فلسطين أون لاين

مواليد "في الجحيم".. النساء الحوامل في غزة يواجهن أهوالًا صعبة

...
نساء غزة.jpg
غزة - فلسطين أون لاين

من المؤكد أن المأساة في غزة تطول الجميع، وتشمل كل جوانب الحياة اليومية، بداية من مجرد الاستيقاظ صباحًا وحتى رشفات الماء النقي التي باتت نادرة، رغم ذلك، فإن هناك فئات حرجة جدًا تواجه ما هو أخطر من كل ذلك، أبرز تلك الفئات النساء الحوامل.

وتركت الأزمة الإنسانية التي تتكشف في غزة الأمهات الحوامل من دون فحوصات طبية لعدة أشهر، حيث أن خدمات الرعاية الصحية الأساسية غير متوفرة فعليًا ولا تستطيع النساء أثناء المخاض الوصول إلى المستشفيات بسبب عدم توفر الوقود ومحدودية القدرة الاستيعابية في المستشفيات القليلة المتبقية.

وتواجه نحو 52 ألف امرأة حامل في قطاع غزة الخطر بسبب انهيار النظام الصحي، نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.بحسب منظمة الصحة العالمية.

وتعاني النساء الحوامل في قطاع غزة قلة الأسرّة والأطباء والرعاية الطبية الجيدة ما قبل وبعد الولادة، بسبب الحرب الإسرائيلية.

وتلد النساء النازحات اللواتي يعشن في ظروف مزرية في خيام بلاستيكية ومبانٍ عامة وغالبًا ما تعود اللواتي يتمكنّ من الولادة في المستشفى إلى ملاجئهن المؤقتة بعد ساعات فقط من الولادة القيصرية.

ففي تقرير صدر قبيل اليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس/ آذار الجاري، أكّدت "الصحة العالمية" أن المخاوف لا تقتصر على الولادة نفسها، بل تتعدّاها إلى تحديات عدة مثل إبقاء الرضع على قيد الحياة في ظل انعدام المواد الأساسية كالماء والغذاء.

وتعمد الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه بالتسبب في انهيار النظام الصحي، حيث لم يتوان منذ بداية الحرب عن قصف واقتحام المراكز الصحية والمستشفيات، واستهداف المرضى، والطواقم الطبية، واعتقالهم.

النساء الحوامل يواجهن نقصًا غذائيًا حادًا

وفيما لا يقتصر الخطر على النساء اللواتي لا يجدن مستشفى يلدن فيه، فإن جميع النساء الحوامل والمرضعات في غزة بخطر بسبب نقص الغذاء.

إذ أكّدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، أن 95% من النساء الحوامل أو المرضعات يواجهن نقصًا غذائيًا حادًا.

وتشرح ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأراضي الفلسطينية دومينيك ألن أن "هناك العديد من الأزمات في المنطقة التي تعتبر كارثية بالنسبة للنساء الحوامل".

وتتابع أنه وبسبب الكثافة السكانية في غزة وغياب أماكن آمنة، الوضع "أسوأ من كل كوابيسنا".

وتستمر مشكلات النساء بعد الولادة حيث سوء التغذية التي تنتشر بين الأمهات والأطفال. وتعاني العائلات من مشاكل للحصول على حليب الأطفال أو الحفاظات وملابس دافئة للمولدين الجدد.

وتتعرض النساء وأطفالهن الجدد للموت بسبب القصف، وبحسب أرقام الأمم المتحدة، كانت هناك حوالي 50,000 امرأة حامل في غزة عندما بدأت الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ويعتبر معدل الولادة في غزة الأعلى في المنطقة.

وتضع حوالي 180 امرأة مواليد في كل يوم، والكثير ينجبن اليوم بدون عناية طبية أو إشراف طبيب وأحيانا في الخيام والملاجئ التي لا تتوفر فيها أدنى الشروط الصحية، وفي مرات داخل الحمامات العامة، بحسب ما يقول عمال الصحة في الأمم المتحدة والسكان، بحسب التقرير.

ولا تجد النساء اللاتي يتوقعن الولادة ويكنّ محظوظات بالوصول إلى المستشفى، العناية المطلوبة، بحسب عمال الصحة مع الأمم المتحدة، ذلك أن عدد المستشفيات الذي يقدم الخدمات هو 12 من 36 مستشفى، وحتى تلك التي تقدم خدمات فهي تقدمها بشكل جزئي، وتعاني هذه من قلة الأطباء والممرضين ومثقلة بالأعباء والمرضى والجرحى.

وسط كل ذلك أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم الأربعاء، ارتفاع عدد الشهداء نتيجة العدوان في قطاع غزة منذ بدء الحرب إلى 30717، معظمهم من النساء والأطفال.