أكد ناشطان سياسيان أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى "كي وعي" الفلسطينيين وإبعادهم عن الحقوق الوطنية الأساسية، في إشارة إلى مشاركة سيدات فلسطينيات ومستوطنات إسرائيليات، أمس، بمسيرة بالقرب من مدينة "أريحا"، شرقي الضفة الغربية المحتلة، دعمًا لعملية التسوية المتوقفة.
الناشط السياسي، خالد منصور اعتبر المسيرة "إهانة" للقضية الفلسطينية ولمسيرة النضال الوطني ضد الاحتلال الإسرائيلي، داعيا إلى محاسبة القائمين عليها ومنع تنفيذ أي نشاط يسعى إلى التطبيع مع الاحتلال وتزيف الحقائق.
وقال منصور لصحيفة "فلسطين": "يتوجب على قيادة السلطة إجراء مراجعة فورية وجادة لملف لجنة ما يسمى (التواصل مع المجتمع الإسرائيلي) التابعة لمنظمة التحرير، مع العمل على حلها"، مشيرًا إلى أن اللجنة تخدم أهداف إسرائيلية تهويدية بشكل واضح.
وأضاف منصور: "تستخدم (إسرائيل) كل الوسائل الممكنة لتحسين صورتها أمام العالم ولمواجهة حملات المقاطعة الدولية، واليوم يأتي بعض الفلسطينيين لمساعدة الاحتلال في تزييف الحقائق وإظهاره كأنه حمامة سلام".
وشدد منصور على أهمية مواجهة عملية التطبيع بحملات تعريفية توعوية تستهدف الشارع المحلي والدولي على صعيد واحد، تؤكد أصل المشكلة المرتبطة باحتلال (إسرائيل) لفلسطين وممارستها لسلسلة من الانتهاكات بحق المدنيين العزل.
أما الناشط أحمد جرار، فيرى أن المسيرة التطبيعية النسوية التي دعت لها حركة "نساء يصنعن السلام" الإسرائيلية، تهدف إلى فرض ثقافة التطبيع والتعايش المشترك بين الاحتلال والفلسطينيين، واصفا تلك الأنشطة بـ"الدخيلة" على المجتمع الفلسطيني.
وقال جرار لصحيفة "فلسطين" منظمة التحرير ولجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي تشجع بشكل رسمي هذه الثقافة الخطيرة والتي كانت نفس المنظمة تحاربها وتصف كل من يتواصل مع الإسرائيليين بالعملاء والخونة وتعدمهم حسب القانون الثوري للمنظمة الذي يمنع ويجرم أي تواصل مع إسرائيليين على حساب الثوابت والقضية الفلسطينية".
وأوضح أن المطلوب شعبيًا ورسميًا وفصائليًا حل لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي بأسرع وقت ومحاسبة المسؤولين عن مثل هذه الأنشطة ووقف كل أشكال التطبيع مع الاحتلال المجرم، لافتًا إلى حالة من الرفض الشعبي العام للمسيرة ولكل أشكال التطبيع.
وبين جرار في ختام حديثه "المسيرة نظمت في مكان غير مأهول وبعيد عن التجمعات السكانية، ولولا أنها بمنطقة بعيدة قرب الحدود لتم إفشال المسيرة ومنعها كما يحدث مع كل الأنشطة التطبيعية".