فلسطين أون لاين

ودعت طفليها بعناق صامت

تقرير ودعت طفليها بعناق صامت.. "آية خطيب" 4 سنوات سجن عقوبة لعملها الإنساني

...
آية الخطيب قُبيل توجهها إلى سجون الاحتلال لقضاء محكوميتها
غزة/ يحيى اليعقوبي:

بمشهد حضرته الدموع، مسحت الناشطة آية خطيب بكفيها على رأس طفليها محمد (12 عامًا) وعبد الرحمن (9 أعوام) وضمتهما إليها، والتقطت آخر صورة تذكارية لمشهد احتفظت بنسخة منها في ذاكرتها قبل أن تسلم نفسها لسجن الجلمة الإسرائيلي أمس، فالسجون تخلو من الصور والهواتف وحتى من المرايا التي لا يرى فيها الأسرى أنفسهم عندما تتغير ملامحهم.

بذات العناق والدموع ودعت كل أفراد عائلتها، رافقها زوجها "علي عقل" إلى السجن لقضاء محكوميتها البالغة 4 أعوام، بعد صدور القرار من محكمة الاحتلال المركزية في مدينة حيفا بسجنها على خلفية عملها الإنساني.

انتهى اللقاء بعناق الزوجين وافتراقهما مجددًا بعد اعتقالات سابقة منذ عام 2020 غيبتها عن زوجها وطفليها ومنذ عام فقط اجتمع شمل العائلة قبل أن يفرقها الحكم الإسرائيلي الجديد، وتسلم أمانة رعاية الأولاد لزوجها.

تهم باطلة

وقضت الأسيرة خطيب من مدة الحكم الذي صدر بحقها سنة وشهرين، وذلك قبل صدور الحكم يوم 15 آب/ أغسطس المنصرم من محكمة الاحتلال التي أدانتها بـ"تجنيد الأموال لدعم الإرهاب وتمريرها إلى حركة حماس"، وأمهلتها حتى 3 سبتمبر/ أيلول الجاري لتسليم نفسها، لكنها مددت المهلة بسبب معاناتها من آلام في قدمها.

بكلمات مليئة بالقهر عد زوجها لصحيفة "فلسطين" الحكم الإسرائيلي بأنه "ظلم وحكم جائر" وهي تهم باطلة لا أساس لها من الصحة أو الواقعية.

اقرأ أيضاً: الاحتلال يحوّل الأسيرة حنان البرغوثي للاعتقال الإداري 4 أشهر

وتنشط الخطيب، وفق زوجها في دعم التعليم الجامعي ومرضى غزة الأطفال، فكانت تمضي معظم يومها وتبذل جهودًا جبارة في توفير المستلزمات الطبية والعلاجية لمرضى غزة في أثناء علاجهم بمستشفيات الداخل المحتل، وذلك دعمًا وإسنادًا لأبناء شعبها.

كان زوجها شاهدًا على حجم دور الخطيب في دعم أطفال غزة، يمتلئ قلبه بالفخر بها "كان لأطفال غزة المرضى النصيب الأكبر من دعمها ومساعداتها، فتذهب للمستشفيات وتدفع تكاليف العلاجات، أو توفر المستلزمات التي يحتاجها المرضى ولم تكن تعطي مساعدات نقدية خوفًا من توجيه تهمة لها، ومع ذلك وجهوا لها التهمة".

وكانت الخطيب، كما تابع، تعمل ضمن جمعية مسجلة ومرخصة تحمل اسم "فكر بغيرك" وتعمل قانونيًا وإنسانيًا، وهي تستحق "أن يقدمها لها كل خير لا أن تعاقب وتسجن على دورها الإنساني".

حبس منزلي

وخضعت خطيب للمحاكمة منذ 3 أعوام ونصف، واعتقلت فعليًا على خلفية الملف سنة وأربعة أشهر قضتها في سجن "الدامون" قبل تحويلها إلى الحبس المنزلي مع القيد الإلكتروني في قرية بسمة طبعون وفي قرية زلفة لمدة عامين وشهرين، وحُوّلت قبل عدة أشهر إلى الحبس المنزلي في قريتها عرعرة، وسُمح لها بالخروج من منزلها لمدة ساعتين في اليوم فقط.

عاشت العائلة معاناة أخرى في الحبس المنزلي التي أرقها لشهور طويلة، لا تفارق ذاكرة زوجها قائلًا: "تبعد عنا قرية بسمة طبعون 45 كم، ولم نكن نستطيع الذهاب إليها يوميًا فكنت أذهب أنا والأولاد يومي العطلة الأسبوعية، بسبب مدارسهم واستمرت هذه المعاناة لعام وأربعة أشهر".

وبعد انتقالها لإمضاء فترة ثمانية أشهر بالحبس المنزلي بقرية "زلفة" التي تبعد عن عرعرة 17 كم، كان زوجها وأطفالها يأتون إليها يوميًا، ولم تدم عودتها بعد ذلك طويلًا في بيتها حتى عاد الاحتلال وغيبها ليترك محمد وعبد الرحمن يتجرعان مرارة الإبعاد.

خلال آخر ساعات وقبل اعتقال والدتهم، كان محمد وعبد الرحمن يحاولان تجاهل التفكير بلحظة الاعتقال، يهربان للضحك الذي اختفت خلفه قسوة البعد القسري، وكان سؤالهما الدائم لوالدهما "ماذا سنفعل بعد اعتقال أمي!؟". 

يعلق عقل "أوصتهم والدتهما أن يبقيا أقوياء، إلى حين تجدد اللقاء مرة أخرى وهي تنعم بالحرية بينهم من جديد".

من جديد عاد عقل لحمل أمانة الاعتناء بالأولاد في غياب والدتهما والتهوين عليهما، وهو يدرك أنه مهما فعل لن يستطيع تعويض دور الأم التي حرمها الاحتلال من أطفالها لأجل نشاط إغاثي وإنساني تمارسه قانونيًا.

photo_2023-09-19_11-33-25.jpg
 

المصدر / فلسطين أون لاين