فلسطين أون لاين

تقرير الأساطير الدينية وسيلة الاحتلال لسرقة جبل "عيبال"

...
الأساطير الدينية وسيلة الاحتلال لسرقة جبل "عيبال" 
نابلس-غزة/ جمال غيث: 

تستخدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ احتلال فلسطين عام 1948، أساطير دينية مزيفة للسطو على جبل "عيبال" شمال مدينة نابلس بالضفة الغربية، من أجل فتحها أمام المستوطنين لأداء طقوسهم التلمودية عليها والاستيلاء عليها كمقدمة لإقامة بؤر استيطانية جديدة.

واقتحم مستوطنون الأسبوع الماضي، موقع "برناط" الأثري في جبل "عيبال" بنابلس شمال الضفة، بحجة أداء طقوسهم التلمودية.

ويقع موقع "برناط" على قمة الجزء الشمالي الشرقي من جبل "عيبال" ضمن أراضي بلدة عصيرة الشمالية، وتبلغ مساحته قرابة 37 دونمًا، ويحتوي على مبان حجرية كان المزارعون يستخدمونها سابقًا كمأوى لهم من مطر الشتاء وحر الصيف، كما كانوا يضعون فيها أدواتهم الزراعية ومواشيهم.

ويزعم المستوطنون أن هذا الموقع يضم مذبح "يوشع بن نون" في القرن الـ 13 قبل الميلاد، الأمر الذي يخالفه ويعارضه الكثير من علماء الآثار بمن فيهم علماء إسرائيليون.

اقرأ أيضًا: مواطنون يرابطون على جبل عيبال لحمايته من الاستيطان

نهب الأرض

ويطل جبل "عيبال" على مدينة نابلس، ويقع إلى الشمال من المدينة لذلك يسمى بالجبل الشمالي، وهو أعلى قمة في سلسلة جبال المدينة الممتدة من الناصرة إلى مشارف مدينة القدس المحتلة، حسبما أفاد المختص في الآثار عبد الرحيم عودة.

ويرتفع الجبل وفق ما ذكره عودة لصحيفة "فلسطين" نحو 940 مترًا فوق سطح البحر، ومن هذا الموقع يمكن رؤية مناطق وجبال لبنان، والسلط والكرمل، فضلًا عن وادي الأردن والساحل الغربي على البحر الأبيض المتوسط.

وقال المختص في الآثار: إن الجبل يحتوي على العديد من الآثار الكنعانية، إضافة إلى العديد من الكهوف والمقابر الأثرية، مشيرًا إلى أن علماء الآثار الإسرائيليين حاولوا طوال السنوات الماضية تزييف الآثار ومحاولة البحث عن دلائل تاريخية لهم في هذا الموقع، لكنهم فشلوا في ذلك.

وأكد عودة لصحيفة "فلسطين" أن سلطات الاحتلال تستغل الرواية الدينية لتبرير نهب الأراضي الفلسطينية، لافتًا إلى أن ما يدعون أنه "مذبح يوشع بن نون" يعود للعصر البرونزي المتأخر، تحديدًا إلى القرن 13 قبل الميلاد.

وبين عودة، أن سلطات الاحتلال نفذت محاولات للسيطرة على الجبل على مر السنوات الماضية عبر دعم المستوطنين في اقتحامهم وتوفير الحماية لهم بزعم أداء طقوسهم الدينية التلمودية هناك.

وقال: إن ما يجري هو عملية توظيف الرواية الدينية اليهودية لتكريس الاحتلال وتوسيعه، مردفًا: وهذا الأمر مخالف للاتفاقيات الدولية واتفاقية حماية الممتلكات الدينية أثناء النزاع المسلح.

اقرأ أيضًا: سرقة آثار جبل عيبال.. تزييفٌ تاريخي لإثبات السطوة الاستيطانية

معابد احتلالية

كما قال الناشط ضد الاستيطان مصطفى حجة: إن ما تقوم به حكومة الاحتلال العنصرية والمستوطنون يتضمن توظيف الرواية الدينية بهدف تكريس وجودها على الأرض والاستيلاء عليها.

وأشار حجة، لصحيفة "فلسطين" إلى وجود محاولات للسيطرة على جبل "عيبال" وفق مخطط إسرائيلي قديم بهدف توسيع البؤر الاستيطانية والسيطرة على المناطق المرتفعة بهدف زيادة السيطرة والمراقبة على المناطق المحيطة.

وأوضح أن سلطات الاحتلال تلجأ إلى استخدام الأساطير الدينية عندما تحاول السيطرة على مواقع معينة، عبر إقامة صلوات تلمودية وبناء خيام على شكل معابد بهدف تثبيت أقدامهم على تلك المناطق، مشيرًا إلى أن مستوطنة "حومش" المقامة على جبل "القبيبات" في بلدة برقة في مدينة نابلس مثال على هذا النوع من الممارسات.

وأكد أن حكومة الاحتلال العنصرية تشجع المستوطنين على مواصلة الاستيطان بهدف استصلاح المزيد من الأراضي في مدينة نابلس والضفة الغربية، وذلك عبر استهداف الجبال والمواقع الأثرية من أجل السيطرة عليها وتشويه التاريخ ومحاولة إثبات وجودهم على الأرض، إضافة إلى تشجيع السياحة.