقرات عن هذا القدر ويمكن أن تكون أكبر سناً.
ورغم عدم نشر جماعات الهيكل حتى الآن دعوات رسمية لإقامة طقس التطهر بالبقرة الحمراء، إلا أن هذا المؤتمر يأتي في إطار عدة خطوات تمهيدية جرى رصدها تنبئ بجدية التحضير لهذا الطقس سواء في يوم عيد الفطر أو في أي وقت بعده.
ما هي قصة البقرات الحمراء؟
البقرات الحمراء الخمس هي إحدى المعتقدات اليهودية التي عمل عليها اليهود المتطرفون سراً مؤخراً، من أجل التمهيد لهدم المسجد الأقصى.
ويعتقد اليهود المتطرفون، أن ذبح البقرة يأتي للتطهر من "نجاسة الموتى" أي تطهير الأشخاص والأشياء بعد ملامستهم جثث الموتى أو أغراضهم، لتتجاوز الحاخامية الكبرى لدى الاحتلال المنع المفروض على اقتحام المسجد الأقصى بسبب "عدم توفر شروط الطهارة".
ووفق المعتقدات الدينية في التوراة، فهي بقرة ينتظرها اليهود من أجل هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل الثالث، وتتلخص بأن تكون بقرة ذات لون شعر أحمر كامل، لا يوجد فيها أي لون آخر، لم تحمل ولم تحلب ولم يوضع برقبتها حبل وقد ولدت ولادة طبيعية وربيت على ما يقال إنه "أرض إسرائيل".
وعندما تبلغ العامين يمكن استخدامها في عملية تطهير ينبغي أن تجري فوق جبل الزيتون في القدس مقابل المسجد الأقصى، حيث يتم ذبحها بطريقة وطقوس خاصة، ثم حرقها بشعائر مخصوصة، واستخدام رمادها في عملية "تطهير الشعب اليهودي".
وحسب المزاعم اليهودية فإنه بمجرد ظهور تلك البقرة سيأتي موعد نزول من يسمى بـ «المخلص».
ووفقًا للشريعة اليهودية، فإن ذبح البقرة يكون في يوم محدد من العام وهو يوم الثاني من أبريل/نيسان العبري الذي سيوافق 10 أبريل/نيسان الميلادي القادم، والذي سيصادف على الأغلب أول أيام عيد الفطر.
تربية البقرة الحمراء
كرّس "معهد المعبد" نفسه منذ إنشائه عام 1987، للعثور على هذه البقرة. ومضى في جمع الأموال لزرع أجنّة مجمدة في رحم بقرة تربى في حظيرة محلية في محاولة لاستخدام التكنولوجيا الحيوية لتحقيق نبوءة الكتاب المقدس في برنامج أطلق عليه اسم "تربية البقرة الحمراء في إسرائيل".
وعندما باءت محاولاته بالفشل، نقل المعهد البحث إلى ولاية تكساس الأمريكية، وتلقى تبرعات من جماعات صهيونية محلية بتمويل من المسيحيين الإنجيليين. وجرى بعد ذلك اختيار أفضل خمسة مرشحين وشحنهم جواً إلى "إسرائيل" في 15 سبتمبر/أيلول 2022، وجرى تربيتهم سراً في مزرعة تابعة لمعهد المعبد في بيسان شمالي الأغوار الأردنية.
ماذا سيحدث بعد ذبح البقرة؟
بعد الانتهاء من ذبح البقرة الحمراء، ستُلغى فتوى تحريم دخول اليهود إلى المسجد التي تتبناها الحاخامية الكبرى "لإسرائيل" بسبب وجود نجاسة الموتى التي تمنعهم من دخول المكان حسب العقيدة اليهودية، وسيصبح الشعب قادرًا على الصعود إلى المعبد (المسجد الأقصى) بعد أن أصبح طاهرًا.
وقال الباحث المقدسي عبد الله معروف، إنه في حال تمكنت الجماعات المتطرفة من تنفيذ ما تفكر فيه وتخطط له بإجراء طقوس التطهير من خلال ذبح بقرة حمراء فإن المواجهة ستنتقل إلى مستوى مختلف تماما، لأن إجراء عملية التطهير سيفتح المجال من الناحية الدينية لإلغاء فتوى الحاخامية الكبرى بمنع اليهود من دخول منطقة المعبد، حسب رؤيتها، وبالتالي سيتضاعف عدد المستوطنين الذين يقتحمون المسجد الأقصى إلى أضعاف مضاعفة.
وأكد معروف، أن هذا الأمر سيفتح مواجهات كبيرة، وعلى مستويات كبيرة بين المسلمين والمستوطنين خلال الأيام القادمة.
وفي منتصف يناير 2024؛ حذر الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، من أن البقرات الحمراء لدى الاحتلال "الإسرائيلي" قد أصبحت جاهزة.