فلسطين أون لاين

الحموري لـ"فلسطين": المحال التجارية بالقدس تكبدت خسائر كبيرة في "الأعياد اليهودية"

...
الحموري لـ"فلسطين": المحال التجارية بالقدس تكبدت خسائر كبيرة في "الأعياد اليهودية"
القدس المحتلة-غزة/ يحيى اليعقوبي:

أكد مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، زياد الحموري، أن المحال التجارية بالبلدة القديمة بمدينة القدس، تعمل بطاقة أقل من 50% خلال مواسم الأعياد اليهودية، وتكبدت خسائر مالية كبيرة؛ نتيجة سياسة الإغلاق التي يفرضها الاحتلال عليها خلال أوقات اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى.

وقال الحموري لصحيفة "فلسطين" أمس: إن "عدد المحال التجارية بالبلدة القديمة بلغ نحو 1200 محل، منها 400 محل مغلقة دائمًا، والبقية مهددة بالإغلاق، ويسلط الاحتلال سيف الضرائب الباهظة التي تثقل كاهل التجار".

وأشار إلى أن الاقتصاد المقدسي يعاني منذ وقت طويل، خاصة بعد تنفيذ الاحتلال لمخططات عزل القدس عن محيطها بفعل الحواجز وجدار الفصل العنصري، مبينًا أن الاحتلال يضغط على القطاع الاقتصادي بالبلدة القديمة خلال الأعياد، ويدفعهم إلى إغلاق المحال التجارية خلال مرور المستوطنين من البلدة.

ونبه الحموري على أن هذه الإغلاقات لا تتم فقط خلال مواسم الأعياد اليهودية، بل هي قضية متكررة أو شبه يومية، يضيّق فيها الاحتلال الخناق على التجار، بذريعة أن قوات الاحتلال غير قادرة على حماية المستوطنين، فتطلب من التجار الفلسطينيين إغلاق محالهم التجارية في أثناء الاقتحامات اليومية.

اقرأ أيضًا: خطورة "الأعياد اليهودية" على القدس والأقصى

وأوضح أن المحال التجارية غير المغلقة تعاني الضرائب الباهظة التي يفرضها الاحتلال على التجار، وتهدد بإغلاق محالهم، وعدها سياسة ممنهجة موضوعة للقضاء على القطاع الاقتصادي، عادًا إياها واحدة من الأدوات المسلطة للتهجير الاقتصادي للمقدسيين عامة.

ويفرض الاحتلال عدة ضرائب على التجار المقدسيين، منها ضريبة (الأرنونا) التي تبلغ قيمتها 400-500 شيقل، أي ما يعادل 100 دينار أردني على المتر المربع الواحد، بمعنى إذا كان التاجر يملك محلًا مساحته 100 متر مربع، فإنه يدفع عليه سنويًا 10 آلاف دينار، بما يعادل تقريبًا 14 ألف دولار.

ولفت الحموري إلى أن نسبة الفقر بالقدس وصلت إلى 80%، وقال: إن "هذا يؤثر على القطاع التجاري، وأن هذا القطاع مر بفترة من الفترات السابقة كان يطلب مساعدات لأول مرة في تاريخه، بعدما كان يشكل عنصرًا مساندًا لبقاء المقدسيين في القدس".

وأضاف أن القطاع الاقتصادي بالبلدة القديمة يتكبد خسائر كبيرة من جراء الإغلاقات، وتحويل الاحتلال البلدة إلى ثكنة عسكرية، فنسبة العمل لا تتجاوز 50% مقارنة بالأيام العادية.

اقرأ أيضًا: الأعياد اليهودية عسكرة للقدس واقتحامات للأقصى

وتبدأ الأعياد بما يسمى "رأس السنة العبرية" يومي 16 و17 سبتمبر/ أيلول الماضي، متبوعة بـ"أيام التوبة العشر" التي تتكثف فيها الاقتحامات، يليها "عيد الغفران" في 25 من الشهر ذاته، ثم "عيد العُرش التوراتي" الذي يبدأ من 30 سبتمبر حتى 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

وعن تأثير التجمعات التجارية التي أنشأها الاحتلال في محيط البلدة القديمة، عدها الحموري، من المخططات الكبيرة التي يحارب بها الاحتلال القطاع التجاري المقدسي، كونه عمود صمود الناس، خاصة أن تلك التجمعات تقدم عروضًا ودعايات يصعب منافستها، فضلًا عن أن هذه التجمعات بدأت في الدخول إلى البلدة القديمة بأسماء مختلفة؛ بهدف السيطرة على المحال التجارية.

ولفت إلى أن هذا الضغط على المقدسيين خلال الأعياد؛ هدفه تفريغ البلدة من الحركة الشرائية، وتحويلها إلى مكان فارغ يسوده الكساد التجاري خلال الأعياد، إضافة إلى تعرض التجار لاعتداءات من المستوطنين، والهدف من ذلك العمل على تهجيرهم.

ووفق حموري، دفعت هذه السياسة العديد من تجار البلدة القديمة إلى البحث عن مصدر رزق آخر، حتى يستطيع الصمود وإبقاء أبواب محله التجاري مفتوحة.