فلسطين أون لاين

غزة... الطوفان والمحرقة

مطلوب منظمة وجيش تحرير

غزة بما تحمل من إرث ورصيد وتحرر وجولات سجال فاقت الخيال واستقلالية قرار، قادرة أن تكون النواة الصلبة لهذا الحراك. ومشاريع الفصائل الوطنية والإسلامية والغرفة المشتركة والحضور الوطني والفصائلي العالي تملك مقومات أن تمثل نقطة الانطلاق لمشروع عاجل اسمه منظمة التحرير عادلة التمثيل شرعية الحضور تعيد الاعتبار للمشروع الوطني التحرري وبناء جيش التحرير لفلسطين الوهج الذي لا ينطفئ.

أزمة المشهد الفلسطيني المنقسم برامجياً لقيت على مفترق الطرق بين منظمة تحرير مختطفة مع ادعاء حصر التمثيل الشرعي وبين شارع فلسطيني متدافع نحو إحياء جسم هَرِم أم بناء مؤسسة جديدة تحظى بالتمثيل الحقيقي للفلسطيني وكذا بالشرعية السياسية. والحالة الفلسطينية في خضم طوفان ومحرقة غزة بين مرحلتي النضال والتحرير بحاجة إلى إعادة بناء مؤسس بعد سقوط تجربة التسوية ومسار أوسلو ومشروع حل الدولتين.

الحاجة ماسة وضرورة ملحة إلى مؤسسة تمثل إطار وطني فلسطيني جامع لفلسطيني الداخل والخارج وموحد كافة القوى والتوجهات والانتماءات, ولذلك تحديدا يسبق بناء المؤسسة اعتماد برنامج وطني سياسي جديد تميل نقطة التقاء مع طموح شعب مستعد لدفع فاتورة التحرير كاملة غير منقوصة وتعتبر وثيقة الوفاق الوطني برنامج سياسي مقترح جدير بالدراسة مجدداً لتكن قاعدة لبناء هذا البرنامج الجامع وقد أكد شعبنا عبر ملحمة الطوفان والمحرقة وأنه حيث مازال يخوض النضال بكافة أشكاله وفي شتى أماكن تواجده وهو جدير بمؤسسة تليق به وتتبنى حلمه في التحرير والعودة وبناء الدولة المستقلة.

إن الشرعية الحقيقية والتمثيل العادل لا يتحقق بالاغتصاب والوهم التاريخي والزعم الخالي من المضمون وإنما بتحقيق عدالة التمثيل وطنياً وجغرافياً وحضارياً وذلك ببناء مؤسسة تمثيل حقيقية، والبوابة العادلة لذلك هي الانتخابات حيثما وجد الفلسطيني. مشروع الوهم الذي سقط بنهاية أوسلو وسقوط حل الدولتين وما يعرف اليوم بالسلطة الفلسطينية فقد انتهت إلى سراب كبير. ولكنها بعد إعادة الاعتبار تمثل جزء من هذا المشروع وليس كله فعلبنا أن نضم الشتات الفلسطيني.  والمؤسسة عادلة التمثيل (منظمة تحرير) مرجعية للسلطة وليس العكس وتمثل البيت الفلسطيني الجامع والذي غايته التحرر الوطني.

مثلت طوفان ومحرقة غزة محطة هامة أبرزت التفافاً لافتاً حول مشروع التحرير وأحدثت تآكلاً متزايداً في جسم منظمة التحرير ما لم يتم تداركه بإعادة البناء والسلطة الفلسطينية القائمة والمتهالكة والمختطفة من فريق لا يرى النضال الفلسطيني الا من بوابة المفاوضات والتنسيق الأمني ومشروع أوسلوا الهالك. ومعركة مدافعة الشرعية مستمرة ولم تحسمها طوفان ومحرقة غزة لأن خيال الحقل مسنود بعصا أمريكا و(إسرائيل) والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والذين أيضاً يخوضون معركة الحفاظ والتمديد لمسار أوسلو.

مخرجات وتداعيات طوفان ومحرقة غزة تجدد الأمل في بناء مؤسسة تمثيل فلسطينية عادلة على قاعدة الشراكة باعتبار القضية الفلسطينية وفي المركز منها القدس نقطة التقاء جامعة وباعتبار التكامل في أوجه النضال في مختلف الساحات وبأساس وطني جامع يمثل نقطة التقاء مركزية وعلى أساس "يا فلسطيني حيث كنت اركب معنا" مع حراك وطني شعبي في شتى الساحات الفلسطينية يساهم في عملية توحد متدرجة تكبر ككرة الثلج وتتسع للهم الوطني الكبير في التحرير والعودة.