فلسطين أون لاين

مرابطات من قلب القدس: طوفان الأقصى يشد عزيمتنا

...
مرابطات الأقصى
القدس المحتلة - غزة/ هدى الدلو:

"وجدنا مجيبًا ومغيثًا لصرخات المرابطات في المسجد الأقصى يستنصر لنا، ويحمي ظهرنا ويدافع عن أقصانا بعد كل الانتهاكات والاعتداءات على المسجد الأقصى ومرابطيه وأهله، شعرنا وكأننا وحدنا نقاتل في هذه المعركة"، بهذا الحديث استهلت المرابطة أم إيهاب الجلاد حديثها لصحيفة "فلسطين" بعد البشريات التي زفتها لهم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ووقوفها إلى جانبهم.

ففي صبيحة يوم السابع من أكتوبر أعلن القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف بدء عملية طوفان الأقصى بخمسة آلاف صاروخ وقذيفة صوب المستوطنات والمدن الإسرائيلية كافة، دفاعاً عن المسجد الأقصى ومساع تهويده موظفاً الاحتفالات الدينية التلمودية المعروفة باسم "الأعياد اليهودية" لتحقيق هذا الهدف.

ومنذ عام 2000 يستخدم الاحتلال تلك الأعياد لتغيير الواقع في المسجد الأقصى، عندما شرع باقتحام المسجد الأقصى مشعلاً الانتفاضة الثانية، وصعَّدها خلال السنوات الخمس الماضية، وصولاً إلى إفراغ المسجد الأقصى من المرابطين، وإنهاء مصاطب العلم وحفظ القرآن فيه، وتكبيل عمل حراسه.

وتقول الجلاد: "تفاجئنا بالمشاهد التي شاهدناها على شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي كما جيش الاحتلال، ولم نصدق ما يحدث، ولكنها أثلجت صدورنا واستطاعت أن تطفأ نيران قلوبنا بعد أيام من الممارسات الاستفزازية والأفعال العدوانية التي تدل على تغول الاحتلال على المسجد الأقصى باقتحاماته المتكررة، وتطبيقه للتقسيم الزماني والمكاني وحرمان أهل القدس في الداخل المحتل من الوصول إلى المسجد الأقصى والرباط فيه، وسحلهم للمرابطات والنساء المتواجدات فيه، فلم يرحموا صغير ولا كبير".

وتستذكر الجلاد جبروت الاحتلال بحق المقدسيين، فقبل يومين تمكنت من الوصول إلى الأقصى لأجل صلاة الفجر فيه، والرباط، وبعد أداء الصلاة وقراءة القرآن جلست تحت إحدى الأشجار الموجودة في باحات المسجد، فجاء مجموعة من الجنود ونكلوا بالشاب، ثم جاءها أحد الضباط وقال لها مهددًا: "ما شبعتي تصوير الوضع حساس، ممنوع تصوري بشحطك بره".

المقدسية الستينية أم إيهاب كثيرًا ما يستدعيها الاحتلال للتحقيق بسبب تواجدها في الأقصى، وقرارات إبعاد لشهور عدة.

وتتمنى الجلاد أن تحدث تلك العملية تغيرًا في المعادلة وتقلب حسابات الاحتلال، بحيث يفكروا ألف مرة قبل أي اقتحام للأقصى أو اعتداء عليه وعلى مرابطيه.

وتمضي بالقول أن "صرخات المرابطات أوجدت من يجيب نداءاتها فشدت من عزيمتنا وقوت من إدارتنا، وأثبتت العملية التي جاءت في التوقيت المناسب أن الأقصى ليس وحيدًا".

فخر وعزة

أما المرابطة وفاء بياطرة فتملكتها "مشاعر الفخر والعزة" وهي ترى بأن هناك من يقف معهم ويسند ظهرهم ويشد أزرهم في هذا الوقت الحساس الذي يمر به المسجد الأقصى، وهي فترة الأعياد اليهودية التي تتزايد فيها الاقتحامات لأداء الصلوات التلمودية والقرابين في مشهد استفزازي.

بياطرة المُلقبة بأم أحمد المقدسية، سيدة ستينية من مدينة الناصرة شمالي فلسطين المحتلة، تداوم على شد الرحال إلى المسجد الأقصى، تقول: "الأحداث التي استيقظنا عليها مفاجأة كبيرة لم نعهدها في السابق أن تتم عملية على كافة الأصعدة، حتى اسم المعركة التي حمل طوفان الأقصى موفقًا، فقد جاءت بعد تعب سنوات ونحن ننتظر من يحذوا حذو القائد صلاح الدين ويحرر الأقصى وكل شبر في فلسطين".

تلك الأخبار التي وصفتها بياطرة بـ"المفرحة" لم تستطيع استيعابها حتى الآن، رغم أنها تتوقع أن ستؤثر عليهم وعلى تحركاتهم من إغلاق للحواجز والطرق المؤدية للأقصى، عدا عن الحاق العقوبات بالمرابطين، متابعة حديثها: "ولكننا نعيش اليوم مشاعر طيبة لا توصف، فقد وجدنا من يرد اعتبارنا واعتبار الأقصى، فالرد كان ينتظر فقد الوقت المناسب".

وتوصل رسالة بأن على الجميع أن يدرك أن للأقصى رجال تحميه وأرواح تفديه بأغلى ما تملك، فالأقصى ليس مسجد فقط بل أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله.

جدير بالذكر أن معركة "طوفان الأقصى" تزامنت مع اليوم الأخير المفترض للأعياد اليهودية التلمودية التي تمتد على مدى 22 يوماً ما بين 16 سبتمبر/أيلول الجاري إلى 7 أكتوبر/تشرين أول كل عام. 

ويبدأ موسم هذه الأعياد بيومي رأس السنة العبرية السبت والأحد 16 و17 سبتمبر، متبوعاً بأيام ما يسمى "التوبة العشر" التي تتكثف الاقتحامات فيها للمسجد الأقصى أيضاً.

ويلي ذلك ما يسمى "عيد الغفران" العبري في 25 سبتمبر وهو اليوم الأهم والأكثر قداسة توراتياً.

ثم بعده بأسبوع يأتي ما يسمى "عيد العرش" التوراتي الممتد ثمانية أيام من السبت 30 سبتمبر إلى السبت 7 أكتوبر، وهو أحد أعياد الحج التوراتية الثلاث التي ترتبط بالهيكل المزعوم، وهو ما توظفه جماعات الهيكل المتطرفة لفرض كل طقوسه داخل المسجد الأقصى، وتقدم فيه قرابين نباتية مثل: الأترج، والصفصاف، وسعف النخل حول "مذبح الهيكل" المزعوم.