قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إنه تلقى إفادات من شهود عيان بشأن تنفيذ قوات الاحتلال الإسرائيلي إعدامات ميدانية بحق مدنيين فلسطينيين نازحين داخل مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة في إطار عملياته العسكرية المستمرة في المجمع منذ يومين.
ونقل المرصد الحقوقي، عن شهود عيان، أنهم شاهدوا اقتياد قوات الاحتلال 8 إلى 10 مدنيين فلسطينيين إلى منطقة مشرحة مجمع الشفاء (ثلاجات الموتى)، ثم سمع أصوات إطلاق نار كثيف قبل أن تعود قوات الاحتلال أدراجها من دون هؤلاء المدنيين.
وأعرب "الأورومتوسطي" عن مخاوفه من تعرض هؤلاء المدنيين لعمليات إعدام ميداني، مُبديًا قلقه العميق إزاء الوضع في مجمع الشفاء الطبي والمخاطر الماثلة أمام المدنيين.
وأكد المرصد الحقوقي، أن فريقه الميداني جمع شهادات عن مقتل 60 إلى 80 شخصًا برصاص القوات الإسرائيلية داخل مجمع الشفاء الطبي وفي محيطه منذ إعادة اقتحامه ليلة الأحد/الاثنين.
وطالب ضرورة حماية المستشفيات والمنشآت الطبية، وضرورة تحرك الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ذات العلاقة لوقف الاعتداءات "الإسرائيلية" الجسيمة على المستشفيات في قطاع غزة.
وفي وقت سابق، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الثلاثاء، إن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكب "مجزرة دامية" وأعدم 50 مواطنًا فيما ويعتقل قرابة 200 آخرين في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه بمدينة غزة
وأوضح الإعلامي الحكومي، في بيانٍ صحافي، أن الاحتلال قد اعترف بارتكابه مجزرة دامية خلال إعلانه إعدام أكثر من 50 مدنيًا فلسطينيًا واعتقال قرابة 200 آخرين في مجمع مستشفى الشفاء الطبي ومحيطه بمدينة غزة، في "جريمة حرب" واضحة و"انتهاك فاضح" للقانون الدولي.
كما وتلقى المكتب الحكومي، معلومات ميدانية عن إعدام جيش الاحتلال لعدد من الأطفال من بين الذين تم إعدامهم من المدنيين والمرضى والنازحين.
وقد شارك في عملية اقتحام مجمع الشفاء الطبي المئات من جنود الاحتلال "الإسرائيلي" المدججين بالسلاح والكلاب البوليسية وعشرات الدبابات والطائرات المُسيّرة والطائرات المروحية، وأطلقوا النار والقذائف والصواريخ بكثافة داخل المجمع الطبي تجاه المرضى والنازحين والمدنيين الأمر الذي أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 250 مدنيًا، كما أحرقوا بعض المرافق داخل المستشفى.
وأضاف البيان: نُدين بأشد العبارات ارتكاب الاحتلال "الإسرائيلي" للمجزرة الدامية في مجمع الشفاء الطبي واقتحام المجمع، في مخالفة صريحة وفظيعة لكل الأعراف والمواثيق والاتفاقيات الدولية، ونُحمّل الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن هذه المجزرة المُروّعة التي حذَّرنا من ارتكابها في ساعات الاقتحام الأولى.
وطالب الإعلام الحكومي، المنظمات الأممية والدولية كافة، وكل دول العالم الحر بالتَّدخل الفوري والعاجل لوقف حرب الإبادة الجماعية ووقف العدوان على قطاع غزة والذي يستهدف المدنيين والأطفال والنساء تحديدًا.
ودعا كل المؤسسات ذات العلاقة بالقطاع الصحي إلى إدانة هذه الجرائم المتسلسلة التي يرتكبها الاحتلال بحق المستشفيات والمؤسسات الصحية والرامية إلى القضاء تماماً على القطاع الصحي.
واقتحمت قوات الاحتلال مجمع الشفاء صباح أمس الاثنين، وهاجمت الأحياء والمباني المحيطة به، وهو ما أدى إلى استشهاد وجرح عدد من الفلسطينيين، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
واغتال جيش الاحتلال خلال هجومه على مجمع الشفاء مسؤول العمليات المركزية للشرطة في غزة العميد فائق المبحوح، الذي كان مسؤولاً عن التنسيق مع العشائر ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا لإدخال وتأمين المساعدات الإنسانية إلى شمال القطاع.
وكان جيش الاحتلال قد نفذ هجومًا واسعًا على مجمع الشفاء في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعدما أطلق ادعاءات بوجود مركز قيادة لحماس تحت المجمع، وتبين أنها غير صحيحة.
وتشن "إسرائيل" عدوانًا وحشيًا على قطاع غزة منذ أكثر من 5 أشهر، خلّف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، أغلبهم أطفال ونساء، وسط تحذيرات منظمات دولية من المجاعة -ولا سيما في شمال القطاع- جراء تقييد الاحتلال دخول المساعدات.