فلسطين أون لاين

موقع أميركي: هذا هو السبب الحقيقي للاقتحام الجديد لمستشفى الشفاء بغزة

...
343U7L2-highres-1700153810.webp
غزة - فلسطين أون لاين

علامات استفهام كثيرة تطرح حول أسباب اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى الشفاء، رغم عدم تحقيقه لكل الأهداف التي روج لها مسبقًا في اقتحام المجمع الطبي الأكبر في مدينة غزة، وفي الوقت التي نجحت به أطرافٍ محلية ودولية في إدخال المساعدات الغذائية إلى شمال قطاع غزة المحاصر لأكثر من 4 أشهر بتأمينٍ من قبل أجهزة الشرطة الفلسطينية التابعة للحكومة بغزة.

وقال تقرير على موقع "موندويس" الأميركي، إن قلة من المتتبعين يعلمون أن الإيصال الناجح للمساعدات الغذائية إلى شمال قطاع غزة هو ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى شن غارته القاتلة على مستشفى الشفاء في اليوم التالي، كما أنه لا يمكن تفسير العلاقة بين هذين الحدثين إلا من خلال فهم من كانت "إسرائيل" تستهدفه، وهو الشهيد فائق المبحوح مدير العمليات في قوة شرطة غزة، وهي جزء من الإدارة المدنية لحكومة غزة.

وعلى عكس كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- لم يكن المبحوح يعمل بشكل سري في بداية الحرب، لأنه لم يكن مضطرًا إلى القيام بذلك، فقد كان مسؤولا عن تطبيق القانون المدني، وأصدرت حماس بيانًا بعد مقتله أكدت فيه أنه "كان يقوم بنشاط مدني وإنساني بحت". وفق تعبير الصحيفة الأمريكية.

أبرزها، إحباط الدور المحوري الذي كان يلعبه فائق المبحوح

وأضاف الموقع، بأن المتحدثين العسكريين الإسرائيليين ووسائل الإعلام "الإسرائيلية" صرحوا بأن إسرائيل شنت "عملية دقيقة" على مستشفى الشفاء لاستهداف "أحد كبار نشطاء حماس" أو "قائد كبير في حماس"، الذي زعم الجيش أنه كان يخطط لشن هجمات على إسرائيل.

وعلق التقرير، بالقول: إن تقديم مثل هذه "الادعاءات الوقحة" دون أدلة تبرر مهاجمة المستشفيات والملاجئ كان بمثابة السمة المميزة لسلوك الجيش الإسرائيلي طوال هجومه على غزة.

وأوضح، أنّ الأهمية الحقيقية للهجوم لا تكمن في رغبته في إفراغ أكبر ملجأ مدني في شمال غزة، والذي يأوي 30 ألف شخص، بل في إحباط الدور المحوري الذي كان يلعبه فائق المبحوح في تنسيق إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الذين يتضورون جوعًا في غزة مع استعادة ما يشبه النظام الاجتماعي في الشمال.

وبمعنى آخر، كان الهجوم على مستشفى الشفاء بمثابة عملية اغتيال تهدف إلى زعزعة النظام المدني في شمال غزة. وكان هدفها تسهيل مشروع "الإبادة الجماعية" الإسرائيلي وتمهيد الطريق للسيطرة الكاملة على المنطقة دون مقاومة، وفق الموقع.

وأشار موندويس إلى، أن الأحداث التي وقعت في الأيام القليلة الماضية تكشف نوايا "إسرائيل" في هندسة المجاعة والمساهمة في الانهيار الاجتماعي، وهو ما يؤكد مرة أخرى أن هذه ليست حربا ضد مقاومة غزة فحسب، بل أيضا ضد شعبها.

وأفاد الموقع بأن المعلومات المتاحة تؤكد أن المبحوح هو الذي قام بتنظيم عملية إيصال قافلة المساعدات إلى شمال غزة، وذلك بالتنسيق مع العشائر ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) والمنظمات الدولية.

تسريب استخباراتي

وقال إن هذا التنسيق استلزم بالتأكيد الاجتماع مع مسؤولين من تلك المجموعات. وإحدى التكهنات المنتشرة على نطاق واسع تشير إلى أنه في تلك الاجتماعات تم الكشف عن موقع المبحوح ويفترض أنه تم تسريبه إلى المخابرات الإسرائيلية، على الأرجح من خلال إحدى تلك المنظمات الدولية، بحسب موندويس.

وذكرت صحيفة "هآرتس"، بأن هذا التسريب الاستخباراتي قد يفسر إسراع "إسرائيل" بإطلاق عملية فورية في المجمع الطبي.

ووفقًا لموقع "أكسيوس"، طلبت إدارة بايدن من إسرائيل في فبراير/شباط الماضي التوقف عن استهداف أفراد قوة الشرطة المدنية الذين يرافقون شاحنات المساعدات في غزة، محذرة من أن الانهيار التام للقانون والنظام يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل كبير.

هندسة المجاعة وتشجيع حالة الفوضى

وبين الموقع أن "إسرائيل" لم تتوقف قط عن استهدافهم، بل وذهبت إلى أبعد من ذلك باستهداف مئات المدنيين الباحثين عن الغذاء.

ويفسر هذا السياق، بحسب الصحيفة الأمريكية، سبب تحول قوة الشرطة على ما يبدو إلى العمل السري ولماذا كان المسلحون المرافقون للقافلة ملثمين. وهذا يفسر أيضًا سبب كون السرد العام حول توزيع المساعدات هو أنه تم تنظيمه من قبل العشائر.

وأفاد موندويس بأن ذكر العشائر ليس عرضيًا هنا، فأحد أهم جوانب سيناريو "اليوم التالي" المفترض لإسرائيل في غزة هو أن الأنشطة اليومية ستتم إدارتها من قبل العائلات والقبائل المحلية.

واعتادت بعض العشائر أن تتمتع بنفوذ أكبر في القطاع الساحلي قبل وصول حماس إلى السلطة في عام 2007، وكان بعض أفرادها يتصرفون كعصابات خارجة عن القانون تشارك في أنشطة إجرامية، وفق موندويس.

وأوضح الموقع أن حماس قلصت دور تلك العشائر بشكل كبير خلال فترة حكمها للقطاع، ولكن خلال حرب "الإبادة الجماعية" الأخيرة، استغلت بعض هذه العائلات الفوضى للاستيلاء على قوافل المساعدات وتخزين المساعدات الغذائية أو بيعها في السوق السوداء.

وأشار الموقع إلى أن "إسرائيل" لم ترحب بهذا التطور فحسب، بل شجعت بنشاط حالة الفوضى. ولم يؤد استهدافها المستمر لمرافقي الشرطة في غزة إلا إلى تعزيز هذه الظاهرة. وفي الوقت نفسه تقريبا، بدأ المسؤولون الإسرائيليون في طرح فكرة الحكم القبلي في غزة بعد الحرب.

العميد فائق المبحوح.. ما أبرز مهامه؟

واغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي العميد فائق المبحوح مدير عمليات الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة الإثنين الماضي، خلال عدوانها على مجمع الشفاء الطبي.

وذكرت محلية وصحفية، أن العميد فائق المبحوح رفض تسليم نفسه، واشتبك بسلاحه الشرطي مع العدو وقتل جنديًا وأصاب اثنين، من القوة "الإسرائيلية" التي اقتحمت المجمع الطبي الأكبر في مدينة غزة.

من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكب اليوم جريمة جديدة عندما اغتال العميد/ فائق المبحوح الذي يشغل عملية التنسيق مع العشائر والأونروا لإدخال وتأمين المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة.

وقال المكتب الحكومي، في بيان صحافي، إن ارتكاب الاحتلال "الإسرائيلي" لمثل هذه الجرائم والمجازر وقتل المدنيين واستهداف القائمين على العمل الإنساني؛ يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأنه يسعى بكل قوة إلى نشر الفوضى والفلتان في قطاع غزة، وإلى منع تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى مئات آلاف الجوعى في محافظتي غزة والشمال.

وأشار البيان، أن تنفيذ هذا الاغتيال جاء بعد يومين من نجاح جهود إدخال 15 شاحنة مساعدات إلى شمال غزة بعد أربعة أشهر من تعطيل الاحتلال "الإسرائيلي"، ويدلل على أن الاحتلال مصمم على نهج التجويع وحرمان السكان من الحصول على المواد الغذائية رغم محدوديتها حتى الآن.

وأعرب المكتب الحكومي، عن استنكاره وإدانته ارتكاب الاحتلال جريمة اغتيال قائد عمليات الشرطة العميد فايق المبحوح، مؤكدًا أن جريمة اغتيال العميد المبحوح، تأتي استكمالاً لاستهداف الاحتلال وقصفه للعديد من مراكز تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين، واغتيال وقتل القائمين على تقديم هذه المساعدات الإنسانية حيث استهدف خلال الأيام الماضية العشرات منهم في محافظة رفح ومخيم النصيرات ومحافظة غزة وغيرها من المحافظات.

وأضاف، نُحمّل الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المستمرة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني وضد المدنيين والأطفال والنساء.

وطالب الإعلامي الحكومي، المنظمات الأممية والدولية وكل دول العالم الحر بالتَّدخل الفوري والعاجل من أجل لجم الاحتلال ووقف حرب الإبادة الجماعية ووقف عدوانه واستهدافه للمدنيين وللأطفال والنساء ووقف استهداف القائمين على تقديم المساعدات الإنسانية ووقف استهداف وقصف مراكز توزيع المساعدات الإنسانية على أكثر من 2 مليون نازح في قطاع غزة.

ضرب السلم المجتمعي في القطاع

من جهتها، قالت حركة حماس إن اغتيال مدير العمليات المركزية للشرطة الفلسطينية في غزة، فايق المبحوح "جاءت بعد جهود الشهيد والأجهزة الأمنية في ضبط حالة الأمن وتأمين وصول المساعدات الإغاثية إلى محافظتي غزة والشمال".

وأضافت في بيان أن "هذه الجريمة الإرهابية باستهداف الشرطة المدنية المحمية بموجب القانون الدولي الإنساني هي دليل إضافي على سعي العدو النازي لنشر الفوضى وضرب السلم المجتمعي في القطاع، وإدامة حالة المجاعة التي يعاني منها أهلنا، تنفيذاً لمخطط حرب الإبادة وتهجير شعبنا عن أرضه".

المصدر : الصحافة الأميركية + الجزيرة نت