شكلت الطائرات الشراعية الفلسطينية مفاجأة كبيرة للاحتلال الإسرائيلي، وأحدثت فارقاً على الأرض، وباغتت الاحتلال الإسرائيلي وأصابت قادته بذهول.
ونجح مقاتلون عبر تلك الطائرات في الوصول إلى عمق المستوطنات الإسرائيلية، وتنفيذ عمليات إغارة جوية، وإحداث خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وأظهر مقطع فيديو نشرته كتائب القسام مجموعةً من المظليين الذين ينطلقون عبر مركبات شراعية، ويهبطون في داخل مستوطنات الغلاف، مزودين بالأسلحة الرشاشة.
وصباح أول من أمس، أطلقت كتائب القسام عملية طوفان الأقصى ضد الاحتلال الإسرائيلي. وضمن هذه العملية، استخدمت كتائب القسام طائرات شراعية محملة بالمظليين، الذين تمكنوا من الوصول إلى عمق المستوطنات الإسرائيلية.
وهذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها المقاومة الفلسطينية الطائرات الشراعية في هجماتها ضد إسرائيل. ففي 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 1987، تمكن مقاتلان من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة" من الإقلاع من لبنان بواسطة طائرتين شراعيتين والهبوط في محيط أحد المواقع العسكرية الإسرائيلية شمالي فلسطين، حيث هاجماه، ما أدى إلى مقتل ستة جنود إسرائيليين وإصابة آخرين.
وبحسب الخبير العسكري يوسف الشرقاوي، فإن هذه الطائرات كانت أحد أبرز عوامل المفاجأة والتضليل لجيش الاحتلال. حيث نجحت الطائرات في الوصول إلى عمق المستوطنات، دون أن يتم اعتراضها من قبل الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
وأضاف الشرقاوي أن الطائرات الشراعية مكنت مقاتلي القسام من الوصول إلى مناطق لا يمكن الوصول إليها عن طريق الطرق البرية أو المائية.
ويوضح أن سرب المظلات القسامية كانت لها مهمة محددة وهي الوصول إلى بعض المناطق داخل أماكن وجود العدو، والإجهاز على الجنود داخل القواعد العسكرية، وهو ما نجحت به وحققت خسائر واضحة.
ولم يستبعد الشرقاوي استباق المقاومة بهجوم سيبراني مكنها من إيقاف بعض الدفاعات الجوية التي يمتلكها جيش الاحتلال، وهو ما مهد للطائرات الشراعية الإغارة والوصول إلى أهدافها والعودة دون وجود خسائر بينهم.
بدوره، يرى الخبير العسكري رفيق أبو هاني، أن كتائب القسام أثبت أنه قادر على تجاوز كل العوائق التي يضعها الاحتلال من أجل حماية مستوطناته على غلاف قطاع غزة، ولا سيما العائق الأرضي لمنع الأنفاق.
ويقول أبو هاني لـ"فلسطين": "المقاومة استطاعت إنتاج سلاح جديد عوضت من خلاله الأنفاق وتجاوزت من خلالها 6 عوائق عسكرية، سواء حقول الألغام أو الكهرباء، من خلال استخدامه للطائرات الشراعية".
ويوضح أن استخدام القسام للطائرات الشراعية يعد أحد التكتيكات العسكرية ومن خلاله تمكن المقاتلون من الوصول إلى نقاط لا يمكن للجيبات العسكرية أو الدراجات النارية الوصول إليها بسبب البعد ووجود بعض العوائق العسكرية.
وحول عدم قدرة الدفاعات الجوية لدول الاحتلال على استهداف الطائرات الشراعية، يوضح الخبير العسكري أن التعاون بين مختلف قطاعات الأسلحة لدى المقاومة واستخدامها لتكتيكات جديدة جعلا الاحتلال يفشل في إسقاطها.