في خطوة تعكس التزام كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، بتعليمات الدين الإسلامي وحفاظها على حياة الأطفال والنساء وعدم المس بهم خلال عملية "طوفان الأقصى"، أطلقت الكتائب سراح مستوطنة إسرائيلية وطفليها.
وأرادت كتائب القسام من خلال إطلاق سراح المستوطنة وطفليها إلى العالم بتمرير رواية التزام المقاومين بالأخلاق والإنسانية خلال معركته المستمرة، وأن أهدافه هن الجنود الإسرائيليون وليس المدنيين.
وتعكس خطوة القسام على عقيدة مقاتليها الإنسانية وعدم استخدامهم المدنيين كدروع بشرية، أو اعتبارهم أهدافا لها، على عكس جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل ارتكاب مجازر بحق المدنيين بقطاع غزة.
وبثت كتائب عز الدين القسام فيديوا لعملية إطلاق سراح مستوطنة إسرائيلية وطفليها، بشكل طوعي.
وأطلقت القسام المرأة وطفليها بعدما تحفظت عليهم خلال عملية "طوفان الأقصى" التي بدأتها السبت الماضي.
وظهرت المستوطنة في المقطع وهي تحمل طفلا وتسير باتجاه الآخر الذي كان ينتظر بينما مقاتلو المقاومة يحيطون بهم، قبل أن تأخذ طفليها وتمضي باتجاه مستوطنتها.
بدوره، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف، أن ما قامت به القسام اليوم بإطلاق سراح مستوطنة وطفليها هو عمل إسلامي إنساني يؤكد كذب الرواية الصهيونية والتي تحدث بها الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وقال الصواف لصحيفة "فلسطين": "القسام يطلق سراح سيدة وطفليها وليس كما يدعيه الصهاينة بأن رجال المقاومة خلال عملهم البطولي ذبحوا عددا من الأطفال ولو كان هذا هدفهم لقاموا أيضا بذبح هذين الطفلين ولكنهما لم يفعلوا ليس رحمة بطفولتيهما بل لأن الدين الإسلامي يؤمرنا ان لا نقتل طفلا أو امرأة".
وأوضح أن الأخلاق هي التي تحكم المجاهدين، وهو ما ظهر من خلال إطلاق المستوطنة وطفليها، وإظهار كذب الرواية الإسرائيلي بشكل عملي وليس عبر الكلام المنمق والمعسول.
وأشار إلى أن العالم الغربي والولايات المتحدة باتت تكشفا الكذب الذي يقوم به نتنياهو بعد أن بدأت الحقيقة تظهر على السنة الصحفيون الأجانب وممن نقلوا الرواية الإسرائيلي الكاذبة.
ولفت إلى ما نشره القسام سيكون له أثر في تغيير الصورة لدى العالم ولكن ليس بالشكل الذي كانت عليه أكذوبة الصهاينة وتضليلهم.
وأضاف: "اهتمام العالم لن يكون كبيرا رغم أنهم شاهدوا أخلاق القسام عمليا بالصورة والصوت ولكنهم صدقوا الرواية الإسرائيلي دون أن يروا ما يؤكد مزاعمهم.
وذكر أنه مطلوب الإعلام والصحفيين والمراقبين العمل على نشر الفيديو بصورة كبيرة وتبني حملة تؤكد فيها على أخلاق القسام، وكشف التضليل الإسرائيلي الذي لا يستند على الحقيقة.
المختص بالشأن الإسرائيلي، سعيد زيداني، أكد أن هناك حملة على المقاومة في قطاع غزة من قبل الإعلام الإسرائيلي والغربي والأمريكي تدعي أن القسام ارتكب مجازر بحق مدنيين، لذلك جاءت خطوة الكتائب.
وقال زيداني في حديثه لـ"فلسطين ":" المقاومة تريد إعطاء إشارة للعالم أنها تتعامل بشكل إنساني وليس ما يتم ادعاؤه بأنها تتجاوز حقوق الإنسان وتقوم بأعمال داعشية مثل ما تم ادعاؤه ".
وأوضح زيداني أن القسام أوصل رسالة إنسانية من خلال إطلاقه سراح المستوطنة وطفليها في ظل المعركة المستمرة.
وأشار إلى أن خطوة القسام تساعد في إبراز البعد الإنساني في ظل حملة التضليل الكبيرة التي تتعرض لها المقاومة من الإعلام الغربي والأمريكي والإسرائيلي.