فلسطين أون لاين

أسير فلسطيني يفقد ذاكرته نتيجة "التعذيب الشديد" في سجون الاحتلال

...
Untitled-1-76.jpg
غزة - فلسطين أون لاين

في ظل تصاعد الأساليب الانتقامية التي تمارسها إدارة سجون الاحتلال، تعرض الأسير أنس مشعل (37 عامًا) من قرية كوبر قرب رام الله تعرض للتعذيب الشديد في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى لفقدانه الذاكرة لأكثر من أسبوع، وعودتها بشكل بسيط وبطيء بعد ذلك.

واعتقل "مشعل في 26 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وهو متزوج وأب لطفلين، وصدر بحقه حكما بالسجن الإداري 6 شهور ينتهي بتاريخ في 24 إبريل: نيسان المقبل، وهو أسير سابق أمضى 12 عامً ونصف في سجون الاحتلال.

وأفادت هيئة الأسرى في بيان صحافي، اليوم الأحد، بأن الأسير "مشعل" تعرض للضرب المبرح منذ لحظة اعتقاله حتى وصوله معتقل عوفر، واستمر مسلسل تعذيبه أثناء تواجده داخل أقسام السجن.

وفي التفاصيل، نقل محامي الهيئة عن الأسير بعد أن تمكن من زيارته مؤخرًا، أنه تم اقتياده عقب اعتقاله إلى سجن عوفر، حيث تم وضعه في ساحة السجن، وتم الاعتداء عليه بالضرب المبرح على كافة أنحاء جسده، ثم تم اقتياده إلى سجن عتصيون وتكرر الاعتداء عليه مرة أخرى، مكث هناك يومين ثم أعيد إلى عوفر مرة ثانية.

وتحدث الأسير لمحاميه: "بتاريخ 8 نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، تم اقتحام القسم من قبل ما يسمى قوات المتساده، والاعتداء على كافة الأسرى في القسم وعددهم 32 أسيرا وإطلاق الرصاص المطاطي عليهم، وقد أصيب جميع من كان بالقسم من بينهم أنا".

وأضاف: "أصبت برصاصة مطاطية في قدمي، بعد ذلك تم تسليم الأسرى لوحدات السجن وربط أيديهم إلى الخلف، ثم وضعهم في ساحة والاعتداء عليهم بالضرب المبرح، وقد تعرضت للضرب الشديد على الراس وقام السجانون بالدوس على راسي ببساطيرهم، وجراء ذلك فقدت الوعي لأكثر من نصف ساعة كما فقدت ذاكرتي بالكامل لأكثر من أسبوع ".

وبيّن محامي الهيئة أن الأسير بدأ باستعادة ذاكرته بعد أسبوع من الاعتداء ولكن بشكل بطيء، حيث لا يذكر إلا عددًا قليلًا من الأشخاص (زوجته وأولاده ووالديه)، كما أنه لا يتذكر الأحداث ولا مكان سكنه.

يُشار إلى، أنّ الاحتلال يواصل تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحقّ معتقلي غزة بعد مرور 170 يومًا على العدوان والإبادة الجماعية، إذ يرفض الاحتلال تزويد المؤسسات الحقوقية بما فيها الدّولية والفلسطينية المختصة أي معطى بشأن مصيرهم وأماكن احتجازهم حتّى اليوم، بما فيهم الشهداء من معتقلي غزة.

وفي وقت سابق، أفادت المؤسستان، بأن أكثر من 9 آلاف و100 معتقل ومعتقلة في سجون الاحتلال، يواجهون إجراءات انتقامية وتنكيلية غير مسبوقة، منذ بدء العدوان على غزة في السابع من أكتوبر الماضي وحتى اليوم.

وقالت الهيئة ونادي الأسير، أنه “على مدار الفترة الماضية لم تختلف وتيرة الإجراءات التي فرضت على المعتقلين والمتمثلة في أساسها بعمليات التعذيب والتنكيل الممنهجة، والتي تهدف في جوهرها إلى سلبهم إنسانيتهم وحرمانهم من أدنى حقوقهم”.

وأشارا إلى، أن “عامل الزمن يشكل مؤثرًا أساسيًا على مصير المعتقلين، في ظل استمرار وتيرة الإجراءات الانتقامية والتنكيلية بحقهم وبعض السياسات التي تصاعدت وزادت حدة معاناتهم على عدة أصعدة”.

وأكدتا، أن سياسة العزل بمستوياتها المختلفة تشكل إحدى أخطر السياسات التي تصاعدت بوتيرة غير مسبوقة على المعتقلين بشكل جماعي، وأصبحت تتخذ مفهوما آخر بعد السابع من أكتوبر الماضي، خاصة بعد أن جردتهم إدارة السجون الصهيونية من أبسط الأدوات ووسائل التواصل مع العالم الخارجي.

وتشهد الضفة الغربية موجة توتر ومواجهات ميدانية بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، تتخللها عمليات دهم واعتقال للفلسطينيين، بالتزامن مع حرب مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء.