في ساعات الصباح الباكر انطلق، الخمسيني محمد سمرين، وزوجته وأبناءه الثلاثة، من بلدة سلوان في القدس المحتلة، إلى المسجد الأقصى المبارك، للرباط فيه، وإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في باحاته المقدسة.
واعتاد سمرين، وأسرته على زيارة المسجد الأقصى والرباط فيه، للتصدي لاقتحامات المستوطنين المتطرفين، محاولات الاحتلال فرض التقسيم الزماني والمكاني.
واجتاز سمرين جميع الحواجز الإسرائيلية التي وضعتها شرطة الاحتلال لمنع الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى، منذ بدء ما يسمى بـ"الأعياد اليهودية" وزادتها في ذكرى المولد النبوي الشريف، وفق ما يقول لصحيفة "فلسطين".
اقرأ أيضا: بالصور فلسطينيو الداخل المحتل يشدّون الرّحال للأقصى إحياءً لذكرى المولد النبوي
وبعد أداء صلاة الفجر وقراءة القرآن، جلس سمرين وأسرته في الساحات الخارجية للمسجد الأقصى، وشاركوا في الاحتفال الذي أقيم لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، والذي تخلل عدة كلمات وأناشيد دينية ومديح نبوي، تلاها استعراض بعض الأحاديث والقصص النبوية الشريفة.
دعا المقدسي سمرين أبناء الشعب الفلسطيني للوصول إلى القدس والأقصى والدفاع عنه، ورفض محاولات الاحتلال السيطرة عليه والتطاول على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالسب والشتم من المستوطنين.
أرئيل شارون
وعد أن تزامن الاحتفال بالمولد النبوي مع الذكرى الـ 23 لتصدي المقدسيين لاقتحام رئيس وزراء الاحتلال السابق أرئيل شارون للقدس واندلاع انتفاضة الأقصى، تأكيد لحرمة المسجد الأقصى وأهميته الدينية، وحث الجميع على الدفاع عنه.
ومنذ ساعات الفجر، بدأ فلسطينيون بالتوافد إلى المسجد الأقصى، فيما وصلت الذروة في احتفال نظمته دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس داخل المسجد بهذه المناسبة التي توافق 12 ربيع الأول وفق التقويم الهجري من كل عام، وتوافق الأربعاء 27 سبتمبر/أيلول وفق التقويم الميلادي.
ونظم نشطاء فعاليات ترفيهية في صحن مصلى قبة الصخرة، حيث تواجدت هناك عائلات فلسطينية برفقة أطفالها.
كما وزع مصلون الحلوى في باحات المسجد وعلى بواباته احتفاء بهذه المناسبة.
وأدار إمام وخطيب المسجد الأقصى الشيخ يوسف أبو سنينة حفلًا تم تنظيمه في المسجد وتخلله أناشيد دينية.
فيما أشاد مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، في كلمة ألقاها خلال الاحتفال، بتخطي الفلسطينيين حواجز الاحتلال للوصول إلى المسجد الأقصى.
بوابات الأقصى
وقال: "اليوم تقف هذه القوات الآثمة والحاقدة عند بوابات القدس والمسجد الأقصى لتعيق وصولكم إلى هذا المكان الطاهر، ولكنكم رغم كل هذه الإجراءات التعسفية عقدتم العزم للوصول والصلاة في الأقصى ولإحياء ذكرى مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم".
كما أشار إلى الأمر ذاته، مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، قائلا: "تخطيتم جميع الحواجز لتقوموا بالاحتفال بالمولد النبوي في هذا المكان الطاهر".
وفي السياق، دعا رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل الشيخ رائد صلاح إلى تجديد العهد مع المسجد الأقصى، وشد الرحال إليه والدفاع عنه، لإحباط مخططات المستوطنين واقتحاماتهم المتصاعدة.
وقال صلاح بمناسبة ذكرى المولد النبوي: إن "كل حجر في الأقصى ينطق شوقًا وحنينًا للرسول محمد، ولعهده حينما صلى فيه إمامًا للأنبياء"، مشيرًا إلى أن الأقصى عانى ولا يزال من وطأة الاحتلال.
وفي السياق، شهدت الأسواق في البلدة القديمة حركة تجارية نشطة مع توافد الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى.
وسير أهالي الداخل المحتل عام 1948م، عدة حافلات لنقل المرابطين إلى المسجد الأقصى من أجل الاعتكاف في باحاته والاحتفال بذكرى المولد النبوي، وفق ما أفاد الصحفي المقدسي منير الغول لصحيفة "فلسطين".
وأوضح الغول أن سلطات الاحتلال شددت من إجراءاتها في المدينة المقدسة بسبب ما تسمى بـ"الأعياد اليهودية"، ومنعت المقدسيين وسكان الداخل المحتل من الوصول إلى القدس والاحتفال بذكرى المولد النبوي.