نقلت صحيفة "معاريف" العبرية، عن جنرال "إسرائيلي" متقاعد، أنه تحدث عما سماه "فوضى عارمة" بين جنود جيش الاحتلال في قطاع غزة، ونقص للمعدات والخدمات اللوجستية.
وقال الجنرال المتقاعد إسحاق بريك، للصحيفة العبرية، إنه تلقى شكاوى من جنود تتعلق بتعطل المعدات ونقصها، مشيرًا إلى أن عشرات الدبابات المعطوبة لا تزال عالقة بانتظار سحبها إلى خارج القطاع.
وأشار بريك إلى، أن ما يحدث في جبهة القتال بغزة وما تتعلق بالمعدات والخدمات اللوجستية، لا يتم الحديث عنها بوسائل الإعلام.
وأضاف، أنه تم إبلاغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول بعدم جاهزية الجيش للحرب فورًا لوجود جنود لم يتدربوا منذ 5 سنوات، فضلا عن النقص في المعدات.
وفي سياق متصل، اشتكى "إسرائيليون"، قبل أيامٍ، من أن أبناءهم الجنود العاملين بوحدة "ماغلان" الخاصة في غزة يشعرون بإحباط وفقدان الحافز للقتال، نظرًا لأن الواقع العملاني الجديد يعرض أبناءهم للخطر وهم مثل "البط في ميدان الرماية".
وبحسب الصحيفة، حذر الأهالي من أن أبناءهم "يفقدون حدتهم وحافزهم للقتال"، لأنهم "ثابتون في معظم الأوقات، تمامًا مثل البط في ميدان الرماية".
وأعرب آباء الجنود عن قلقهم على سلامة أبنائهم كونهم "في خطر واضح ومباشر بسبب الواقع العملياتي الجديد"، على حد قولهم.
ووفقا لهم، أعرب أبناؤهم منذ دخولهم قطاع غزة، عن "مشاعر صعبة لفقدان الثقة في إدارة الوقت والمهام وإحساس بانعدام الأمن والإحباط العملياتي الكبير".
ولفتوا في رسالتهم إلى أن الجنود "يقضون الأيام في انتظار تلقي المعلومات وفهم ما إن كانت هناك خطة مستقبلية".
وقالوا إن أبناءهم يعبرون عن "مشاعر صعبة من العجز والغموض والإحباط، والتي اشتدت أكثر بعد الأحداث الأخيرة التي مروا بها، وهي الأحداث التي تضمنت للأسف سقوط قتلى وجرحى في صفوف مقاتلي الوحدة".
وختموا بالقول، إن أبناءهم "في طليعة القتال العنيف ولفترة لا يمكن تصورها، وإنهم يشعرون بالإرهاق. ولذلك، فإنهم يطالبون بوقت للتعافي والعلاج" لمنع "أكبر قدر ممكن من الإصابات الجسدية والنفسية".
وقبل أيام، رفض عدد من جنود لواء "غفعاتي" التابع لجيش الاحتلال، العودة إلى القتال في قطاع غزة، تحت ذريعة تجاهل حالتهم الجسدية والعقلية التي حلت بهم جراء مشاركتهم سابقًا.
وقالت صحيفة "هآرتس" إن هؤلاء الجنود ينتمون إلى كتيبة "شاكيد" وينتشرون في شمال قطاع غزة، وقد شاركت هذه الكتيبة في عمليات منذ بداية الحرب، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وخسرت عددًا كبيرًا من جنودها أثناء القتال.
وأضافت الصحيفة أنه لدى وصول قوات الكتيبة إلى وسط مدينة غزة، رفض عدد من الجنود مغادرة ناقلة الجند المدرعة، في نوع من التمرد، وأبلغوا ضباطهم بأنه ليست لديهم قوى نفسية للقتال، وذكروا أيضا أنهم يتخوفون من أن الفترة التي قضوها في القتال المتواصل قد تضر بكفاءاتهم، الأمر الذي من شأنه أن يشكل خطرًا عليهم وعلى جنود آخرين
ويعاني جيش الاحتلال من عدوانه على قطاع غزة، والمعارك الضارية مع المقاومة الفلسطينية، ويتكبد ثمنًا باهظًا لا يطاق في الأرواح، والإصابات الجسدية، والاضطرابات النفسية، وتكثر التقارير "الإسرائيلية" عن أن جنود الاحتلال الذين أصيبوا وتحول مصيرهم إلى "معاقي الحرب" خلال معارك غزة يعانون من صدمات نفسية صعبة وكوابيس مزعجة من هول مشاهد الحرب. وهذه الإصابات تكلّف سلطاتهم تكلفة باهظة.
في أحدث التقارير، أفادت شعبة تأهيل الجنود الإسرائيليين، أنها استوعبت أكثر من 5500 مصابًا جديدًا بإعاقات جسدية ونفسية، منذ بداية العدوان على غزة، في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي 2023. وتتوقع الشعبة، ارتفاع هذا العدد إلى 20 ألفًا بحلول نهاية العام الحالي.
واعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل 576 من عناصره، إضافة إلى إصابة 2864، من بينهم 344 عسكريًا يتلقون العلاج بالمستشفيات، حالة 30 منهم توصف بالخطيرة، منذ بدء العدوان على القطاع والعملية البرية.
وأفادت معطيات الجيش الإسرائيلي بأنّ 353 ضابطًا وجنديًا ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفيات بينهم "29 في حالة خطيرة و239 متوسطة و85 طفيفة".