يحتفي العالم الإسلامي بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في مناسبة طيبة مباركة ينتظرها المسلمون من عام لآخر.
وقبل مجيئه صلى الله عليه وسلم، وبمولده وفي سنوات حياته، تجلت كرامات النبي وبركته التي حلت على المؤمنين، في عدد من الوقائع والمشاهد التي أكدتها الأحاديث النبوية الشريفة وكتب السنة.
من أبرز هذه الكرامات، ما رأته والدة النبي محمد، السيدة آمنة بنت وهب في أثناء حمله ولحظة ولادته، في قصة أكدها الأئمة والتابعون.
نور أضاء قصور الشام
السيدة آمنة حينما حملت بالنبي كانت دائمًا تقول إنها ما شعرت أنها حملت، وما وجدت ثقلًا له، وتعجبت من أن الحيض يُرفع ويعود.
اقرأ أيضا: ما حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي؟
قالت السيدة آمنة بحسب ما نقل في كتب السيرة "آتاني آت وأنا بين النائم واليقظان، فقال: (هل شعرتِ أنك حملتِ؟)، فكانت تقول: (ما أدري)، فقال: (إنك قد حملت بسيد هذه الأمة ونبيها -صلى الله عليه وسلم- وذلك يوم الإثنين)"، وقد ذكره الإمام سعد -رحمه الله-".
وفي حديث آخر للإمام أحمد -رحمه الله- كما في مسلم، في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إني عبدالله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وأن آدم لمجندل في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى قومه، ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاء لها قصور الشام، وكذلك ترى أمهات النبيين صلوات الله عليهم".
أما الإمام الطبراني كان يقول: "السيدة آمنة لما أتاها المخاط قالت إنها جعلت تنظر إلى النجوم حتى قالت لتقعن عليها، فلما ولدت خرج منها نور أضاء لها البيت والدار".
وفسر علماء النور الذي خرج من السيدة آمنة بنت وهب بذكر قول الله تعالى في سورة المائدة: "قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ"، وهنا ذكر: "النور هو رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وقد كانت ذلك من دلالات بركة النبي -صلى الله عليه وسلم- أن ترى ذلك أمه رحمها الله".
سقوط الأصنام
وذكر أهل السير أن من معجزات ميلاد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم، سقوط الأصنام في الكعبة على وجوهها، ووقعت يوم ولادة النبي المباركة أحداث عجيبة، منها:
أولًا: أنه وُلِد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- مختونًا مقطوع السرة، وخرج نورٌ معه، أضاء مساحة واسعة من الجزيرة العربية، بحسب شهادة أم عثمان بن أبى العاص، وأم عبد الرحمن بن عوف، اللتين باتا عند أم النبي ليلة الولادة، فقد قلن: رأينا نورًا حين الولادة أضاء لنا ما بين المشرق والمغرب.
ثانيًا: كانت أُمّه قد سمّته أحمد قبل أن يسميه جده وكان هذا الاسم نادرًا بين العرب فلم يسم به منهم سوى 16 شخصا، ولذا فإنّه كان من إحدى العلامات الخاصة به.
ثالثًا: تساقط الأصنام في الكعبة على وجوهها.
رابعًا: انكسر إيوان كسرى (ملك الفرس في ذلك الوقت)، وسقطت أربعة عشر شرفة منه، وأخمدت نيران فارس، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام.