قال القيادي بحركة المقاومة الإسلامية حماس أسامة حمدان، إن الحركة تعاطت بروح إيجابية ومرونة عالية مع مقترحات الإخوة الأشقاء في مصر وقطر، في كل مراحل التفاوض، إلاَّ أنَّ نتنياهو يواصل تهرّبه وعدم مسؤوليته أمام جمهوره.
وأكد حمدان، في مؤتمر صحافي ببيروت، على "ضرورة وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل وعودة النازحين، وأن العدو لا يزال يمارس نفس أساليب المماطلة في التعامل مع مبادرات وقف العدوان"، ويستخدم المجازر كـ "ورقة ضغط" على الشعب ومقامته، مشددًا على أن "ما فشل العدو في تحقيقه في ميدان القتال لن يحققه على طاولة المفاوضات".
وأكد القيادي حمدان، على أن الحركة لن تسمح بأن يكون مسار المفاوضات مفتوحًا بلا أفق مع استمرار العدوان وحرب التجويع ضدّ الشعب الفلسطيني، أو غطاء لمواصلته ارتكاب المزيد من جرائمه بحق المدنيين العزل، أو لكسب الوقت للمضي في حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزَّة.
وقال: "نحن على أبواب شهر رمضان المبارك، ومع استمرار هذا العدوان النازي ضدَّ شعبنا، لليوم الـ 151، ورغم حجم القتل والمجازر والإبادة الجماعية، وآلام النزوح والجوع والعطش، إلاَّ أنَّ هذا العدو النازي لم يحقّق أيّاً من أهدافه العدوانية".
وأوضح، أن حركة حماس عملت "بكل جدية وإصرار للتوصل لاتفاق لوقف العدوان، وتكثيف دخول المساعدات والإغاثة وعودة شعبنا للمناطق التي هجروا منها وخاصة في الشمال، وانسحاب الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة".
وأشار إلى أن الوضع المأساوي الذي يعيشه المواطنون والنازحون في كل محافظات قطاع غزَّة لا يزال كارثياً، ولا يمكن وصفه أو اختصاره في عبارات.
وأضاف: "بات المرض والجوع والعطش يحصد يومياً، أرواح الآلاف من أبناء شعبنا في قطاع غزَّة خصوصاً من الأطفال والنساء وكبار السن، في ظل خروج كافة المستشفيات عن الخدمة، وعدم وصول المواد الإغاثية والطبية الكافية".
وتطرق "حمدان" إلى البيان الذي أصدره مجلس الأمن الدولي، موضحًا أنه "خضع للضغوط والتعديلات الأمريكية، ليعبِّر أخيراً عن (القلق) إزاء مجزرة النابلسي؛ لا يرقى إلى مستوى الجريمة، ويثبت من جديد، العجز الذي أصاب الأداة الأهم للأمن الدولي، في مواجهة حرب الإبادة على شعبنا في قطاع غزة".
وفي إطار حديثه حول المساعدات التي تمَّ إنزالها من الجو من عدة دول، قال القيادي بحماس، إنها "خطوات مُقدَّرة، لكنَّها لا تلبّي إلاّ النذر اليسير من حاجات الناس في ظل حجم الكارثة الواقعة في غزَّة".
ودعا "حمدان" كل الدول والحكومات الداعمة لحقوق شعبنا وقضيته العادلة إلى إيجاد طرق أكثر نجاعة لإيصال المساعدات، وضرورة فتح المعابر لإدخالها براً، بما يضمن وصولها إلى مستحقيها بأمان ونظام، ويحفظ كرامة المواطنين الفلسطينيين، مع التأكيد على ضرورة إيصالها للشمال الذي تتفاقم فيه المجاعة.
ووجده كلمته للرئيس الأمريكي جو بايدن والإدارة الأمريكية قائلًا: "إنَّ الأهم هو أن توقفوا تزويد جيش الاحتلال الناري بالسلاح والقذائف والصواريخ التي تنهال على رؤوس أهلنا العزل.. وأن توقفوا رفع أيديكم بالفيتو في وجه العالم كلّه.. لإعطاء الاحتلال الغطاء على مواصلة جرائم الإبادة بحق شعبنا".
كما وطالب بتكثيف كل أشكال الدعم المادي والمعنوي والإنساني والخيري، خلال شهر رمضان؛ "لتضميد جراح أهلنا في قطاع غزَّة، ودعم العوائل والمرضى والجرحى، وتبني مشاريع خيرية تدعم صمودهم في وجه العدوان الصهيوني".