كانت مناشدات التبرع بالدم عبر صفحات التواصل الاجتماعي من فصائل دم مختلفة لبعض المرضى سببًا في إطلاق شركة (ipoke) تطبيقًا للتبرع بالدم عبر الهواتف الذكية، يحمل اسم "بنك الدم الفلسطيني"، الذي يسهل كثيرًا عملية وصول وحدات الدم إلى المرضى، خاصة أصحاب فصائل الدم النادرة، التي توجد غالبًا صعوبة في توفير وحدات منها.
خدمات سهلة
هذا التطبيق الذكي ساهم في تسهيل الحصول على وحدات الدم بوجه عام، وعدد كبير من المرضى استعانوا به للحصول على وحدات الدم التي يحتاجون إليها، فسهّل لهم عملية البحث، لاسيما أن المشاركين في التطبيق يحملون فصائل دم مختلفة.
بنك الدم الفلسطيني هو التطبيق الأول من نوعه في فلسطين، الذي يقدم خدمة التبرع بالدم دون الاضطرار إلى الانتظار أيامًا حتى توفير الوحدات المطلوبة، وبه يمكن الحصول على وحدات دم من مختلف الفصائل.
سلام دغمش إحدى المشاركات في التطبيق قالت: "إنه يمكن تثبيت هذا التطبيق بسهولة على الأجهزة الذكية، واستخدامه، دون الحاجة إلى اشتراك مسبق"، لافتةً إلى أن المريض يستطيع بسهولة تقديم طلبه دون الحاجة لزيارة مكان معين.
ويُصنف التطبيق حسب كل محافظة في قطاع غزة والضفة الغربية، لتسهيل عملية البحث عن متبرعين في منطقة السكن نفسها التي يوجد فيها المريض، أيضًا يوجد تصنيف حسب فصيلة الدم والاسم.
مهمّة التطبيق هي تعريف المستخدمين الذين طلبوا وحدات دم بوجود متبرع يطابق فصيلة الدم المطلوبة، وأيضًا يسهل عملية التواصل بين المرسل والمستقبل.
وبحسب ما ذكرت دغمش إن البرنامج يملك قاعدة بيانات كبيرة تسهّل على المستخدم طلب التبرع في الحالات الحرجة والطارئة، إلى جانب السهولة الكبيرة التي يوفرها في عملية الربط بين المتبرع وطالب التبرع.
ويساهم تطبيق "بنك الدم الفلسطيني" في نشر رسائل على مستوى واسع، ويرسل رسائل تذكير للمستخدمين بالتبرع بالدم، ويجري بعض الاتصالات الهاتفية للغرض نفسه، ويحرص على تسهيل عملية التبرع في وقت قصير جدًّا.
أما فكرة إنشاء التطبيق فعنها قالت دغمش: "إنه يحقق فائدة مجتمعية لإنقاذ حياة الناس، والمساعدة في التبرع بالدم"، مضيفة: "الفكرة نابعة من حاجة مجتمعية، بعد طلبات التبرع التي كنا نشاهدها، وحالة العشوائية كانت تتصف بها تلك الطلبات، عبر الإذاعات أو مواقع التواصل الاجتماعي، وأحيانًا من طريق المساجد".
إقبال كبير
ولفتت دغمش إلى أن الفريق يسعى إلى إيجاد قاعدة بيانات كبيرة للمواطنين في فلسطين تشكل مرجعًا دائمًا لأي محتاج للدم، وسد حاجة المستشفيات الفلسطينية من الدم، قائلة: "في المرحلة القادمة سنصدر نسخة محدّثة من التطبيق، أيضًا سنصدر نسخة مناسبة لنظام التشغيل (ios)".
التطبيق مجاني، هدفه تقديم خدمة مجتمعية، ولا يوجد أي ممول أو راعٍ له، وتسعى الشركة القائمة عليه حاليًّا إلى التعاون مع المراكز الصحية والمستشفيات وبنك الدم، من أجل تعميم الفكرة، ودفع الجهات المعنية إلى تبني هذه المبادرات الشبابية.
وبينت دغمش أن الشباب المشاركين في المبادرة هم من الضفة والقطاع غزة، ويعملون على نشر التطبيق في محافظات الوطن كافة، لافتةً إلى أن التطبيق خضع إلى مرحلة تجريبية مدتها شهران قبل إطلاقه رسميًّا.
وفيما يتعلق بالإقبال على الاشتراك في التطبيق قالت: "هناك إقبال كبير عليه، إضافة إلى عدد كبير من المشجعين للفكرة، الذين عبّروا عن حاجتهم لهذا التطبيق منذ زمن، ويتضح الإقبال عليه جليًّا في مساهمته الكبيرة في عملية وصول المتبرعين".
وأضافت: "سنسعى جاهدين خلال المدة المقبلة إلى التواصل مع بنك الدم الفلسطيني لمعرفة العينات التي يوجد بها نقص كبير، وإعلان الحاجة لها عبر التطبيق، مع إمكانية تسهيل علمية الوصول إلى المتبرع".
وتابعت: "هدفنا الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستخدمين للتطبيق، وهذا سيسهل كثيرًا عملية التبرع بالدم، وسينقذ حياة كثير من المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة في حال احتاجوا إلى وحدات دم إضافية".
توفير الدعم
عند وصول طلب المتبرع بالدم إلى التطبيق يفحص بالاتصال الشخصي بصاحب الطلب للتحقق من الجدية، ثم يعرض الطلب على التطبيق.
وبينت دغمش أن التطبيق يطرح بعض الأسئلة على المتبرع، عن فصيلة الدم، وآخر مرة تبرع فيها، وهل يعاني من أي أمراض.
كل ما يحتاج له الفريق الشبابي صاحب فكرة هذا التطبيق هو توفير الدعم اللازم لهم لتسهيل عملية الوصول، كأي تطبيق آخر يحتاج إلى دعم.
وتمنّت دغمش على الجهات والمؤسسات الداعمة أن تتبنى فكرة هذا التطبيق، نظرًا إلى أهميته في إنقاذ حياة المرضى.