هل تطور طوفان ومحرقة غزة حالة الشراكة الفصائلية وتتبرأ حركة فتح من التنسيق الأمني واختطاف المنظمة والسلطة وتتواجد رسمياً في المشهد الوطني؟
أكثر كلمة ترددت في الآونة الأخيرة في القاموس الفلسطيني (الانقسام) حتى غدت كلمة كريهة ممجوجة لدى أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج. ولعل أبرز ثمار وبركات طوفان ومحرقة غزة الوحدة الفلسطينية البرامجية أنها أسقطت هذه الكلمة (الانقسام) وذهبت إلى غير رجعة ولم يعد هناك "طرفي الانقسام" المعزوفة الممجوجة من أطراف عدة وإنما هناك فريق اختزل الحق الفلسطيني في القيادة والتمثيل فيه ويمارس أبشع أشكال التفرد باسم القضية الفلسطينية مرسخاً لمسار التنسيق الأمني الخياني بزعم شرعية التمثيل الفلسطيني ومازال الصمت يلف هذا الفري دون كلمة في مواجهة محرقة غزة.
الوحدة الفلسطينية المتجسدة برامجياً في طوفان ومحرقة غزة كانت ملامحها عميقة وعظيمة حيث القدس في القلب من ذلك والالتحام من أجلها والوحدة مع شعبها ،وكذلك فلسطينو48 الذين أعادتهم سيف القدس إلى جوهر وأصل علاقتهم بالاحتلال والقائمة على الصراع وليس الأسرلة، واللاجئون الفلسطينيون في لبنان الأردن وسوريا وإعادة الاعتبار إلى جوهر فكرة وجودهم في الشتات أنه مؤقت وأن قلوبهم وعيونهم ترحل إلى الأسرى والمسرى كل يوم في ترقب لرحيلهم إليها بأجسادهم، وفي القلب من ذلك ضفة الإباء والانتفاضة المتجددة في وجه الاحتلال وفي الدائرة الأوسع الحراك الفلسطيني في شتى عواصم العالم وخاصة في أمريكا وأوروبا والذي يججدوا العهد أننا عبر التضامن مع غزة فإن لم نسكن القدس فإن القدس تسكننا. أما غزة وما أدراك ما غزة حاضنة الحلم الفلسطيني ومجسدة الملحمة العظيمة بالعمل الوطني الجامع والتضحية العزيزة والفدائية الباسلة، لذلك فإن مربع الحديث الممجوج عن الانقسام إلى وحدة البرنامج الوطني الذي عمود خيمته المقاومة بكافة اشكالها وفي كافة أماكن التواجد الفلسطيني هو المسار المكمل لوحدة البرنامج كانت وحدة القبلة في الصراع والوجهة الرمزية التي تجسدها القدس والتي من خلالها تستعيد القضية الفلسطينية جوهر ومركزية ورمزية الصراع والمعركة التي يخوضها شعب فلسطين في كل مكان ومن كان اسم المعركة جامعاً القدس حيث الوحدة جامعها القدس والمقاومة من أجل تحريرها، وقد انعكس ذلك على الوحدة الميدانية والسياسية. والأمل منعقد أن يلتقي الجميع بوحدة ميدانية وبرامجية عنوانها القدس توحدنا وما يترتب على ذلك من تشكيل قيادة مقاومة فلسطينية موحدة وقد يكون منطلق ذلك الإطار القيادي المؤقت ومن لا يرغب أن تكون القدس وبرنامج تحريرها عنوانه يخرج من هذا الإطار وهذا يحتاج إرادة شعبية تستطيع فرض رؤيتها بوحدة المكونات الفلسطينية حيث جسد الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده الحاضنة للقدس والحامي لأسوارها والراغب بوحدة على أنغام ملحمة غزة العظيمة.
إن دور الفصائل الوطنية في طوفان ومحرقة غزة تقدم في مشهد الوحدة الميدانية وضبط الإيقاع أكثر من أي وقت مضى وجسدت الفصائل المقاومة صورة موحدة وراكمت من رصيد الثقة لدى الشعب الفلسطيني. والفصائل الفلسطينية كافة ومنها فصائل منظمة التحرير كان حضورها الإعلامي الداعم للمقاومة والمساند لها عالياً وفاعلاً وهذه مسألة هامة في تعزيز برنامج المقاومة.
ورغم هذا التطور على صعيد الحضور الفصائلي لكن هناك عدة أسئلة برسم الإجابة وتحتاج بلورة ونقاش وصولاً إلى تعضيد وتعزيز الدور الفصائلي في المعارك والمواقف الوطنية ومنها:
- هل تساهم طوفان ومحرقة غزة في تطوير العلاقة الفصائلية من مستوى التنسيق إلى مستوى الشراكة الوطنية الحقيقية في برنامج وطني جامع لمواجهة التهديد المتزايد للقضية الفلسطينية وتصفيتها؟
- هل تمدد طوفان ومحرقة غزة حالة الوحدة إلى نطاق أوسع من الفصائلية حيث الفصائل تجمع فضفاض لا يعبر عن المجموع الفلسطيني؟
- هل تطور طوفان ومحرقة غزة الفعل الميداني للفصائل إلى مستوى حضورها الإعلامي؟
- هل تطور طوفان ومحرقة غزة الموقف الميداني في الوحدة الفصائلية إلى مواقف سياسية جامعة في التفاهمات وشروطها ووحدة الموقف السياسي تجاه كافة القضايا؟
- هل تطور طوفان ومحرقة غزة إدارة المعركة في الميدان موحدة بين الفضائل إلى درجة ضبط الميدان بشكل كامل؟ وتجنب أي أخطاء أو أضرار تصيب المجتمع الفلسطيني؟
- هل تطور طوفان ومحرقة غزة الحالة الجماهيرية والفصائلية والمقاومة الشعبية في الضفة بتزايد دور حركة فتح وأفراد الأمن في النضال؟