فلسطين أون لاين

عائلة "صلاح" تنجو من هجوم الاحتلال الوحشي وتخسر منزلها وذكرياتها

...
فرق الدفاع المدني تحاول قص الحديد وإخراج الأحياء من تحت ركام المنازل المستهدفة
غزة/ جمال غيث:

في حي أبو إسكندر شمال غرب مدينة غزة، يجلس يوسف صلاح، محاولًا استيعاب ما حدث صباح أمس، بعد أن انهالت صواريخ الاحتلال الإسرائيلي على منزله ودمرته بالكامل، وشتت أحلام سكانه.

وبين الفينة والأخرى، ينظر صلاح، إلى ركام منزله الذي سوى بالأرض، ويحمد الله عز وجل، على سلامة أسرته، مؤكدًا أن جميع أفراد عائلته نجوا من الهجوم الوحشي بسلام.

وتبلغ مساحة منزل صلاح، نحو 500 متر مربع، وكان يتألف من ست طبقات يعيش فيها نحو 90 فردًا، يتوزعون على تسع شقق سكنية، بالإضافة إلى صيدلية ومكتبة.

وقال صلاح، بغضب: إنه عند الساعة الخامسة و40 دقيقة صباح أمس، أبلغنا أحد الجيران بأن مخابرات الاحتلال تتصل به وأبلغته بإخلاء المنزل، بشكل فوري، في مقدمة لقصفه دون تحديد أية أسباب.

صراخ الأطفال

وأضاف: أن جميع من في المنزل فروا من داخله، مسرعين وسط صراخ الأطفال والنساء ليحتموا في منازل الجيران، مشيرًا إلى أنه وفور خروجهم من البيت انهالت عليه صواريخ الأف 16، لتدمره بالكامل وتحوله إلى كومة من الحجارة، ليذهب معه شقاء العمر حلمه بغمضة عين ويتشتت شمل عائلته.

وأشار إلى أن بعض أفراد العائلة، يجلسون عند الجيران، وبعضهم انتقل للإقامة عند بعض الأقارب، والآخرين يجلسون أمام المنزل يستذكرون لحظات الرعب التي عاشوها عند خروجهم منه وذكرياتهم الجميلة.

ويشعر صلاح، بالغضب تجاه الجريمة الإسرائيلية الذي تعرض له منزله وأسرته دون سابق إنذار، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمل المسؤولية عن هذه الجريمة التي تنتهك القوانين والأعراف الدولية، وتستهدف المدنيين وتجبرهم على التهجير.

وأشار إلى أن ما يحدث في القطاع، يعكس معاناة شعبنا الفلسطيني الطويلة من العدوان والهجمات، داعيًا العالم إلى التدخل لحماية المدنيين وتقديم العون الدولي لهم، ومحاسبة سلطات الاحتلال على انتهاكاتها المستمرة ضد الأبرياء والمدنيين.

حلم العمر

وبمجرد إبلاغهم بالإخلاء واقتراب طائرات الاحتلال، اضطروا للهرب من منزلهم بأسرع ما يمكن، دون أن يتمكنوا من جمع أي شيء من ممتلكاتهم حفاظً على أنفسهم وأسرهم، والقول لإبراهيم صلاح، الذي قال لصحيفة فلسطين: "إن جميع العائلة غادروا المنزل بملابسهم، واحتموا بمنازل الجيران دون أن يتمكنوا من إحضار أغراضهم أو بطاقاتهم الشخصية أية شيء من أغراضهم أو بطاقاتهم الشخصية.

وأضاف صلاح، أن القصف تسبب في تدمير صيدلية عمه، والتي قام بافتتاحها قبل أقل من عام، إلى جانب تدمير مكتبته التي كان يعتاش عليها.

وأشار وعلامات الحزن ظاهر على وجهه، بسبب الخسائر التي مني بها، فقدت الأمل في تسديد ديون المكتبة والتي تقدر بنحو 5 آلاف دولار، فالقصف دمر كل شيء بها وتبخرت أحلامي التي رسمتها والتي خططت لها كتوسيع المكتبة واستكمال دراستي الجامعية، وتجهيز شقة سكنية للزواج، لكن لم يبق شيء.

هجرة جديدة

وبالقرب من منزل عائلة صلاح، انهمك الحاج محمود جحجوح، وأبنائه في تنظيف منزلهم من الزجاج المتناثر والحجارة التي تسبب فيها القصف العنيف الذي استهدف منزل عائلة صلاح صباحًا.

وقال: إن جميع أفراد منزله المكون من ست طبقات تم تدميره بشكل بليغ جدًا وباتت غير صالحة للسكن بعد خلع جميع الأبواب والنوافذ من مكانها والتشققات التي أصابته.

بالإضافة إلى عائلة جحجوح، غادرت العديد من العائلات منازلها بعد الأضرار البليغة التي لحقت بها جراء القصف، فيما يعمل البعض على جمع الزجاج والحجارة المتناثرة وإجراء بعض الصيانة بمنازلهم للعودة والعيش بداخلها مجددًا.