شكّل تأسيس اللجنة الوطنية للشراكة والتنمية التي تضم عدة فصائل وقوى وطنية، وبدعم من حركة المقاومة الإسلامية حماس، صفحة جديدة ومهمة في قطاع غزة على طريق تحقيق الشراكة والوحدة الوطنية، حسبما يرى ممثلون عن فصائل فلسطينية ومحلل سياسي.
وأعلنت ثمانية فصائل فلسطينية أول من أمس، عن تأسيس اللجنة الوطنية للشراكة والتنمية، بهدف تفعيل ملف المصالحة المجتمعية وتنفيذ مشاريع إغاثية وتنموية في قطاع غزة للتخفيف من أعباء الحصار الإسرائيلي المفروض على سكان القطاع.
لم يكن تشكيل هذه اللجنة هو الأول في قطاع غزة، فقد بادرت حماس منذ فوزها بالانتخابات التشريعية عام 2006، إلى تشكيل لجان من شأنها تخفيف الأعباء التي خلّفها الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، ومنها الإعلان عن تشكيل الهيئة الوطنية لمسيرات العودة في مارس/ آذار 2018، لإحياء ذكرى يوم الأرض عبر فعاليات على الحدود الشرقية لقطاع غزة.
وواصلت حماس جهودها في طريق تعزيز الشراكة في المجال العسكري، إذ أعلنت في العام ذاته عن تشكيل غرفة العمليات المشتركة التي تضم 12 جناحاً عسكرياً لتنظيم العمل العسكري في مواجهة الاحتلال وعدم خوض أي مواجهة بشكل فردي من أي فصيل.
اقرأ أيضاً: الإعلان عن انطلاق اللجنة الوطنية للشراكة والتنمية بغزة
وكان عضو المكتب السياسي لحركة حماس زكريا أبو معمر قال في تصريح صحفي أول من أمس، إن حماس جزء أساسي من اللجنة وستبذل كل الجهود لإنجاح عملها مع باقي الشركاء الآخرين، موضحاً إلى أن العمل المشترك هو هدف حماس في غزة والضفة والداخل والخارج وفي كل مكان.
خطوة مهمة
وعدّ الناطق باسم التيار الإصلاحي د. عماد محسن، أن تأسيس اللجنة الوطنية بمشاركة الفصائل الوطنية "خطوة مهمة في مسار تحقيق الوحدة الوطنية".
وقال محسن لصحيفة "فلسطين"، إن إتمام المصالحة المجتمعية هو أمر في غاية الأهمية على طريق إنجاز المصالحة الشاملة، بجانب الجهود الإغاثية والتنموية في مجتمعنا الذي يعاني ظروف الاحتلال والحصار والانقسام.
وأوضح أن تشكيل اللجنة يعكس أهمية كبيرة باتجاه المزيد من الشراكات الوطنية، معرباً عن أمله أن تتحول كل مسارات الفعل نحو شراكة سياسية تُفضي إلى وفاقٍ وطني ومصالحة وطنية واتفاق على برنامج نضالي وكفاحي موحد، وآليات تعزز قضيتنا في كل المحافل.
واعتبر أن اللجنة "نوعية" كونها تضم ثمانية فصائل وازنة في الساحة الفلسطينية، منها منضوية في منظمة التحرير، وتسعى لاستئناف المصالحة المجتمعية كضرورة وطنية واسناد وتعزيز صمود أبناء شعبنا على المستويات التنموية والإغاثية ضمن روح الشراكة التي يمكنها أن تتسع نحو وفاق وطني كامل ضمن الاستراتيجية الكفاحية لشعبنا في تطلعه للحرية والاستقلال.
بدوره، عدّ القيادي في الجبهة الشعبية أسامة الحج احمد تشكيل اللجنة الوطنية بقطاع غزة في الوقت الراهن، "خطوة في الاتجاه الصحيح" من أجل دعم صمود أبناء شعبنا الفلسطيني عبر تقديم المساعدات والإغاثة وغيرها من الجهود المبذولة.
وبيّن الحج احمد لـ "فلسطين"، أن اللجنة تضم فصائل بارزة تعمل على تخفيف أعباء الحصار الإسرائيلي عن كاهل أبناء شعبنا الفلسطيني، مشيراً إلى أنها قدّمت العديد من المشاريع في الجانب المجتمعي، ولا تزال في جعبتها العديد من المشاريع.
وأوضح أن هذه اللجنة تُشرف على لجنة المصالحة المجتمعية التي تعمل على جبر الضرر عن العائلات الفلسطينية المتضررة في فترة الانقسام وعالجت العديد من الحالات.
ولفت إلى أن هذه اللجنة تستعيد حالياً عملها من جديد إذا أنها تخطط لمعالجة 100 حالة، في سبيل الوصول إلى المصالحة الوطنية الشاملة، معتبراً أن المصالحة المجتمعية تمثل "النسيج الاجتماعي كونها تحل الكثير من المشاكل المجتمعية وتنشر ثقافة التسامح في المجتمع".
وعدّ الحج أحمد، تأسيس اللجنة "صفحة جديدة على طريق الشراكة الوطنية وتعزيز الوحدة، كونها تمهد الطريق وتخلق أجواء مناسبة وملائمة لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وصولاً لإجراء الانتخابات الشاملة".
وبحسب، فإن الوصول لإجراء انتخابات يستطيع من خلالها المواطنين اختيار ممثليهم، يقود لإصلاح كل النظام السياسي الفلسطيني، ثم الاتفاق لاحقاً على برنامج سياسي موحد يشمل المقاومة بكافة أشكالها.
جزء أصيل
إلى ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، إن حماس جزء أصيل في اللجنة إضافة إلى سبع قوى وفصائل مشاركة، مشيراً إلى أنها تدعم كل محاولة لجبر الخواطر وترميم النسيج الاجتماعي.
وأوضح الصواف لـ "فلسطين"، أن جهود حماس لم تتوقف في ترميم النسيج الاجتماعي الذي تضرر، حيث تعمل على جمع الشمل والوحدة في ظل الحاجة إلى وحدة القرار والموقف في الوقت الراهن.
وبيّن أن حماس تدعم بكل قوّة هذه اللجنة وتقدم لها الوسائل والعناصر التي تضمن نجاحها بشكل كامل، معتبراً تشكيل اللجنة "خطوة جيدة من أجل السلم المجتمعي والذي يؤدي إلى تماسك البنية الاجتماعية والترابط الاجتماعي ونبذ الخلافات".
وأشار إلى أن هذه الخطوة تعمل على تعزيز الشراكة في كافة المجالات خدمة للمجتمع في قطاع غزة، وكذلك تعمل على وحدة الشعب الفلسطيني من خلال معالجة ما حدث، والوقوف إلى جانب المشروع الوطني خاصة في ظل الحاجة لوحدة حقيقية ونبذ الخلافات للنهوض بالمشروع الوطني.