فلسطين أون لاين

الاحتلال يعترف بـ "شجاعة قناص رام الله".. استعد لمعركة طويلة وقتل جنديًا برصاصة واحدة

...
الشهيد مجاهد بركات منصور
غزة - فلسطين أون لاين

كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، تفاصيل جديدة حول عملية إطلاق النار في "دير إبزيع" غربي رام الله، التي نفذها الشهيد الضابط في الأجهزة الأمنيّة الفلسطينيّة مجاهد بركات منصور، يوم الجمعة، وقُتل فيه جندي من وحدة "دوفدفان".

وقالت الصحيفة العبرية، "تبين أن القناص أظهر مهارة عسكرية غير عادية. وقد غادر حوالي منتصف الليل من منزله في ليلة الخميس والجمعة، وسار بضع مئات من الأمتار فقط وبدأ في إنشاء أربعة مواقع قنص محترفة نسبيًا، في مواقع مختلفة".

وأضافت، استخدم المنفذ بندقية قنص أمريكية متطورة من نوع سبرينغفيلد عيار 7.62، وأطلق النار أولا على حافلة تابعة للمجلس الإقليمي، ولكن لم يصب أحد بأذى.

"واعتقدت القوات الإسرائيلية في البداية أنها عبوة ناسفة تم التخلص منها، لكن آثار الأضرار التي لحقت بالحافلة لم تترك مجالاً للشك: كان المنفذ مختبئًا في التل، وكان مسلحًا بأسلحة قناصة. وبدأ قائد الكتيبة من قيادة الجبهة الداخلية، المسؤول عن المنطقة، بالمسح مع نائب قائد السرية، ولكن في غضون دقائق أصيب كلاهما وأربعة مقاتلين آخرين". وفقًا للصحيفة.

وأضاف التقرير: "وصل العقيد ناثانيال شامكا، إلى مكان الحادث، وأدرك أنه كان فخًا، وتذكر على الفور سيناريو الذعر من الهجوم الذي وقع في وادي الحرمية، ليس ببعيد، في عام 2002، عندما تمركز قناص فلسطيني في المكان. بالضبط بنفس الطريقة وقتل 10 إسرائيليين، معظمهم من الجنود".

وأضاف التقرير: "من تلك النقطة بدأت 5 ساعات من الدراما البطيئة، عندما أدرك العميد أن المشهد تحت السيطرة وأنه من الممكن التصرف ببطء، وواجهت الطائرات صعوبة في تحديد مكان المنفذ والقضاء عليه، حيث كان يطلق النار من وقت لآخر على المنطقة من مخبأه، وبعدها ساعدت الطائرات بدون طيار في تحديد موقعه. وأربع طائرات مسيرة مسلحة حاولت إصابة المنفذ لكن دون جدوى بسبب وضعيته الجيدة وملابسه السوداء، ما جعل من الصعب التعرف عليه في الظل.

ويقول التقرير: "عندما هاجم مقاتلو وحدة دودفين بعد ذلك من مسافة ثمانية أمتار، تمكن المنفذ من إطلاق رصاصة واحدة من هذا النطاق أصابت رأس أحدهم، وهو اللواء إيلي ديفيد جارفينكل، ما أدى إلى مقتله على الفور. بعد أن تلاشت الغيوم في الساعة 09:57 تمكنت المروحية القتالية من إطلاق الصاروخ الذي أدى إلى استشهاد المنفذ الذي تم تفتيش منزله والعثور على أسلحة إضافية".

ووصف أو هيلر، المراسل العسكري للقناة 13 العبرية عملية الشهيد مجاهد بركات بأنها "حادثة سيئة وقاسية وكانت أن تنتهي بسبعة قتلى"، منوهًا أن رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي جاء شخصيًا من أجل التحقيق في سبب استغراق الجيش خمس ساعات لتصفية شخص واحد.

بينما قال الصحفي الإسرائيلي المتخصص في الشأن الفلسطيني شلومي إلدار، "إن هذه هي المرة المرة الأولى التي يرى فيها استدعاءً لمروحية حربية من أجل قتل مسلح فلسطيني بهذه الطريقة".

وعلق أيال بروكوفيتش، محلل الشؤون السياسية في القناة 13 على العملية بقوله: "دائمًا يقولون لنا إن لدينا أفضل جيش في العالم وفي كل مرة نرى إخفاقًا جديًا. في كل أسبوع هناك إخفاق آخر، لا يمكن قبول أن قناصًا يتجول ببندقية ولا يستطيعون قتله خلال خمس دقائق".

أمس السبت، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مقتل جندي متأثرًا بجراح أصيب بها الجمعة، خلال عملية إطلاق النار والاشتباك المسلح قرب بلدة دير ابزيع، غربي مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية.

وقال جيش الاحتلال في تصريح صحفي، إن القتيل ضابط صف من وحدة "دوفدوفان" (الكوماندوز) يدعى إيلي ديفيد غارفينكل (21 عامًا)، وكان يشغل رتبة "ضابط صف" في وحدة الكوماندوز التابعة لجيش الاحتلال، قُتل خلال عملية رام الله يوم أمس، وأصيب ضابط وجندي بجراح خطيرة، وخمسة آخرين بجراح متوسطة.

وصباح أمس الجمعة، أصيب 7 جنود وضباط من قوات الاحتلال بجروح تراوحت بين خطيرة ومتوسطة، باشتباكات مع مقاوم فلسطيني استمرت 5 ساعات غرب رام الله في الضفة الغربية، قبل اغتياله بقصف جوي.

وفي وقت لاحق، أفادت مصادر محلية بأن الشهيد هو الشاب مجاهد بركات منصور من قرية دير ابزيع، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال احتجزت جثمانه، وداهمت منزله في القرية.