أوردت الطواقم القانونية شهادات جديدة لأسيرات اعتقلنّ مؤخرًا وتعرضنّ لاعتداءات متكررة خلال عملية اعتقالهنّ، وظروف احتجازهنّ في زنازين سجن "هشارون"، قبل نقلهنّ إلى سجن "الدامون"، إضافة إلى ظروف احتجازهنّ القاسية وغير المسبوقة في "الدامون، نوردها بحسب ما نقلتها هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، في بيان مشترك صدر اليوم، الأربعاء.
مرحلة الاعتقال الأولى: محطة للاعتداءات على الأسيرات
شهادة الأسيرة (ن،م): "بعد اعتقالي تم تقييدي بقيود بلاستيكية محكمة بشدة، وتعصيب عياني، وأجبروني على السير على الأقدام مسافة طويلة بين الوعر والحجارة، ونقلوني لإحدى البيوت التي جرى فيها احتجاز المعتقلين يومها، وأمروني بالجلوس على الأرض، ورفضت ذلك بسبب أوجاع أعاني منها في قدمي، وقد طلبت الذهاب إلى دورة المياه إلا أنّ إحدى المجندات رفضت، وعندما طلبت منها بشكل متكرر، قامت بدفعي بطريقة وحشية، وقام أحد الجنود بضربي بسلاحه على صدري، ولاحقًا بعد نقلي إلى السّيارة العسكرية شعرت بضيق شديد بالتنفس".
شهادة الأسيرة (ه.د): "بعد اعتقالي وتقيدي، ووضع العصبة على عيناي، تم نقلي إلى أحد المعسكرات، وكان الجو بارد جدًا وهناك شعرت بأنّ أحد الكلاب البوليسية اقترب مني وحاول عضي، وبدأت بالصراخ، حتى تم إبعاده، وطوال فترة نقلي كانوا ينعتوني بالإضافة إلى معتقلين آخرين بأننا ‘إرهابيون‘".
شهادة الأسيرة (ع،ي): "بعد تقييدي واعتقالي جرى نقلي إلى معسكر تابع لجيش الاحتلال، وأجبروني على الوقوف لمدة ساعتين على ركبتاي، وأنا مقيدة ومعصوبة الأعين".
مطالب بإغلاق سجن "هشارون"
وأوضحت الشهادات أن "سجن ‘هشارون‘ شكّل وما يزال محطة للتنكيل والإذلال بحقّ الأسيرات وتصاعد ذلك بشكل كبير بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، واستنادًا لزيارات متواصلة جرت للأسيرات مؤخرًا أكدوا أنهنّ تعرضنّ للإذلال والتفتيش والاعتداء عليهنّ في زنازين سجن "هشارون"، واحتجازهن في زنازين لا تصلح للعيش الآدمي".
شهادة الأسيرة (ي،ع): "عند وصولي إلى سجن "هشارون" تعرضت للتفتيش العاري، واحتجزت في زنزانة لا تصلح للعيش الآدمي" وبحسب وصفها "كانت أسوأ ليلة أعيشها، فالزنزانة باردة جدًا، وفيها مرحاض رائحته كريهة جدًا وقذر جدًا".
شهادة الأسيرة (ن،ث): "قامت ثلاث سجانات بإدخالي إلى الزنزانة، وحاولن تفتيشي بشكل عاري، إلا أنني رفضت وأصريت على عدم الانصياع لهنّ، فقمنّ بالاعتداء عليّ وتحديدًا على رأسي، وكان برفقتي أسيرة أخرى تعرضت كذلك للضرب بشدة كونها رفضت التفتيش العاري، ولاحقًا تم نقلنا إلى زنزانة نتنة مجردة من كل شيء، وبعد أن طالبنا مرات عديدة بتوفير فرشة وحرام، تم إحضار فرشتين رطبات ذو رائحة كريهة، وكذلك الغطاء".
وتؤكد شهادة الأسيرة (ه.د) هذه التفاصيل: "وصلت سجن ‘هشارون‘ الساعة الرابعة عصرًا، تم وضعي في زنزانة أرضيتها مغطاة بالمياه ومجردة من أي مقتنيات، بدأت أشعر بفقدان التوازن كوني أعاني من مرض السكري، حيث تم إبقائي طوال الوقت دون شراب وطعام في وقت متأخر، ولاحقًا قاموا بنقلي إلى زنزانة أخرى فيها كاميرات، والمرحاض مكشوف، وبدأت أشعر بالتّعب الشديد، ورغم ذلك استغرقت عملية نقلي بعربة البوسطة إلى سجن "الدامون" يوم كامل، وعندما وصلت إلى "الدامون" كنت منهكة جدًا ولا أقوى على السير".
وبناء على ذلك، أوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، أن الأسيرات طالبن "بضرورة الضغط القانوني لإغلاق سجن ‘هشارون‘".
وأكدت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير أنّ ظروف احتجاز الأسيرات في سجن ‘الدامون‘ بعد رحلة التّنكيل والإذلال التي تتعرض لها الأسيرات لحظة الاعتقال وفي سجن ‘هشارون‘، تشكّل امتدادًا لتلك المحطات، فقد أكّدت الأسيرات على أنّ ظروف احتجازهنّ قاسية وصعبة جدًا، من جرّاء العزل الجماعي والمضاعف المفروض عليهنّ، إضافة إلى تقديم إدارة السّجون طعام سيء كمًا ونوعًا، فالطعام المقدم بدون ملح وغير مطبوخ بشكل جيد".
وأوضح البيان أنه "منذ بداية شهر رمضان يتم إحضار ثلاث وجبات وتقوم الأسيرات بحفظ الطعام لوقت الإفطار ويتم تقسيمها على الفطور والسحور رغم كميتها المحدودة، كما أنّ الأسيرات لديهنّ خشية من شرب المياه في السّجن، حيث تضطر الأسيرات إلى وضعه في أوعية حتى تترسب الأوساخ في الأسفل ويتمكّنّ من شربها".
وأوضح البيان، أن "عدد الأسيرات في سجون الاحتلال يبلغ 67 أسيرة، من بينهن أربع أسيرات من غزة في سجن ‘الدامون‘، ومن بينهنّ أم وابنتيها"، علمًا بأن غالبية الأسيرات هنّ إما معتقلات إداريًا أو معتقلات بناء على تهم على خلفية مزاعم بـ"التحريض".
وشدد البيان على أنه "لا تتوفر أي معطيات عن أسيرات غزة المحتجزات في المعسكرات جرّاء جريمة الإخفاء القسري" التي ينفذها الاحتلال بحق معتقلين فلسطينيين من قطاع غزة.