فلسطين أون لاين

"نفذ كل شيء.. نموت جوعًا" المجاعة تهدد سكان شمال غزة ولا تحركات عاجلة

...
صورة تعبيرية
غزة - فلسطين أون لاين

مع اجتياح شبح الموت والدمار قطاع غزة، تبذل العائلات ما في وسعها من أجل البقاء بما تبقى من مقومات الحياة. فقد أصبح مخيم جباليا للاجئين أشبه بمدينة أشباح وسط أنقاض الحرب المستمرة منذ 136 يومًا.

وبدأت المجاعة تلوح في الأفق مع نفاد حتى أكثر المواد أساسية، مثل الأغذية الصالحة للأكل، والمياه الآمنة، وأبسط إمدادات الوقودلم يتخيل الفلسطينيون في قطاع غزة أن يمر عليهم يوم لا يجدون فيه ما يأكلونه، حتى أنهم باتوا يطحنون أعلاف الحيوانات لصنع الدقيق منه وإطعام أطفالهم الجياع، وبعد هذا أيضًا نفذت الأعلاف مجددًا.

نحن مجبرون

اضطر شادي جنينة إلى طحن حبوب الحيوانات لإطعام أطفاله الخمسة، مثل كثير من الفلسطينيين الآخرين في شمال قطاع غزة الذين يبذلون ما في وسعهم لتجنب المجاعة، بعد أكثر من 4 أشهر من القصف والحصار الإسرائيلي الخانق.

يقول شادي لوكالة "رويترز": "نبحث عن علف الطيور والحيوانات والماشية، مثل الشعير والذرة والقمح، ونطحنها لنصنع الدقيق".

ويضيف، أن "الخبز الذي يحصل عليه يابس وغير مصنوع للبشر"، لكن "نحن مجبرون على أكله"، مؤكدًا أنه لا يستطيع "سد الاحتياجات الغذائية لأطفاله".

والقطاع الساحلي الأكثر اكتظاظًا بالعالم، تحاصره "إسرائيل" منذ ما يزيد عن 17 عامًا، واليوم بعد أكثر من 4 أشهر من العدوان الوحشي، يقترب سكان غزة كل يوم من "المجاعة"، وفق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، خصوصًا في شمال القطاع، حيث تواجه منظمات الإغاثة الدولية عراقيل إسرائيلية لإيصال المساعدات.

من جهته، قال برنامج الغذاء العالمي إن سكان قطاع غزة يعيشون "كارثة إنسانية كبيرة"، وسط الجوع والمجاعة وانتشار الأمراض.

وكشف مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين أن "هناك إحصائيات أممية أجريت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، تشير إلى أن 300 ألف شخص على الأقل في شمال القطاع معرضون للموت جوعًا"، موضحًا أن "غزة تعيش عدة أزمات، وفي مقدمتها عدم توفر الرعاية الصحية، والجوع".

وكان برنامج الغذاء العالمي قد ذكر، الشهر الماضي، أن كميات قليلة جدًا من المساعدات الغذائية تجاوزت جنوبي قطاع غزة إلى شماله منذ بداية الحرب، مؤكدًا أن خطر تشكّل جيوب مجاعة في مناطق بالقطاع لا يزال قائمًا.

وهو ما أكدته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في يناير/كانون الثاني الماضي، عندما قالت إن 750 ألف شخص في قطاع غزة يواجهون جوعًا كارثيًا.

وأظهرت بيانات أولية من الأمم المتحدة، أن واحد من بين كل عشرة أطفال في غزة دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

ووفقًا لمذكرة صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بينت قياسات محيط أذرع آلاف الأطفال الصغار والرضع أن 9.6 بالمئة منهم يعانون من سوء التغذية الحاد، وهو ما يمثل ارتفاعا بنحو 12 مثلا عن مستويات ما قبل العدوان.

وذكرت الأمم المتحدة، أن معدلات "سوء التغذية الحاد" في شمال غزة، بلغت 16.2 بالمئة أو واحدًا من كل ستة أطفال.

وفي السياق، قالت رئيسة لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة آن سكيلتون، إنه لا يوجد اليوم أي طفل بقطاع غزة خالٍ من "الخوف والألم والجوع".

وقبل شهرين، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، إن أكثر من 80% من الأطفال في قطاع غزة "يعانون من فقر غذائي حاد".

في ظل استمرارها في سياسة التعنت وحرب "الإبادة الجماعية"، رفضت حكومة الاحتلال 22 طلبًا قدمه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" خلال الشهر الماضي، من أجل تأمين الطريق لإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة المحاصر.

وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في تصريح صحافي، أنه قدم خلال يناير/كانون الثاني الماضي 22 طلبًا لـ "إسرائيل" من أجل فتح حواجز التفتيش بغية الوصول بسرعة وصول المساعدات، لكن لم يتلق أي رد بخصوص تلك الطلبات.

وتواصل "إسرائيل “عرقلة وصول معظم المساعدات إلى شمال قطاع غزة، وبحسب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، فإن 10 عمليات مساعدات فقط وصلت شمال قطاع غزة المحاصر، من أصل 61 عملية في يناير/كانون الثاني.

وحذرت تقارير أممية، من أن 2.2 مليون شخص معرضون لخطر المجاعة في قطاع غزة الواقع تحت هجوم مكثف من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ 4 أشهر، ما تسبب في استشهاد أكثر من 27 ألف فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال.

بينما قال مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري، إن "إسرائيل" استخدمت القوة غير المتناسبة ضد المدنيين في هجماتها على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كما استعملت الجوع "وسيلة قمع" للمدنيين، وارتكاب "جريمة إبادة جماعية".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا وحشيًا بدعم أمريكي على غزة خلفت حتى الثلاثاء 19 فبراير/شباط، 28 ألفًا و585 شهيدًا و66 ألفًا و978 مصابًا، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة