فلسطين أون لاين

العطش يهدّد سكان شمال غزة.. توقف آخر آبار المياه في جباليا

...
صورة تعبيرية
غزة - فلسطين أون لاين

أعلنت اللجنة الشعبية في شمال قطاع غزة، اليوم السبت، توقف آخر آبار المياه في جباليا، بعد نفاد كافة كميات الوقود اللازم لتشغيلها، جراء الحصار وسياسة التجويع الذي تفرضه جيش الاحتلال المتمثلة بمنع وصول الإمدادات والمساعدات الإنسانية لأكثر من 700 ألف نسمة، منذ بدء العدوان على قطاع غزة الـ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 على محافظتي غزة وشمالي القطاع.

وقال نائب رئيس اللجنة الشعبية مصطفى الدقس، خلال وقفة احتجاجية نظمها أهالي شمال القطاع اليوم، "آخر آبار المياه في جباليا توقفت بفعل نفاد آخر كميات الوقود، وهذا يضاعف من المخاطر على حياة الفلسطينيين بالمخيم".

وشدد رئيس اللجنة الشعبية، على ضرورة توفير الوقود بشكل عاجل عن طريق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، من أجل إعادة تشغيل آبار المياه وتوصيلها إلى كافة مناطق شمالي القطاع، الذين هم بأمسّ الحاجة لها".

كما شدد الدقس على ضرورة توفير طرق برية آمنة أو بحرية لإيصال المساعدات إلى محافظة شمالي القطاع، عبر مؤسسات دولية وإغاثية، ليتم توزيع المساعدات بعدالة، وهو ما لا يتحقق عبر إنزال المساعدات من الطائرات.

وأشار إلى، أن "المساعدات التي تم إنزالها من الطائرات غير كافية، وتؤسّس لمرحلة من العشوائية، واستحواذ فئة قليلة من المواطنين عليها".

كما دعا الدقس الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية للضغط على السلطات الإسرائيلية من أجل إدخال المساعدات لمدينة غزة وشمال القطاع، وعلى رأسها الآليات وسيارات الإسعاف والوقود والمستلزمات الطبية وغيرها، كما طالب بضرورة أن تعود "الأونروا" لتتحمل مسؤولياتها، وتستأنف عملها في شمالي القطاع.

ويواجه أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع الأكثر اكتظاظًا حول العالم، أزمة جفاف حقيقية ومخاطر العطش لعدم توفر مياه الشرب، حين قررت “إسرائيل” تحويل المياه من أداة سياسية لسلاح عسكري، وأعلنت الحكومة الإسرائيلية في الـ9 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي الحصار الشامل على غزة عبر قطع إمدادات المياه والطاقة والغذاء، في عدوانها المتواصل على غزة منذ الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتعمدت الغارات الحربية والمدفعية تعميق أزمة المياه عبر قصف الخزانات الرئيسية في شمال وجنوب القطاع، واستهداف محطات التحلية وسيارات التوزيع التابعة لها، ومنع إدخال الوقود اللازم لتشغيلها، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقبل أن تستأنف بلدية جباليا إعادة تأهيل مضخة الهوابر التي تستخدم لاستخراج المياه الجوفية في منطقة بئر النعجة شمال غزة بعد تضررها في عدوان 2021، خرجت هذه المضخة عن الخدمة بشكل كامل خلال الحرب الحاليّة.

وخرجت معها كذلك محطة تحلية للمياه فيها خزان بسعة 250 ألف لتر جرّاء القصف واشتعال النيران الناجم عنه، وبئر وخزان مياه تل الزعتر الذي انفجرت مياهه لتغرق الشوارع في مدينة يجازف الناس بحياتهم من أجل الحصول على كوب مياه للشرب.

وتسبب العجز في موارد الطاقة وانقطاع التيار الكهربائي في توقف عمل مضخات الآبار الجوفية، وتوقفت عن العمل بشكل كامل جميع محطات تحلية المياه، بما فيها المحطات الثلاثة الرئيسة، وهي محطة شمال غزة وخان يونس ودير البلح.

وتشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن نصف سكان غزة لم يتمكنوا من الوصول إلى مياه الصنبور منذ الأسبوع الأول من الحرب، الذي شهد استهداف الغارات الجوية الإسرائيلية لـ6 آبار مياه و3 مضخات وخزان مياه واحد ومحطة لتحلية المياه.

ويواجه مئات الآلاف من الفلسطينيين بمدينة غزة ومحافظة شمال القطاع خطر الجوع والعطش، ولا سيما الأطفال، حيث تتواصل الحرب الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتشتد معاناة سكان شمال غزة مع تفاقم المجاعة التي يتعرضون لها، حيث يواجهون نقصًا حادًا في الإمدادات الغذائية الأساسية كالدقيق والأرز والسكر والخضراوات، وأجبرتهم الظروف القاسية على اللجوء إلى طحن أعلاف الحيوانات وتناولها للبقاء على قيد الحياة.