فلسطين أون لاين

تقرير تهديدات الاحتلال بقصف المساعدات لغزة.. صورة أخرى لـالإبادة الجماعية

...
انسحاب شاحنات المساعدات الإنسانية المصرية من معبر رفح بسبب تهديدات إسرائيل
غزة/ محمد أبو شحمة:

يشكل تهديد جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف أي شاحنات مساعدات تدخل قطاع غزة عبر معبر رفح البري، أحد صور الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال ضد القطاع، ونيته عزله عن العالم بشكل نهائي، ومنع إدخال أي مواد اغاثية له.

ويتطلب التهديد الإسرائيلي مواجهة قوية من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة، ومصر، من أجل إدخال المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة، والتخفيف من ما يواجه القطاع من قصف مستمر.

وكانت القناة الـ12 الإسرائيلية نقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير أن حكومة الاحتلال هددت في وقت سابق، مصر بقصف أي شاحنة تحمل مساعدة في طريقها إلى غزة عبر معبر رفح.

وعقب تهديد الاحتلال، انسحبت شاحنات المساعدات المصرية إلى قطاع غزة من معبر رفح - الحدودي بين القطاع ومصر.

ونشرت مؤسسة "سيناء لـ حقوق الإنسان" عبر حسابها على منصة "إكس"، مقطعاً مصورًا يظهر انسحاب شاحنات الوقود والمواد الإغاثية المصرية من محيط معبر رفح البرّي، بعد تهديدات إسرائيلية باستهداف المساعدات إذا دخلت قطاع غزة.

وقصفت طائرات الاحتلال خلال الأيام الماضية معبر رفح البري أكثر من مرة، ما جعل السلطات المصرية تعلن عن تعليق العمل في المعبر.

واكد الكاتب والمحلل في الشؤون الأوروبية والدولية وقضايا الاجتماع، حسام شاكر، أن إدخال المساعدات الغذائية لقطاع غزة هي ليست التزام أخوي بل هي مساءلة سيادية للدول العربية وخاصة المحيطة بها والمقصود مصر، والدول العربية التي تجمعها علاقات تطبيعية مع الاحتلال.

وقال شاكر لصحيفة "فلسطين": "المساءلة السيادية تعني أن الدول العربية بشكل مباشر وعموم أعضاء جامعة الدول العربية عدم القبول باملاءات الاحتلال على واجب امداد غزة بمساعدات إنسانية".

العرب أمام اختبار حقيقي

وأضاف: "رضوخ الدول العربية لتجويع سكان غزة وإخراجهم عن الحياة، يتعلق بسيادة تلك الدول، ومن له الكلمة في الإقليم".

وأوضح أن الدول العربية أمام اختبار حقيقي بعد الصدمة التي تجرعها الاحتلال يوم السابع من أكتوبر.

وأشار إلى أن عجز العرب عن إدخال قافلة مساعدات واحدة يعني أن سيادتها مرهونة بالهيمنة الإسرائيلية معزز بالإرادة الأمريكية.

وذكر أن تنفيذها للواجب الإنساني لسكان قطاع غزة، فهي تؤكد سيادتها واستقلالية قرارها، وموقف إيجابي أمام شعوبها.

ولفت إلى أن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية يجب عليها العمل وفق القانون الدولي لإدخال المساعدات لغزة.

وشدد على ضرورة إنفاذ القانون الدولي من قبل الأمم المتحدة، وتخذ موقفًا أخلاقيًا، من خلال ذهاب مسؤول دولي على رأس مساعدات إلى قطاع غزة.

بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة، أن مصر مطالبة بإرسال مساعدات لقطاع غزة وضرورة عدم الاهتمام بالتهديدات الإسرائيلي.

وقال نافعة لـ"فلسطين": "تهديدات الاحتلال للدولة المصرية بعدم نقل المساعدات لغزة يعد تهديدًا للسيادة المصرية والأمن القومي المصري ويجب أن يرد عليه بتسهيل كل الطرق لإدخال المساعدات".

وأضاف نافعة: "هذا التهديد يضع السيادة المصرية تحت الاختبار، ويضع الدور المصري الاقليمي بكامله تحت دائرة التهديد".

وأوضح أن القوانين الدولية لا تعطي سلطات الاحتلال الإسرائيلي الحق في منع إدخال المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة الذين يعيشون حاليًا تحت القصف.