فلسطين أون لاين

تقرير المحرقة الإسرائيلية تغتال الطفولة في غزة

...
المحرقة الإسرائيلية تغتال الطفولة في غزة
غزة/ تامر قشطة:

تتدفق على مدار الساعة أخبار ومقاطع فيديو جديدة توثق الصدمة والحزن على استشهاد المزيد من الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة، وأكثرها مأساة لأحد الوالدين يحتضن طفله جثة هامدة ومضرجة في دمائها.

لم يتجاوز الطفل الرضيع حسن العمصي تسعة أشهر من عمره قبل أن يقتل متأثرا بإصابته بشظايا غارة إسرائيلية شمال غزة ويودعه والده بأسى بالغ.

ظهر الوالد المكلوم مصدوما في مجمع الشفاء الطبي في غزة لا ينطق بكلمة أمام من يقدمون له العزاء والصحفيين.

تقول منظمات إغاثية في غزة إن كل 15 إلى 20 دقيقة يقتل طفل.

وبلغ عدد الأطفال الذين استشهدوا في العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 16 يوما 1903 أطفال.

وتذهب التقديرات إلى أن العدد الحقيقي قد يبلغ أضعاف العدد المعلن نظرا لأن كثيرا من جثامين هؤلاء الشهداء الصغار لا تزال مطمورة بين أنقاض المنازل التي قصفها جيش الاحتلال في عدوانه المتواصل على القطاع.

حوالي نصف سكان غزة هم من الأطفال معظمهم لم يجربوا الحياة إلا في ظل الحصار والحروب المتكررة مع الاحتلال الإسرائيلي.

في ساحات المستشفيات يجلس ويستلقي الأطفال وهم في حالة من القلق والرعب مما نجوا منه، والمحظوظون منهم من لا يزال لديهم آباء يمسكون بأيديهم.

هذا الأمر لا يشمل عبد الرحمن حميد (10 أعوام) الذي يتمدد على سرير العلاج بعد إصابته بجروح في غارة إسرائيلية على منزل عائلته في مخيم الشاطئ للاجئين.

الأسوأ بالنسبة إلى عبد الرحمن أنه لا يزال يجهل أن الضربة التي أدت إلى إصابته أودت بحياة والده ووالدته وشقيقاته الثلاث.

فقط عمته أم راشد هي الوحيدة التي بقيت لتحاول تهدئته.

وتقول أم راشد بنبرات متقطعة، لصحيفة "فلسطين" إنه يستيقظ ويبكي ويعطونه مسكنات الألم ويعود للنوم بعد أن يسأل كثيرا عن والديه وشقيقاته.

وتضيف "لا أعرف كيف يمكن أن أخبره بما جرى لعائلته، الأطباء قالوا إنه يعاني تحت صدمة شديدة بفعل إصابته.. هو أصغر أشقائه ولن يتحمل الأمر".

وبحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان فإن قتل الأطفال والرضع الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر، بلغ معدلا غير مسبوق في تاريخ الحروب، جراء استهدافه المباني والتجمعات السكنية.

 وكانت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فرع فلسطين، قد أكدت أن 120 طفلا فلسطينيا يقتلون كل يوم جراء قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة جراء الغارات، وتدمير المنازل على رؤسهم، كما تخلف إصابات فظيعة بالشظايا والحروق، وسقوط الحجارة والركام فوق رؤسهم.

وأصيبت الطفلة ملك حسن في الورك والساقين وفقدت والدتها وأخوتها في غارة إسرائيلية جوية على منزل نزحوا إليه في مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع.

يسأل أقاربها من حولها عما فعلته هذه الطفلة التي لم تتجاوز 9 أعوام من عمرها حتى يجرى كل هذا، لكنهم لا يجدون إجابات.