فلسطين أون لاين

تقرير: الجيش "الإسرائيلي" نكّل وعذب واعتقل وأهان طواقم طبية بغزة

...
مجمع ناصر137.jpeg
غزة - فلسطين أون لاين

أدلى أطباء وممرضون، في مستشفى ناصر الطبي بخان يونس جنوبي قطاع غزة، بشهادتهم حول تعرضهم لاعتداءات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، تتضمن التنكيل وتعصيب أعينهم واحتجازهم وإجبارهم على خلع ملابسهم وللضرب المتكرر، وغمرهم بالمياه الباردة.

وقال أحمد أبو صبحة، وهو طبيب في مستشفى ناصر، لإذاعة "بي بي سي" البريطانية، إنه وخلال  احتجازه لمدة أسبوع حيث تم اعتدى الجنود الإسرائيليون عليه بالضرب، وكسر أحدهم يده.

ووصف الدكتور أبو صبحة،  بعض عناصر معاملته أثناء احتجازه بالتعذيب، مثل جعل المعتقلين يقفون لساعات دون انقطاع. وقال إن العقوبات الأخرى المفروضة على المعتقلين تشمل إجبارهم على الاستلقاء على بطونهم لفترات طويلة وتأخير وجباتهم.

وأشارت الإذاعة البريطانية، إلى أن رواية الطبيب أبو صبحة تتطابق أن تتطابق بشكل كبير مع روايتين لمسعفين آخرين أرادا عدم الكشف عن هويتهما خوفا من الانتقام.وقالوا إنهم تعرضوا للإهانة والضرب وغمرهم بالماء البارد وأجبروا على الركوع في أوضاع غير مريحة لساعات، وأنهم احتُجزوا لعدة أيام قبل إطلاق سراحهم.

من جهته، قال مدير عام المستشفى، الدكتور عاطف الحوت، إن "كل من حاول تحريك رأسه أو القيام بأي حركة يتعرض للضرب. لقد تركوهما لمدة ساعتين تقريبًا في هذا الوضع المخزي".

وأفاد العاملون الطبيون بأنهم نُقلوا بعد ذلك إلى مبنى المستشفى، وتعرضوا للضرب، ثم نُقلوا إلى مركز احتجاز، وكل ذلك وهم مجردين من ملابسهم.

حح-1708249780.webp

وقالت عائلات خمسة مسعفين آخرين في المستشفى إن أقاربهم مفقودون.

بالإضافة إلى ذلك، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تلقت عشرات المكالمات الهاتفية من أشخاص يقولون إن أفراد عائلاتهم، بما في ذلك المسعفون الذين كانوا في مستشفى ناصر، أصبحوا في عداد المفقودين الآن.

ويقول المسعفون الذين بقوا في مستشفى ناصر إن العملية التي قام بها الجيش الإسرائيلي في المستشفى جعلتهم غير قادرين على رعاية المرضى. وعندما سيطر الجيش، كان هناك ما يقرب من 200 مريض يعالجون هناك، كثير منهم "طريحي الفراش"، بما في ذلك ستة داخل وحدة العناية المركزة، وفقًا للدكتور الحوت.

ووصف الموظفون الذين سُمح لهم بالبقاء أنهم أُمِروا بنقل المرضى المصابين بأمراض خطيرة بين المباني، وإبعادهم عن واجباتهم للاستجواب، وتعيين مرضى لم يتم تدريبهم على التعامل مع حالاتهم، كل ذلك أثناء عملهم في ظروف ضيقة وغير صحية. وأدى ذلك إلى وفاة 13 مريضاً في الأيام التي تلت سيطرة إسرائيل على القطاع.

وأضاف الموظفون أن العديد من هؤلاء المرضى ماتوا بسبب الظروف في المستشفى، بما في ذلك نقص الكهرباء والمياه وغيرها من الضروريات اللازمة لاستمرار عمل المستشفى.

وخلص تحليل في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إلى أن مزاعم الجيش الإسرائيلي عن أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تستعمل المستشفيات يفنّدها أطباء أجانب يعملون في مجمع ناصر الطبي.

وشدد هؤلاء الأطباء على أنهم لم يلاحظوا أي نشاط للحركة طوال وجودهم في المستشفى، ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن قوة الاعتداءات الإسرائيلية على المستشفيات تفوق حجم أي خطر محتمل كامن فيها.

وقال الدكتور لورانس هيل كاوثورن، المدير المشارك لمركز القانون الدولي بجامعة بريستول "إن هذا يتعارض مع ما كان لفترة طويلة فكرة أساسية للغاية في القانون الذي ينطبق في النزاعات المسلحة، وهي أن المستشفيات والطواقم الطبية محمية. وحقيقة أنهم يعاملون مواطني الجانب المعادي لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تقوض حمايتهم".

يُذكر أن قوات الاحتلال "الإسرائيلي" اقتحمت مجمع ناصر الطبي في 15 من فبراير الماضي، لما يقار 10 أيام، بعد حصار مشدد استمرّ أكثر من أسبوعين، وحولته إلى ثكنة عسكرية، استهدفت فيه عددًا من الطواقم الطبية والمرضى والنازحين.

واعتقلت قوات الاحتلال عددًا كبيرًا من الطواقم الطبية والنازحين واقتادتهم إلى جهات مجهولة، بعد أن أخضعتهم للتحقيق القاسي في مبنى الولادة في المجمع.

وانسحب الاحتلال من المجمع بعد أن عاث به خرابًا، وحوّل الكثير من المباني الطبية إلى ثكنات عسكرية ومراكز تحقيق تعسفي مع النازحين في المجمع.