فلسطين أون لاين

تقرير التطبيع العربي.. أداة لتعزيز وجود (إسرائيل) وضرب للقضية الفلسطينية

...
التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي- أرشيف
غزة/ محمد أبو شحمة:

يُعد التطبيع العربي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، أداة قوية في يد الاحتلال الإسرائيلي لإطالة عمره، وزيادة نفوذه في المنطقة، ونهب الثروات العربية، وإضعاف القضية الفلسطينية، وفق ما يقول مراقبان.

وأوضح المراقبان في حديثين منفصلين لصحيفة "فلسطين"، أن التطبيع يشكل ضربة قاسمة للقضية الفلسطينية وخيانة لها، ويعطي فرصة مجانية للاحتلال الإسرائيلي للتوسع في نفوذه بالمنطقة العربية.

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع الاحتلال الإسرائيلي، وسط حديث عن قرب ذهاب السعودية إلى إقامة علاقات رسمية مع الأخير قريبًا.

وقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقابلة له مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية أخيرًا: إن بلاده تقترب أكثر من تطبيع العلاقات مع (إسرائيل). 

تعزيز الاحتلال

بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى إبراهيم، أن التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي ينعكس سلبيًا على القضية الفلسطينية، وهو خطوة نحو تعزيز وجود الكيان الإسرائيلي في المنطقة العربية.

وأوضح إبراهيم لصحيفة "فلسطين"، أن التطبيع العربي الإسرائيلي قد يؤدي إلى تغيير مصطلح الصراع العربي الفلسطيني، ليصبح الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ما يعكس أن العرب خرجوا من مرحلة العداء مع الاحتلال.

وذكر أن الدول العربية كانت تعد (إسرائيل) عدوًا، ولكن بعد اتفاقيات أوسلو، بدأ التطبيع يأخذ منحى مختلفًا بإقامة مؤتمرات اقتصادية، وفتح مكاتب لدولة الاحتلال في الدول العربية.

اقرأ أيضاً: حوار البلعاوي: التطبيع العربي مع الاحتلال يزيد معدلات التهويد والاستيطان في القدس

وفي نظر إبراهيم، أن الاحتلال الإسرائيلي يدرك أن هذه الدول المطبعة ليست لها تأثير كبير على سياسته، ولكن التطبيع يعطي (إسرائيل) حضورًا أكبر في المنطقة العربية، ويعكس تغييرًا في منطقة الشرق الأوسط لصالح (إسرائيل).

ولفت إلى أن التطبيع العربي الإسرائيلي سيضع القضية الفلسطينية في مأزق كبير، وسيمنح (إسرائيل) القوة لتحقيق أهدافها الاستعمارية والمعلنة بشأن التوسع من النيل إلى الفرات.

وذكر أن هذا التطبيع من شأنه أن يعزز من الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة وضمها لـ(إسرائيل)، ما يجعل الفلسطينيين يواجهون هذه المخططات بمفردهم.

حسم الصراع

من جانبه، رأى المختص بالشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي، أن مشروع التطبيع يساعد دولة الاحتلال على تحقيق أهداف استمرارها لسنوات طويلة، وتخطت العقد الثامن منذ قيامها، وهو ما لم تحققه حتى الآن جميع دول اليهود.

وأشار الرفاتي لصحيفة "فلسطين"، إلى أن الاحتلال يسعى لتخطي عقدة العقد الثامن، وذلك من خلال التطبيع الذي يهدف إلى منح (إسرائيل) استقرارًا وتقليلًا للمخاطر المحيطة بها، إذ انتقلت الدول العربية من عدو لدولة الاحتلال إلى دول تقيم علاقات معه وتحارب المقاومة".

وبين أن التطبيع يضر بالقضية الفلسطينية، ويمنح (إسرائيل) مزيدًا من القوة لتحقيق أهدافها في المنطقة.

ولفت إلى أن التطبيع العربي يعطي الاحتلال مسوغات لحسم الصراع مع الفلسطينيين وإنهاء القضية الفلسطينية بالكامل، وإنهاء ما تسمى بـ "المبادرة العربية".

وأشار الرفاتي إلى أن التطبيع يوفر لـ(إسرائيل) مساحة للتوسع والاستيطان في الضفة الغربية، ويسهم في تنفيذ مخططاتها لضم هذه المناطق، دون وجود أي رادع.