في ملحمة "إنقاذ بطولية" انتشلت أسرة فلسطينية مكونة من 5 أفراد جميعًا أحياءً، من تحت أنقاض منزلهم في حي الزيتون شرقي مدينة غزة، الذي دمرته طائرات الاحتلال الإسرائيلي قبل 9 أيام.
فبعد هذه المدة الطويلة تحت التراب والأنقاض، ومع ضعف إمكانيات طواقم الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، كاد الأمل في إنقاذ أفراد تلك الأسرة يتلاشى، لكن مع صمود وتحدي فريق الإنقاذ انتهت الملحمة البطولية بنجاح
وما جعل عملية الانقاذ أشبه بـ “معجزة" عدم حصول أفراد الأسرة على طعام أو شراب طيلة هذه الفترة الطويلة، إلى جانب عمل أعضاء فريق الإنقاذ باستخدام أدوات بدائية، وفق مقطع فيديو نشره جهاز الدفاع المدني في غزة.
إذ يظهر في المقطع أعضاء فريق الإنقاذ، يستخدمون حبلًا لسحب الطفل (نحو 10 أعوام) من تحت الأنقاض، وبعناية فائقة ويقظة شديدة، كانت الطواقم تسحب الطفل يدويًا، متخوفين من تعرضه لأي إصابات إضافية.
وبدا الطفل "هيكلاً عظميًا" وفي وضع إنساني صعب، لعدم تمكنه من الحصول على ما يسد جوعه ويدفئ برده وخوفه، طوال الـ 9 أيام تحت أنقاض وركام منزل عائلته.
"الولد هيكل عظمي".. انتشال طفل حي بعد 9 أيام قضاها تحت الأنقاض#الجزيرة_مباشر #غزة_لحظة_بلحظة pic.twitter.com/8VsPT0uix8
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 29, 2024
وقال جهاز الدفاع المدني، في بيان: "بعد 9 أيام تحت الأنقاض، ورغم ضعف الإمكانيات، واستخدام معدات يدوية بدائية، تمكنت طواقمنا من إنقاذ الطفل أحمد نعيم، وأربعة من أفراد عائلته أحياءً في ظروف صعبة".
وأضاف: "أصبحت أجسادهم هياكل عظمية" بعدما بقوا بدون غذاء أو شراب لـ9 أيام تحت أنقاض منزلهم، الذي استهدفته طائرات الاحتلال بالصواريخ.
كما وعثرت طواقم الدفاع المدني لاحقًا من على 30 شهيدًا من العائلة، بعد انسحاب آليات جيش الاحتلال من المنطقة مجازر "مروّعة" بحق الآمنيين العزل تتكشف آثارها تباعًا.
في 20 فبراير/ شباط الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية عسكرية في حي الزيتون وسط نزوح مئات العائلات الفلسطينية جراء القصف الإسرائيلي، وفي اليوم ذاته تم قصف منزل هذه الأسرة المنكوبة، ومنازل أخرى، مما أدى إلى استشهاد عشرات المدنيين وإصابة آخرين.
وتدخل حرب "الإبادة الجماعية" في قطاع غزة يومها الـ 147، مع تجاوز عدد الشهداء الـ 30 ألفًا، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.
و عثر المواطنون على جثمان 30 شهيدًا من عائلة ذاتها "نعيم" استشهدوا بشكل جماعي في مجزرة "مروعة" قارتكبها الاحتلال الصهيوني خلال توغله في حي الزيتون.
وفي أخر الإحصائيات، فقد أعلنت وزارة الصحة، اليوم الجمعة، أن الاحتلال ارتكب خلال الـ 24 ساعة الماضية، 16 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 193 شهيدًا و 920 إصابةً.
وأكدت الوزارة ارتفاع حصيلة الضحايا جرّاء تواصل حرب "الإبادة الجماعية" على غزة إلى 30228 شهيدًا، و 71377 إصابةً منذ السابع من أكتوبر الماضي.
المصدر/ وكالة الأناضول