أظهرت صور الأقمار الصناعية، غياب الآليات العسكرية في بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا شمال قطاع غزة، وسط قلق إسرائيلي من عودة السيطرة المدنية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالقاطع الشمالي.
وقال المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" تال ليف رام، إن عناصر مرتبطة بحماس تمكنت من السيطرة على بعض العناصر المدنية في مناطق شمال قطاع غزة، الأمر الذي قد يؤدي مع مرور الوقت إلى تآكل الإنجازات التي سجلتها "إسرائيل".
وفي تعليقه، قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن هذه التطورات تؤكد أن الحملة البرية الإسرائيلية وما تضمنته من قصف جنوني لم تنجح في تحقيق أهداف الحرب على غزة.
وأضاف، في تحليل لـ "قناة الجزيرة" القطرية، أن "تل أبيب" بدأت تقتنع "بما ذهبنا إليه في تحليلنا منذ بداية الحرب"، في إشارة منه إلى أن كتائب القسام -الجناح العسكري لحماس- لن تهزم ولن ترفع الراية البيضاء، وقادرة على إدامة المعركة، وتستطيع تحملها رغم الخسائر التي لحقت بها.
وعلق الخبير العسكري، على الأنباء التي ذكرت أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تدرس إبطاء إرسال الأسلحة لإسرائيل للضغط على رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو لتقليص الهجوم على غزة، بالقول: "إنه -في حال صحت هذه الأنباء- سيكون الإبطاء في بعض الذخائر لكون إسرائيل تعاني من هذا الأمر في ظل إمكانية اندلاع حرب على الجبهة الشمالية مع حزب الله اللبناني، فضلا عن أن قوات الاحتلال لجأت للذخائر في تفجير المنازل والمربعات السكنية على طول الشريط الشرقي للقطاع".
ونبه إلى أن الدعم الأميركي المتواصل "هو من يمكّن نتنياهو من المقاربة التي يتحدث دائما بها"، حول القضاء على حماس واستعادة الأسرى الإسرائيليين، مشيرا للجسر العسكري الأميركي لتل أبيب الذي فاق 300 طائرة شحن و20 سفينة أسلحة، وفق آخر الأرقام التي نشرت قبل شهر.
بدورها، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية -عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين- أن نحو 80% من أنفاق حماس في قطاع غزة لا تزال سليمة بعد أسابيع من محاولات تدميرها من قبل إسرائيل.
وأوضح الدويري، بأنه تم اللجوء لكافة الوسائل لتدمير أنفاق غزة مثل نصب مضخات مياه بالبحر المتوسط وشرعوا بعملية إغراقها لكنها لم تنجح، مرجعًا ذلك إلى أن شبكة الأنفاق لم تشيد وفق نظرية الأواني المستطرقة.
كما قال إن جيش الاحتلال لجأ إلى الغازات السامة -وفق الإعلام الإسرائيلي- حيث تم نقل جثث جنود إسرائيليين كانوا أسرى في أحد الأنفاق واتضح أن أحدهم على الأقل قتل بالغازات السامة.
ويقدر المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون أن ما بين 20 إلى 40% من الأنفاق قد تضررت أو أصبحت غير صالحة للاستخدام، معظمها في شمال قطاع غزة.
وشدد المسؤولون في تصريحات نقلتها عنهم الصحيفة الأمريكية، على أن "أنفاق حماس تُعيق تحقيق أهداف الحرب الإسرائيلية المركزية".
ويواجه المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون صعوبة في إجراء تقييم دقيق لمستوى تدمير الأنفاق، ويرجع ذلك جزئيًا إلى عدم قدرتهم على تحديد عدد الأميال من الأنفاق الموجودة على وجه اليقين، وفق "وول ستريت".
وفي أواخر عام 2023 الماضي، ركبت قوات الاحتلال، عبر عملية أُطلق عليها اسم "بحر أتلانتس"، سلسلة من المضخات في شمال غزة، على الرغم من المخاوف بشأن التأثير المحتمل لضخ مياه البحر على إمدادات المياه العذبة في القطاع والبنية التحتية فوق الأرض.
وتابعت وول ستريت: "كما أدى القصف الإسرائيلي للأنفاق إلى إلحاق دمار واسع النطاق بالمباني الموجودة على السطح".
وفي وقت سابق من يناير الحالي، ركبت قوات الاحتلال مضخة واحدة على الأقل في مدينة خانيونس جنوب القطاع لتعطيل شبكة الأنفاق هناك، وفق ما قال مسؤول أمريكي مطلع.
وأضاف المسؤول الأمريكي، أن المضخات الأولى التي تم تركيبها داخل غزة تستخدم المياه من البحر المتوسط، في حين أن المضخة الأحدث في خانيونس تسحب المياه من الأراضي الفلسطينية المحتلة 1948.
وأوضحوا: "في بعض الأماكن أدت الجدران والأبواب والحواجز والدفاعات الأخرى غير المتوقعة إلى إبطاء أو إيقاف تدفق المياه إلى الأنفاق".
وأضافوا أن مياه البحر أدت إلى تآكل بعض الأنفاق، "لكن الجهد العام لم يكن فعالا كما كان يأمل المسؤولون الإسرائيليون".