فاقمت الأمطار الغزيرة التي تهطل على محافظات قطاع غزة، منذ الليلة الماضية وصباح السبت، من معاناة النازحين الذين يقطنون الخيام، ومراكز الإيواء في شمالي قطاع غزة وجنوبها.
وفي ساعات الصباح الأولى، تسببت الأمطار الغزيرة، في غرق آلاف الخيام بما تحمله من أمتعة وفراش النازحين، وأسفر عن ذلك أضرار مادية في الممتلكات والأغطية، كما انهارت بعض الخيام بفعل الرياح الشديدة وغزارة المياه.
وهطلت أمطار غزيرة على كافة مناطق قطاع غزة، منذ الليلة الماضية، في ظل انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير.
وقال متحدث الدفاع المدني الفلسطيني محمد بصل، إن "الأمطار الغزيرة تنذر بحدوث فيضانات كبيرة في العديد من المناطق المنخفضة المليئة بخيام النازحين في غزة".
وأضاف بصل، في حديثه لوكالة "الأناضول"، بـ “تلقي أكثر من ألف إشارة وإنذار بغرق خيام ومنازل في مختلف محافظات غزة".
ونوه إلى، أن "ما يعرقل عمل أطقم الدفاع المدني عدم توفر كميات الوقود اللازمة لتشغيل مضخات مياه الأمطار ولتحريك سيارات الإنقاذ إلى المناطق الغارقة"، مشيراً إلى أن النازحين يعانون أوضاعاً معيشية وصحية متردية للغاية في ظل نقص الغذاء وارتفاع الأسعار، وسط تخوف من انتشار الأمراض والأوبئة في أوساطهم.
كما حذر منسق اتحاد بلديات قطاع غزة حسني مهنا، من تسرب مياه الصرف الصحي لمنازل المواطنين ومراكز الإيواء بفعل العوامل الجوية والأمطار الغزيرة، معربًا عن خشيته من طفح مياه الأمطار المختلطة بالصرف الصحي في بركتي الشيخ رضوان وأبو راشد شمالي مدينة غزة، بعد أن وصل ارتفاع المياه داخل البر كتين إلى مستويات غير مسبوقة.
وتكتظ ملاجئ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) بشكل كبير إذ يقيم بها أعداد تفوق بمقدار 9 مرات قدرتها الاستيعابية، ويعيش الكثيرون في الخلاء حيث يتعرضون لظروف الطقس الصعبة أو في أماكن إيواء غير مجهزة.
وحذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من صعوبة إدارة الصرف الصحي في أماكن الإيواء المكتظة.
وتؤدي الفيضانات مع تراكم النفايات، إلى انتشار الحشرات والبعوض والفئران، مما يسفر عن تفاقم مخاطر انتشار الأمراض.
وحذّرت تقارير أممية من كارثة صحية عامة في قطاع غزة ومن انتشار الأمراض الفتاكة والأوبئة بين سكانه، كما أن سكان غزة يواجهون القصف والحرمان والأمراض والجوع "في مساحة تتقلص باستمرار".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلفت حتى الجمعة "26 ألفاً و83 شهيداً، و64 ألفاً و487 مصابا، معظمهم أطفال ونساء"، وفقًا لإحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.