كشفت صور أقمار صناعية حديثًا، أن سلطات الاحتلال أجرت توسعًا غير مسبوق في معسكر "سدي تيمان" التابع للقيادة الجنوبية للجيش، والذي يمارس به أبشع صنوف التعذيب والتنكل والإعدام بحق معتقلي قطاع غزة، منذ الـ 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
وتكشف لقطات الأقمار الصناعية، ظهور عدد من المباني الجديدة بالإضافة لما يشبه خيامًا ضخمة (حظائر) بأماكن مختلفة في القاعدة العسكرية الإسرائيلية التي تغير شكلها وتحولت من معسكر وقاعدة جوية إلى ما وصفته جهات حقوقية بـ"غوانتانامو إسرائيل".
وفي تقرير سابق، نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، تقريرًا حول المعسكر الإسرائيلي، كشفت فيه وفاة 27 معتقلًا فلسطينيًا في غزة أثناء احتجازهم في منشآت "سدي تيمان" العسكرية إسرائيلية، ولم يقدم الجيش الإسرائيلي تفاصيل عن ظروف الوفاة.
وذكر التقرير أن المعتقلين في "سدي تيمان" كانوا محتجزين وهم مكبلون بأربطة بلاستيكية ومعصوبو الأعين طوال اليوم، وأن الجنود هناك يعاقبون الفلسطينيين إذا تحركوا أو تحدثوا، ويُقفون المعتقلين لفترات طويلة وهم مكبلو الأيدي فوق الرأس وخلف الظهر أو يقيدونهم في السياج بالعراء وبدون ملابس مناسبة.
ويواصل الاحتلال تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحقّ معتقلي غزة بعد مرور 161 يومًا على العدوان والإبادة الجماعية، إذ يرفض الاحتلال تزويد المؤسسات الحقوقية بما فيها الدّولية والفلسطينية المختصة أي معطى بشأن مصيرهم وأماكن احتجازهم حتّى اليوم، بما فيهم الشهداء من معتقلي غزة.
ويقول المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إنه تلقى شهادات جديدة عن تعرض معتقلين فلسطينيين من قطاع غزة -بمن فيهم نساء وأطفال- لعمليات تعذيب قاسية ومعاملة تحط بالكرامة الإنسانية، بما في ذلك التعرية والتحرش الجنسي أو التهديد به، مطالبا بتحرك دولي عاجل لوقف تلك الانتهاكات.
وأوضح المرصد أن فرقه تلقت شهادات من مجموعة من المعتقلين المفرج عنهم خلال الأيام الماضية، بعد أن أمضوا مددا مختلفة من الاعتقال تحدثوا فيها عن تعرضهم لممارسات قاسية، شملت ضربهم بشكل "وحشي وانتقامي"، وإطلاق الكلاب تجاههم، وشبحهم لساعات طويلة، وتعريتهم من ملابسهم بشكل كامل، وحرمانهم من الطعام والذهاب لدورات المياه.
وأفاد "م ن" (70 عامًا- طلب عدم ذكر اسمه) "اعتقلوني من منزلي في حي الأمل غرب خان يونس، أبلغتهم أنني مريض ولا أستطيع التحرك، لكن لم يهتموا، أجبروني على خلع ملابسي، نقلوني إلى بيت مهدوم، شعرت أنني أستخدم درعا بشريا. لاحقا اعتقلوا المزيد ونقلونا برحلة عذاب قاسية إلى معتقل عبارة عن قفص من الحديد".
وأضاف "كل يوم كنا نتعرض للضرب والسب، لم نشرب الماء داخل السجن لمدة 4 أيام، كانوا يصبون المياه على الأرض أمامنا، حتى يعذبونا ونحن عطشى. طوال الوقت جلوس على ركبنا، أكل قليل، والذهاب للحمام مرة واحدة، والشبح متكرر بالوقوع على السياج وربط الأيدي للأعلى".
أما "خ ن"، فقال "اعتقلوني عند الحاجز وأجبروني على خلع ملابسي، وتعرضت للضرب الشديد.. كنا نتغطى ببطانيات ممتلئة بالمياه، عشنا بردا غير طبيعي ولم نشرب الماء". وتابع "الجيش نقلنا إلى مكان آخر، تعرضنا لتعذيب مختلف، كل مكان فيه عملية تعذيب مختلفة عن الأخرى، كان الضابط يضربني على رأسي، وعندما أشكو، يضربني أكثر، ولم أستطع النوم من البرد".
وقال "م و": "اعتقلوني من بيت لاهيا، وأجبروني على خلع ملابسي تماما، احتجزوني في العراء مع ضرب شديد، عبثوا بأيديهم في جسمي، وعلقوني من رجلي بالسقف، كنت أتعرض للشبح على مدار 4 إلى 6 ساعات يوميا". وأضاف: "هددوا باغتصاب عائلتي، وطلبوا معلومات لا أعلمها. كانوا يجبروننا على شتم فصائل وشخصيات معينة وأن نهتف لإسرائيل، ونقول عن الكلب الذي يُسمح له بنهشنا أنه تاج رأسنا".
ومنذ الـ 7 أكتوبر/ تشرين الاول الماضي 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا وحشيًا، خلّف 29092 شهيدًا، و 69028 إصابةً منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وذكرت الوزارة أنّ عددًا كبيرًا من الضحايا مازالوا تحت الأنقاض وفي الطّرقات والشوارع، لا تستطيع طواقم الإسعاف أو الدفاع المدني الوصول إليهم، بسبب إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال الصهيوني تجاه كل من يقترب من تلك الأماكن.