سلك المستوطنون سياسة استيطانية جديدة تتمثل في تشييد "أكواخ سياحية" بحماية من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بهدف الاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية وخاصة في محافظة سلفيت بالضفة الغربية المحتلة.
وحذر مراقبون من أن تلك الأكواخ تمثل جزءًا من السياسة الاستيطانية الإسرائيلية لتوسيع وزيادة وجودها على الأراضي الفلسطينية، وخاصة في محافظة سلفيت، لكونها قريبة من الحدود الداخلية لفلسطين المحتلة عام 1948م، ووجودها فوق أكبر حوض مائي في المنطقة، وإحاطة المستوطنات بها، ما يجعلها محطًا لأطماع سلطات الاحتلال والمستوطنين.
وأعلن المستوطنون القاطنون بالمستوطنات الجاثمة على أراضي سلفيت قبل أيام عن إقامة كوخ "تماري" وبدأوا في تسويقه على أنه مكان يستهدف السياح، ويطل هذا الكوخ على جبال مرتفعة وأرض خضراء واسعة، ويمنع الفلسطينيين من الوصول إليها.
وأكد الباحث في شؤون الاستيطان عبد الله سلمان، أن هذه الأكواخ تقع على أراضي فلسطينية مزروعة بأشجار الزيتون والحمضيات، وأن سلطات الاحتلال تقيد وصول أصحاب الأراضي إلى أملاكهم وتعيق جهودهم في زراعتها واستغلالها.
اقرأ أيضًا: 30 عامًا على توقيع "أوسلو".. التهويد والاستيطان في القدس يتضاعفان
وأضاف سلمان لصحيفة "فلسطين"، أن حكومة المستوطنين المتطرفة تسعى إلى سلب المزيد من الأراضي الفلسطينية عبر إقامة مناطق وأكواخ سياحية، بهدف جذب المستوطنين إلى المنطقة وتسهيل عملية الاستيلاء على الأجزاء المتبقية من الأراضي الفلسطينية.
وذكر أن سلطات الاحتلال سلبت آلاف الدونمات من أراضي سلفيت وبلدة برقين، على مدار السنوات الماضية، ومنحت جزءًا منها للمستوطنين بهدف تنفيذ مشاريع سياحية.
أكد الناشط في مقاومة الاستيطان معين ريان، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتوسع في الاستيطان بمحافظة سلفيت، عبر سرقة الأراضي وإقامة الأكواخ الاستيطانية.
وأوضح ريان، أن الأكواخ الاستيطانية تتمركز رئيسيًا في بلدتي ديراستيا وقراوة بني حسان، وأن سلطات الاحتلال نفذت مخطط الأكواخ الاستيطانية بآلية مدروسة مسبقًا لسرقة المزيد من الأراضي الفلسطينية.
وأضاف أن وقوع محافظة سلفيت، قرب الحدود الداخلية لفلسطين المحتلة عام 1948م، وأن وجودها فوق أكبر حوض مائي في المنطقة يجعلها محطًا لأطماع سلطات الاحتلال والمستوطنين.
وأضاف أن وجود 24 مستوطنة و10 بؤر استيطانية في محافظة سلفيت، مقابل 19 تجمعًا فلسطينيًا، يعكس التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في المحافظة، ويشير إلى رغبة سلطات الاحتلال في سلب المحافظة وتهجير سكانها.
اقرأ أيضًا: هجوم استيطاني يهدد عشرات آلاف الدونمات ومحاصرة الفلسطينيين في الضفة
وذكر ريان، أن حجم الأراضي التي صادرتها سلطات الاحتلال في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، يعادل ما استولت عليه طوال فترة احتلالها للأرض الفلسطينية، ما يشير إلى أن حكومة المستوطنين تعزز وتشجع سياسة الاستيطان.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تعمل بعناية فائقة من أجل سرقة المزيد من الأراضي الفلسطينية، وخاصة الأراضي الزراعية، ودمجها في المستوطنات. كما أنها تقدم أراض أخرى للمستوطنين لإقامة مشاريع سياحية عليها، وذلك بهدف خلق واقع استيطاني جديد يفصل التجمعات الفلسطينية ويمنع توسعها.