فلسطين أون لاين

تقرير بأدوات بدائية.. يحاول الأخوَان انتشال جثامين الشهداء من المنازل المدمرة

...
صورة تعبيري.jpg
جمال غيث

بـ "الكريك والمسطرين" يحفر الأشقاء الرنتيسي تحت أنقاض المنازل التي سوتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي بالأرض خلال عدوانها الواسع على قطاع غزة.

لجأ محمد وشقيقه أدهم إلى هذا العمل كمبادرة شخصية منهم في ظل عدم قدرة جهاز الدفاع المدني على العمل جراء تدمير قوات الاحتلال الآليات والمعدات المستخدمة في انتشال الشهداء من تحت الأنقاض.

ويمسك الرنتيسي، الذي يعلق على رأسه كشاف وبيديه مسطرين وكريك صغير الحجم ليساعده في الحفر والوصول إلى الشهداء وانتشالهم.

ويصف الرنتيسي لـ "فلسطين أونلاين" أن عملهم محفوف بالمخاطر، وقد يتعرض في أي لحظة للموت في حال أخطأ بالحسابات أو حفر بمكان خاطئ، ما قد يؤدي إلى حدوث انهيار بالأسقف والجدران.

وعلى مقربة من محمد يقف شقيقه أدهم، ماسكًا بيده ضوء كشاف أخر لينزل إلى إحدى البنايات التى سوتها طائرات الاحتلال بالأرض والمكون من خمسة طوابق، قائلا: "الله عز وجل معنا وهدفنا هو تكريم الشهداء ودفنهم قبل أن تتحلل جثامينهم.

ويقول الشاب: "منذ أن بدأنا العمل مع بداية العدوان نزلنا إلى إحدى البنايات المدمرة لانتشال جثامين الشهداء، شعرنا بالرهبة لضيق المكان ونقص الأكسجين، ولكن واصلنا العمل وشعرنا بالرضا عندما وصلنا إلى أحد الشهداء، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة من العمل لاستخراج الجثمان".

ويضيف: أن الخطوة تكمن عندما يكون الجثمان مغطى بأعمدة أو أسقف الباطون أسفل المبنى المستهدف ما يتطلب منا القيام بأعمال تكسير وقص القضبان الحديدية ويتم ذلك بصعوبة بالغة جراء ضيق المكان ونقص الأدوات.

ويشير إلى أنهم في كل يوم يتعرضون للخطر بفعل سقوط الركام خلال عملهم أو في حال ارتجاج المبنى وهم أسفله بفعل القنابل الارتجاجية التى يطلقها جيش الاحتلال في مناطق قريبة منهم، أو جراء سقوط الأمطار ما يضطرهم إلى مغادرة المكان والعودة إليه في وقت لاحق.

وبجوار المنزل المدمر يقف زميلهم الثالث ليطمئن عليهم وليتأكد من سلامتهم وعدم تعرضهم للخطر.

ويقول زميلهم :أنهم علقا تحت الأنقاض عدة مرات وتمكنا من إخراجهم بمساعدة بعض الجيران والأشخاص المتواجدين في المكان، الذين يراقبون عملهم وينتظرون إخراج الشهداء.

ويقوم الشبان الثلاثة في بداية عملهم بالدعاء كي يعودوا إلى أبنائهم بخير وسلام وأن ينتهى العدوان، ويتم إدخال جميع المعدات والآليات التي تساعد الدفاع المدني في العمل إلى قطاع غزة والتى توفر الوقت والجهد المبذول في البحث عن الشهداء وانتشالهم.

ويشعر الشقيقان بحالة من الإحباط حينما ينتهي يومهما دون أن يتمكنا من انتشال الشهداء بالمباني التي يعملان بها.