نظمت الدائرة الثقافية في حركة حماس، أمس، لقاء ثقافيًّا تحت عنوان: "شعوبنا.. سد منيع في مواجهة التطبيع" مع الاحتلال الإسرائيلي.
وحضر الملتقى الثقافي الذي عقد في مدينة غزة، رئيس الدائرة الثقافية لحركة حمـاس د.عبد الخالق العف، وعضو حملة المقاطعة ومناهضة التطبيع د.محمد صيام، ورئيس اتحاد المراكز الثقافية يسري درويش، ولفيف من المثقفين والكتّاب والأدباء والفنانين الفلسطينيين.
وأوضح العف أن اللقاء الثقافي هدفه تناول قضية التطبيع العربي مع الاحتلال وتداعياته السلبية والخطيرة على القضية الفلسطينية.
وشدد العف، خلال كلمته، على دور المثقفين في الحفاظ على الهوية الوطنية، داعيًا المؤسسات الرسمية والأهلية إلى رسم ثقافة أصلية مقاومة يخطو معالمها مثقفو شعبنا بكل توجهاتهم السياسية.
وبيّن أن التحول السياسي التطبيعي لبعض الأنظمة العربية شكل ظاهرة خطيرة خلال السنوات الأخيرة؛ بدوافع تحقيق تلك الأنظمة بعض المكاسب السياسية مع الإدارة الأمريكية.
اقرأ أيضًا: هنية يشيد بالموقف الرسمي والشعبي الليبي من فلسطين والتطبيع
وأشار العف إلى أن موجة التطبيع الحالية ستكون "حركة طارئة" وستفشل بوأد التأييد العربي للقضية الفلسطينية.
ورأى صيام أن الإدارة الأمريكية والاحتلال يحاولان عقد اتفاقيات جديدة في محاولة للالتفاف على تأييد الشعوب العربية والإسلامية للقضية الفلسطينية.
وأوضح صيام أن مواجهة الكيان المحتل لمصادر القوة العربية والفلسطينية عبر وسطاء يعكس ذات الإستراتيجية الأمريكية بعدم دخول حروب مباشرة.
وبحسب درويش فإن "الحصانة الرئيسة" التي يجب علينا نحن الفلسطينيين التشبث بها هي التمسك بهذه الأرض وبقاؤنا عليها رغم المضايقات والاعتداءات الإسرائيلية.
وشدد درويش على ضرورة إتمام الوحدة الوطنية على مبدأ مجابهة الاحتلال وسياساته.
وأكد أن الفلسطينيين أمامهم تحديات كبيرة أولها محاولة إلزام السلطة بقرار لجنة المقاطعة عام 2005م والتي وقعتها 41 مؤسسة وطنية.
اقرأ أيضًا: "حماس" تدين مشاركة شخصيات عربية وإفريقية في مؤتمر تطبيعي
ودعا درويش السلطة إلى الالتزام بقرارات المقاطعة؛ لكونه إجماعًا وطنيًّا وتحديًّا قويًّا أمام المجتمع العربي والمحلي.
وطالب أيضًا بتكثيف العمل على فضح وملاحقة المطبعين والتوعية بمختلف الوسائل والأساليب الثقافية من خطر التطبيع الثقافي مع الاحتلال.
من جهته، عدَّ الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع عزيز هناوي، التطبيع الثقافي ومحاولة شرعنة وجود الاحتلال يشكل "أخطر محور على مستوى التطبيع".
وأوضح هناوي، خلال مقطع فيديو مسجل، أن دور المثقف العربي يشكل دورًا جوهريًّا وأساسيًّا ومهمًا جدًا.
وشدد على دور المثقف العربي والمسلم في قيادة معركة مزدوجة لحماية الذاكرة والهوية والسردية في مواجهة المشروع الإسرائيلي.
ودعا هناوي إلى مشاركة واسعة للمثقف العربي في جميع الأماكن والفعاليات والمناسبات لتثبيت رواية عربية فلسطينية سليمة بين الأجيال المتعاقبة دون أن يشوبها "عيوب التطبيع أو الاتفاقيات الثنائية".