فلسطين أون لاين

الشباب الثائر بغزة.. معادلة جديدة تكسر سياسة العقاب الجماعي

...
غزة/ محمد أبو شحمة:

 

لم ينجح الاحتلال الإسرائيلي في استخدام ورقة إغلاق حاجز بيت حانون "إيرز" أمام العمال الفلسطينيين أداةَ عقاب جماعي لأهالي قطاع غزة، أو ابتزاز المقاومة والشباب الثائر لوقف الاحتجاجات الشعبية قرب السياح الأمني شرقي القطاع.

وأعادت سلطات الاحتلال، فجر أمس، السماح بمغادرة العمال الفلسطينيين إلى الأراضي المحتلة عام 1948، عبر حاجز بيت حانون، بعد إغلاق دام 13 يومًا متواصلة.

 

اقرأ المزيدبيان مهم من الشباب الثائر في قطاع غزة

وتُشكل إعادة فتح حاجز بيت حانون استجابةً للضغوطات الشعبية على السياج الفاصل، ونجاحًا للشباب الثائر في فرض معادلة جديدة على سلطات الاحتلال، وفق ما يرى مراقبون.

وانطلقت مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة يوم 30 آذار/ مارس 2018، تزامنًا مع ذكرى “يوم الأرض”، في 5 مخيمات أقيمت شرقي القطاع، وعاد المواطنون إلى تفعيلها مرة أخرى في المرحلة الماضية.

وتشتمل مسيرات العودة على إشعال الإطارات على طول حدود غزة مع الأراضي المحتلة، وإطلاق البالونات الحارقة، وفعاليات الإرباك الليلي على الحدود.

تحذيرات المقاومة

ورأى الكاتب والمحلل السياسي، أحمد المغربي، أن الاحتلال بالرغم من التهديدات الأمنية والعسكرية التي يطلقها بعودة الاغتيالات لقادة المقاومة، وزيادة العمليات ضد عناصر المقاومة في الضفة، فإنه يعد الهدوء مع قطاع غزة أمرًا مهمًا وضروريًا.

وقال المغربي لصحيفة "فلسطين: إن "الاحتلال يعيش حالة من عدم الاستقرار، خاصة مع الخلافات الداخلية العميقة والمستمرة، وكذلك تصاعد وتطور أعمال المقاومة في الضفة الغربية".

وأضاف: "لا توجد رغبة لدى قيادة الاحتلال حالياً في تصعيد أكبر يجر المنطقة إلى حرب قد لا تقتصر على غزة وحدها، لذلك يحرص الاحتلال على محاولة إنهاء التوتر على حدود القطاع الشرقية، مع استمرار المواجهات الشعبية التي يقودها ثوار غزة هناك".

ويعتقد المغربي أن حكومة الاحتلال وصلت إلى قناعة أن تشديد العقوبات الاقتصادية المتمثلة في إغلاق المعبر أو منع دخول العمال لم يعد ذا جدوى، ولن يُشكل أداة عقابٍ أو ضغطٍ على قطاع غزة.

وأشار إلى أن قيادة الاحتلال استجابت لتحذيرات المقاومة التي أطلقتها، واستعدادها لكل الاحتمالات مع استمرار الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني في القدس والضفة، وعدم قدرة الوسطاء على تخفيف وطأة حصار غزة، بل وتنصل الاحتلال من تطبيق الاتفاقيات السابقة.

من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي، راشد البابلي، أن التظاهرات الشعبية شرقي القطاع جاءت عقب تراجع الاحتلال عن التفاهمات المبرمة مع المقاومة الفلسطينية، التي كان من ضمنها توسيع رقعة الصيد، والعمل على زيادة أعداد العمال في الداخل المحتل، وعدة بنود تتعلق برواتب موظفي غزة، وغيرها.

وذكر البابلي لصحيفة "فلسطين" أن هذه "التظاهرات وما رافقها من استخدام للأدوات الخشنة كإطلاق البالونات الحارقة والمتفجرة، وإطلاق النيران صوب جيش الاحتلال في بعض الأحيان، شكلت ضغطًا على الاحتلال للاستجابة للمطالب الفلسطينية.

وأشار إلى أن التحذيرات الأخيرة التي أطلقتها حركة حماس عبر وسطاء دوليين أرغمت الاحتلال على فتح حاجز بيت حانون، وعودة العمال للعمل في الداخل بالطريقة المعتادة.

وبين أن الاحتلال يريد استخدام حاجز بيت حانون "ورقة سياسية واقتصادية ضاغطة على غزة، بهدف تحقيق مكاسب سياسية على حساب شريحة العمال"، وهو ما لم تنجح به.

ومطلع سبتمبر/ أيلول الجاري، انطلقت تظاهرات شبابية يومية قرب السياج الأمني الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948، نصرة للمسجد الأقصى والأسرى، وللمطالبة بكسر الحصار الإسرائيلي عن القطاع.

ومنذ 2006 تفرض سلطات الاحتلال حصارًا على قطاع غزة، شددته منتصف 2007 ونجم عنه تدهور كبير في الأحوال الاقتصادية والمعيشية.

المصدر / فلسطين أون لاين