فلسطين أون لاين

​يغطي كل مصاريف العلاج في "مركز الحُسين"

صندوق "فرحة" بادرة أمل لمريضات السرطان

...
غزة - جمال غيث

تنتظر نسرين عبد الهادي، على أحر من الجمر أن يتم السماح لها مجددًا باستكمال رحلة علاجها في مركز الحسين للسرطان في الأردن، كي تتعافى من سرطان الغدة الدرقية الذي تعرضت له قبل خمسة أعوام.

وعادت عبد الهادي، من رحلة علاج في مركز الحسين للسرطان في الأردن، في آب/ أغسطس الماضي بعد أن تمكنت من الحصول على تغطية رحلة علاجها بالكامل من صندوق "فرحة" المخصص لعلاج مريضات السرطان، غير القادرات على السفر.

وأعلنت جمعية برنامج العون والأمل، مؤخرًا، عن تأسيس صندوق "فرحة" لدعم مريضات السرطان الأقل حظًا لا سيما أنهن يقمن في قطاع غزة المحاصر.

ويحمل الصندوق اسم المريضة "فرحة البيومي" التي توفيت نتيجة عدم قدرتها على السفر للعلاج في الخارج بداية العام الجاري.

وتمكن القائمون على صندوق "فرحة" مؤخرًا من علاج 13 سيدة بعد تمكينهن من الوصول لمركز الحسين بالأردن عبر حاجز بيت حانون (إيرز) شمال قطاع غزة، إذ يغطي الصندوق كافة نفقات العلاج للمصابات بالمرض من الألف إلى الياء.

وبالعودة إلى عبد الهادي (51 عامًا) فقد أكدت أنها طوال السنوات الماضية عانت من إصابتها بالمرض، وكانت تخشى من الموت في كل لحظة إلى أن تمكنت جمعية برنامج العون والأمل من تأسيس صندوق "فرحة" لدعم مريضات السرطان الأقل حظًا ممن يرزحن تحت وطأة الحصار في القطاع.

وتقول بصوت متحجرش، من شدة المرض: "إن صندوق "فرحة" بمثابة بادرة الأمل لمريضات السرطان ليعدن إلى حياتهن الطبيعية التي سلبها المرض"، لافتة إلى أنه وبسبب عدم تناولها الأدوية ووصولها إلى المستشفيات لتلقي العلاج في الوقت المناسب انتقل المرض من الغدة الدرقية إلى اللمفاوية ومن ثم إلى الأحبال الصوتية.

ودعت عبد الهادي كل المعنيين للوقوف إلى جانب مريضات السرطان ودعم الصندوق كي تتمكن كل السيدات من العلاج بالخارج في ظل نقص الأدوية التي يعاني منها القطاع.

وتبلغ تكلفة سفر وعلاج المريض الواحد من السرطان، وفق مديرة جمعية برنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان إيمان شنن، من 20 إلى 80 ألف دينار.

وأكدت شنن، لصحيفة "فلسطين" أن الصندوق يعتمد على جمع التبرعات؛ ويهدف للتخفيف عن معاناة مريضات السرطان وتوفير فرصة علاج لهن وتمكينهن من السفر للأردن وصولًا لمركز الحسين للسرطان، ومن ثم عودتهن إلى أرض القطاع معافيات من المرض.

وبينت أن صندوق "فرحة" يغطي كل مصاريف العلاج من الألف إلى الياء بما في ذلك الإقامة، وتم تخصيصه لعلاج مريضات السرطان غير القادرات على السفر، مؤكدة أن 13 سيدة خضعن للعلاج عن طريقه؛ وأن 10 نساء عدن إلى قطاع غزة؛ في حين تتلقى حالياً 3 سيدات علاجهن في مركز الحسين للسرطان بالأردن.

وذكرت شنن، أن هذا المشروع بمثابة إنجازٍ؛ حيث وصلت ميزانية الصندوق إلى حوالي ربع مليون دينار أردني، مضيفة: "المساهمة بعشرة شواكل يوميًا من شأنها أن تنقذ حياة امرأة تعاني من السرطان".

وأشارت إلى أن معيار اختيار المريضات للعلاج في الأردن هن الممنوعات من السفر عبر معبر بيت حانون، مشيرةً إلى أن إغلاق معبر رفح حالَ دون تلقيهن العلاج وأدى لانتشار المرض في أجسادهن.

وأكدت أنه تم إنشاء صندوقٍ للعلاج مع مؤسسة التعاون في فلسطين لتأمين العلاج لمريضات بالسرطان باسم "صندوق علاج نساء غزة المصابات بالسرطان"، لافتة إلى أنه تم توفير عدد من الجرعات لأربع مريضات بسرطان الثدي سيتلقين العلاج بغزة قريبًا.

ووفقًا لـشنن فقد أُطلق في قطاع غزة أول نادٍ للناجيات من مرض السرطان في الوطن العربي لتطوير قدرات النساء الناجيات من المرض في عدة مجالات وإعادتهن للانخراط بقوة في المجتمع من حولهن، وذلك بمناسبة شهر أكتوبر الذي يخصص للتوعية بمرض سرطان الثدي عالمياً.

ودعت عدد من مريضات السرطان ممن التقت صحيفة "فلسطين" بهن للوقوف إلى جانبهن وعدم تركهن في مواجهة المرض، ودعم صندوق "فرحة" كي تتمكن المصابات من العلاج والعودة لأطفالهن وممارسة حياتهن أسوة بغيرهن.

كما وحثت المريضات، كل النساء لإجراء الفحص المبكر والدوري لسرطان الثدي، "فالفحص المبكر للمرض من شأنه أن يخفف من وطأته ويسهّل القضاء عليه"؛ وفقاً لتجربتهن.