فلسطين أون لاين

عائلة البواب تعيش مأساة التشريد بعد تدمير الاحتلال منزلها

...
نزوح العائلات من غزة جرّاء العدوان الإسرائيلي
غزة/ جمال غيث:

تعيش عائلة "البواب" حالة من الصدمة والفاجعة منذ صباح أمس، بعد أن تسبب القصف الذي شنته طائرات الاحتلال الإسرائيلي على برج "وطن"، وسط مدينة غزة إلى تدمير 3 منازل سكنية كانت تأوي 50 فردًا.

لم تدرك "إسلام البواب" أن منازل العائلة الثلاثة المقابلة للبرج قد دمرت وباتت غير صالحة للسكن، وبات مكتوبًا عليهن التشتت بعد أن كانت تلك البيوت تأوي نحو 50 فردًا.

وبمجرد أن اجتازت، "البواب"، أكوام الحجارة التي ملأت المكان، ووصلت إلى منزلها المدمر، فجعت بهول ما رأته وانهارت بالبكاء.

وسرعان ما بدأت "إسلام" تتنقل بين الركام لجمع بعض ملابس أطفالها الخمسة، وهي تطبق كفًا بالآخر، وتتساءل: "لماذا قصف المنزل؟!، لتجيب: جيش الاحتلال لا يفرق بين أحد، فجميع سكان القطاع في دائرة الاستهداف.

وتقول البواب لمراسل صحيفة "فلسطين": إن مخابرات الاحتلال اتصلت بنا وأبلغتنا بعدم الخروج من المنزل أثناء القصف، لكن لم نستمع لهم وإلا كنا جميعًا تحت أنقاض المنزل المدمر".

وأشارت إلى أنه عند الساعة الخامسة صباح أمس، اتصلت مخابرات الاحتلال بأحد أفراد العائلة، وأبلغتهم بقصف البرج، وعليهم أخذ الحيطة، وعدم مغادرة المكان، الأمر الذي لم يرق للعائلة التي أصرت على مغادرة المكان خشية على حياة أبنائها.

وتضيف: أن جميع أفراد العائلة ارتدوا ملابسهم المنزلية ثم توجهوا إلى أحد المساجد القريبة من سكناهم عبر سيارة الإسعاف، على أن يعودوا إليه مجددًا بعد قصف البرج.

وما أن بدأ الليل يزيح ستاره، عادت عائلة البواب إلى منازلها، لتصدم من هول ما رأته فأحدى المنازل سوي بالأرض والآخر بات لا يصلح للسكن بفعل القصف والشظايا والركام التي اخترقت الجدران وبات من الصعوبة الوصول إليه.

وما يزيد من معاناة "إسلام" أنها قبل أقل من عام أعادت ترميم وتأثيث منزلها بعد أن طاله الدمار بفعل قصف جيش الاحتلال برج الجلاء المجاور لمنزلها في مايو 2021م.

تشتت العائلة

وإلى جوار "إسلام" أخذت سلفتها هديل البواب، الأم لـ4 أطفال، تجمع ما تبقى من أغراض منزلها، وهي تتحدث لصحيفة "فلسطين": قائله: "إن كل شيء دمر والملابس لا تصلح فالنيران التهمت بعضها والآخر مزق بفعل شظايا التي تطايرت على المنزل واخترقت جدرانه.

وأشارت إلى أن جميع من في المنزل باتوا مشردين فمنهم من لجأ إلى منازل بعض الأقارب والأخرين يجلسون في المسجد، مؤكدة أن جيش الاحتلال أراد قتلهم جميعًا، لولا قدر الله عز وجل علينا واخراجنا من المنزل قبل القصف بلحظات لكنا الآن تحت الأنقاض.

وعلى مقربة من "إسلام" و"هديل" قالت سلفتها الثالثة، ثريا البواب، الأم لـ6 أطفال: "إن أطفالي باتوا يشعرون بالخوف الشديد، ويتشبثون بي جراء شدة القصف الذي تعرض له منزلهم.

وأمام منزله المدمر استغرب محمد البواب، قصف برج وطن، الذي يضم مكاتب وعيادات أطفال وأسنان ومؤسسات، ولا يوجد به أية مكاتب أو مؤسسات حكومية أو عسكرية.

وقال البواب لمراسل صحيفة "فلسطين": إن المشهد يرثى له فالوضع صعب جدًا ولا أكاد أحتمل وأنا أنظر إلى منزلي الذي أمضيت فيه 45 عاماً، وأشاهده اليوم وقد دمر وسوى أجزاء منه بالأرض وبات الجزء الآخر لا يصلح للسكن.

وأضاف: أن جيش الاحتلال يحاول بقصفهم تحقيق انتصار بعد الضربة المؤلمة التي تعرض لها على أيدي المقاومة الفلسطينية في معركة "طوفان الأقصى"، داعيًا العالم والمؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية للاطلاع على الجرائم التي ترتكب في القطاع على أيدي جيش الاحتلال.