اضطرت بعض المؤسسات الإعلامية في قطاع غزة للتوقف عن تغطية العدوان الإسرائيلي المتواصل بسبب توقف محطة توليد الكهرباء في أعقاب قرار الاحتلال بوقف ادخال السولار الخاص بها، وهو ما فتح شهية الاحتلال لارتكاب المجازر ضد السكان المدنيين.
وكانت آخر المجازر الأكثر دموية، استهداف طائرات الاحتلال للمستشفى الأهلي العربي "المعمداني" وسط مدينة غزة، وأسفرت عن استشهاد 473 فلسطينيًا وإصابة 360 أخرين بجراح مختلفة.
وينذر استمرار قطع الكهرباء بإغلاق المزيد من المؤسسات الإعلامية والفضائيات العربية والدولية، وهو ما يلقي بظلاله السلبية على نقل صورة جرائم الاحتلال ومجازره بحق المدنيين للعالم الخارجي.
ويرى إعلاميون، أن إغلاق المؤسسات الإعلامية سيفتح المجال أمام الماكنة الإعلامية الإسرائيلية لبث الصور والرواية الكاذبة عن جرائمه أمام المجتمع الغربي، ما سيزيد من التعاطف الدولي والأوروبي مع دولة الاحتلال، بسبب مزاعمه الكاذبة.
وأكد مدير وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا" محمد أبو قمر، أن الاحتلال يضع أولوية لمحاربة الصحفيين واستهدافهم بشكل مباشر خلال العدوان المستمر على قطاع غزة، وهو ما أدى لارتقاء عددٍ منهم.
وأوضح أبو قمر لصحيفة "فلسطين"، أن استهداف الاحتلال للصحفيين جاء رغم ارتدائهم كل الإشارات التي تدلل على طبيعة عملهم، وهذا يدلل على تعمد الاحتلال قتلهم.
وشدد على أن "الاحتلال يسعى لتغيير الرواية الفلسطينية كي يرتكب المجازر بحق الفلسطينيين في قطاع غزة بصمت، لذلك لجأ لقطع الانترنت والكهرباء، كونه يعلم أن الصحفيين يعتمدون على هذه الوسائل لاستمرار التغطية الإعلامية".
وبيّن أبو قمر أن الاحتلال يريد ارتكاب المجازر والجرائم بدون أي صورة ولا صوت ولا إظهار مظلومية الشعب الفلسطيني في القطاع للعالم، لذلك لجأ لقطع الانترنت والكهرباء.
وجدد التأكيد أن الصحفي الفلسطيني قادر على العمل في الأزمات، رغم قسوة الأوضاع التي يمر بها القطاع، مستدركاً "لن يفلح الاحتلال بطمس الرواية الفلسطينية وسيستمر الصحفي الفلسطيني بنقل رسالته".
إخفاء الجرائم
يقول أستاذ الاعلام في الجامعة الإسلامية د. وائل المناعمة، إن ما يقوم به الاحتلال من إحداث كارثة في غزة أصابت مختلف القطاعات الحيوية، انعكس على المؤسسات الإعلامية.
وأوضح المناعمة لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال يهدف من خلال هذه الممارسات إلى إخفاء الجرائم اليومية التي يرتكبها ضد قطاع غزة من هدم للبيوت على رؤوس ساكنيها وقتل المدنيين والأطفال.
وقال: "الاحتلال يريد أن يغلق المؤسسات الإعلامية لأنه يدرك أن جرائمه التي نُقلت عبر الهواء كشفت الوجه الحقيقي عن اجرامه، المناهض لحقوق الانسان والمُناقض للقانون الدولي والاتفاقيات الدولية مثل جنيف الرابعة".
وبيّن أن الاحتلال قتل الصحفيين بشكل مباشر واستهدف المؤسسات الإعلامية من أجل منعها من نقل الحقيقة، لافتاً إلى أنه يحاصر تلك المؤسسات من خلال منع الوقود، الذي ينتهي في نهاية المطاف لتوقفها عن العمل.
وبحسب المناعمة، فإن الاحتلال يريد إبقاء روايته المكذوبة للعالم، حيث يُصدر رواية صُنعت بدقة لتجريم الشعب الفلسطيني رغم أنه المعتدي، كما يسعى لتجريم الاعلام الفلسطيني، من أجل جلب التعاطف العالمي معه.
واستدل بمحاولات الاحتلال بتشبيه المقاومة أنها "تنظيم داعش" لكن سرعان ما انكشفت الكذبة، واندفعت المؤسسات الإعلامية الدولية إلى تعديل الأخبار التي تحدثت عن ان احماس ارتكبت جرائم بحق الإسرائيليين.
وشدد على أن "هدف الاحتلال اسكات الرواية الفلسطينية، منوهاً إلى أنه يمنع الإعلاميين من الوكالات الدولية من دخول قطاع غزة في المقابل يسمح لهم بدخول المستوطنات في محاولة لجلب تعاطف المجتمع الدولي.
تجدر الإشارة إلى أن الشركة الفرنسية المسؤولة عن القمر الصناعي (Eutelsat) حجبت شارة قناة الأقصى الفضائية عن القمر ووقف بث القناة، وهو ما يعكس تواطؤ فرنسا مع الاحتلال في جرائمه ضد قطاع غزة، وذلك ضمن سياسة تكميم أفواه الصحفيين الفلسطينيين ووسائل إعلامهم.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة رفضه لقرار الشركة الفرنسية، معتبراً إياه "امتداداً لجرائم الاحتلال بحق الصحفيين ووسائل الإعلام وقتله 13 صحفياً واستهداف عشرات المقار الإعلامية خلال العدوان المستمر على القطاع".