قائمة الموقع

بعد 90 عامًا من "الصمت".. الأذان ينطلق من "الجامع الأبيض"

2017-10-08T06:48:02+03:00
الجامع الأبيض (أرشيف)

اخترق بصوته الآفاق، وصدح بكل عزة وافتخار "حي على الصلاة.. حي على الفلاح"، تسلل صوته إلى شغاف القلوب، وتردد صداه في ساحة "الجامع الأبيض" الذي لم ينطلق منه صوت الأذان منذ 90عاما، لم يرعب شيخنا قيود ولا قوانين يفرضها الاحتلال على المقدسات الإسلامية منذ عقود، فبصوت المؤمن القوي حرر المكان وشرح صدور قوم مؤمنين، محرومين من سماع صوت الأذان..

تنكسر الإرادة

"الله اكبر رغم كل القيود، الله أكبر يا مآذن كبري" هكذا بدأ الشيخ "عبد الكريم إبراهيم محمد الجعفري" حديثه مع "فلسطين" عبر الهاتف.

ولد ضيفنا بمدينة الرملة سنة 1936، ويقول مفتخرًا: "وُلدت يوم الجمعة، أحب الأيام إلى الله، وكم أنا ممتن للحظة التي رفعت بها الأذان في الجامع الأبيض، والتي هزّت وجدان أهالي الرملة، خلال الاحتفال بذكرى الهجرة النبوية".

ويضيف: "كيف لا! وهو من أهم معالم مدينتي، ومسجد أثري يعود بناؤه الى العهد الأموي، يقع في البلدة القديمة للمدينة، أمر ببنائه الخليفة عمر بن عبد العزيز عام 720 للهجرة، ولم يبق منه اليوم سوى المئذنة بفعل الزلزال المدمر الذي ضرب المدينة عام 1927، ومن ثم ممارسات الاحتلال القائمة على تهويد وطمس المعالم الإسلامية الفلسطينية".

يعود بنا الشيخ إلى طفولته "الشقية": منذ أن كان عمري سبع سنوات، وأنا أحب صوت الأذان ورفعه، ولا أفوّت فرصة لأصدح به، فكنت أصعد على الشجر، وعُرفت آنذاك بـ(هاوي الأذان)، إلى أن كبرت وأصبحت أُؤذن على المآذن، فمنذ عام 1966 وأنا أصعد على المنابر وأرفع الأذان في مساجد مدينتي".

يلقي الجعفري الدروس الدينية في مساجد الأرض المحتلة، يركز فيها على زرع حب الأذان، وتقوى الله، وتغذية حب الأرض في النفوس، ولا يكف عن شرح تاريخ فلسطين الشاق والمليء بالحروب والمجازر والتهويد.

ويتحدث الجعفري عن طريقة تعامل الاحتلال مع الجامع الأبيض: "بعد النكبة الفلسطينية عام 1948، أقدم الاحتلال على تدمير ومحو الكثير من الآثار العربية والفلسطينية داخل مدينة الرملة، وكان من بين هذه الآثار الجامع الأبيض، وأطلق الاحتلال عليه اسم (البرج الأبيض)، خاصة وأنه لم يتبق من المسجد حاليًا سوى المئذنة، بالإضافة إلى أن الرملة تعجّ بقوات عسكرية وأمنية إسرائيلية مكثفة، ودوريات أمنية متنقلة".

ويستطرد في الحديث: "ليس في بلاد الإسلام أبهى منه، فهو الثالث من بين العمائر الدينية في بلاد الشام، بعد الأموي في دمشق والأقصى في القدس، وبه منارة بهية تسرق الأنظار، وصفها الكتّاب والرحالة بأنها أحد عجائب الدنيا في الهيئة والعلو".

مآذننا حرابنا

ويوضح الجعفري: "مقدساتنا بحاجة الى اهتمام فلسطيني من السلطة الفلسطينية، إن وُجد هذا الاهتمام فإن (إسرائيل) لن تجرؤ على الاستمرار في حصارها على المقدسات، وحتما سنتمكن من رفع الأذان بكل حرية دون خوف و تردد"، داعيا كافة الاطراف الفلسطينية إلى "الضغط على الاحتلال، والاهتمام بالمقدسات الإسلامية في الداخل الفلسطيني، لأنها إن انطمست حتما تضيع القضية وتنجح الخطط التهويدية للاحتلال".

اخبار ذات صلة