فلسطين أون لاين

بالفيديو الجوع في شمال غزة يقود أطفالًا أشقاء للنزوح وحدهم إلى الجنوب

...
صورة تعبيرية
غزة - فلسطين أون لاين

يدخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ 142،  وفي ظل نقص المواد الغذائية وشح المياه النظيفة والخدمات الطبية، فإن معاناة سكان شمال القطاع المحاصر مضاعفة؛ حيث لا يحصل نحو 800 ألف مواطن على أي مساعدات، ويواجهون شبح المجاعة.

وأعلن الأطباء في مستشفى الشفاء بمدينة غزة وفاة الرضيع محمد فتوح (45 يومًا)، نتيجة نقص حاد في التغذية وعدم شربه الحليب لعدة أيام. وقال الدكتور محمد الشيخ -الذي استقبل الرضيع- إنه كان يعاني الجفاف الشديد، بسبب المجاعة وقلة الطعام في شمال غزة.

وأضاف أن هذه حالة من حالات الأطفال الذين يصلون يوميًا إلى مستشفى الشفاء وهم يعانون جفافًا شديدًا وهبوطًا في السكر متوسطًا وشديدًا، نتيجة الحصار المفروض على شمال غزة منذ أشهر.

وفي محاولاتهم للنجاة، وثق صحفيون ونشطاء حالات نزوح فردية لرجال وأطفال لم تتجاوز أعمارهم الـ 10 سنوات، من محافظتي غزة وشمال القطاع نحو الجنوب، هروبًا من المجاعة، بحثًا عن الطعام بسبب الحصار الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، رغم أن الموت بالقذائف أو القنص في طريقهم قد يكون الأقرب مما لجأوا إليه.

ونشر الصحفي هاني أبو رزق مقطع فيديو -عبر حسابه على إنستغرام- لشهادة 3 أطفال أشقاء خرجوا من غزة بسبب الجوع، وتحدث الطفل الأكبر عن رحلة نزوحهم من مدينة غزة إلى دير البلح، وقال الطفل الأكبر سعد إن والدهم سبقهم إلى الجنوب منذ 4 أشهر، وإنهم بقوا مع والدتهم وشقيقهم اللذين استشهدا بالقصف الإسرائيلي.

وأضاف الطفل سعد أنهم خرجوا مع مجموعة من الأشخاص من منطقة الصناعة إلى الجنوب، وخلال نزوحهم أوقفتهم قوات الاحتلال على الحاجز لمدة ساعتين، ومن ثم فصلوا الرجال عن النساء والأطفال وسمحوا لهم بإكمال الطريق.

وهناك عشرات القصص المشابهة لقصة الأطفال الثلاثة مع الجوع، بسبب سياسة التجويع التي تفرضها إسرائيل على أهالي غزة، إذ نشر الصحفي هاني أبو رزق مقطع فيديو آخر لرجل نزح من الشمال إلى الجنوب بسبب الجوع، وعلق عليه بالقول: "تأمل في حالة هذا الرجل، وهو يتكلم قد تفهم بعض ما يحدث في شمال قطاع غزة".

وأظهر الفيديو حالة التعب والإرهاق وشحوب الوجه الذي بدا على الرجل، الذي قال إنه لا يمكن وصف المجاعة التي تفتك بشمال قطاع غزة.

من جهته، قال المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة، رائد النمس، إن تقارير وزارة الصحة والجهات الحكومية تؤكد تسجيل وفيات بين الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، نتيجة الجوع وعدم الحصول على غذاء.

وتابع: الجيش الإسرائيلي يمنع الإمدادات من الوصول لمنطقة الشمال وغزة، سواء غذائية أو صحية أو حتى إغاثية. وهناك مشكلة في الحصول على المياه والغذاء والعلاج، وبالتالي خطر الموت يزداد نتيجة سياسة التجويع، وخصوصاً في صفوف الأطفال وضعيفي المناعة.

وأضاف النمس في حديث كان متوسط دخول الشاحنات ما بعد التهدئة بفترة 80 شاحنة، وكنا نطالب بزيادة عددها لتتناسب مع الوضع المأساوي وحجم الأضرار؛ لكن تم تقليصها، وخلال الفترة الأخيرة نشهد تراجعاً في أعداد الشاحنات

ومما يزيد من صعوبة الوضع الإنساني في شمال القطاع، عمليات التفتيش التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي، وكذلك التحكم بالكميات والنوعيات التي تدخل. وقال النمس إنه في بعض الأيام يدخل أقل من 30 شاحنة مساعدات، وفي بعض الأيام لا تدخل أي شاحنات إلى مناطق الشمال وغزة.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء اليوم الأحد، إن الوضع الصحي في شمال قطاع غزة، "كارثي للغاية، ولا يُمكن وصفه".

وأوضحت وزارة الصحة في بيانٍ لها، أنّ مستشفيات محافظتي غزة والشمال بلا وقود، فالمستشفى المعمداني بلا وقود من أكثر من 10 أيام، وكذلك مستشفى الحلو الدولي الخاص.

وأشارت إلى، أنّ ثلاجات الأدوية بلا كهرباء؛ مما يهدد بإتلاف كميات من الأدوية الحساسة، مضيفًا أنّ عشرات سيارات الإسعاف والدفاع المدني والخدمات الطبية، خارج الخدمة؛ نتيجة عدم توفر الوقود

وحذرت وزارة الصحة، من أنّ مرضي غسيل الكلي والعناية المكثفة في محافظتي غزة والشمال، مهددون بالموت؛ نتيجة عدم توفر وقود للمولدات وسيارات الإسعاف والأدوية.

وفي معطيات نشرتها مسبقًا وزارة الصحة، فإنه يوجد في غزة نحو 350 ألف مريض مزمن، و60 ألف سيدة حامل، ونحو 700 ألف طفل، يتعرضون لمضاعفات خطيرة، نتيجة لسوء التغذية، والجفاف، وعدم توفر الإمكانيات الطبية.

في 16 فبراير/ شباط الحالي، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أنه بين الأول من يناير/ كانون الثاني و12 فبراير، رفضت "إسرائيل" وصول 51% من البعثات التي خططت لها المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني لإيصال المعونات وإجراء تقييمات إلى المناطق الواقعة إلى الشمال من وادي غزة.