فلسطين أون لاين

حذر من خطورة مساعي الوصول إلى التقسيم الزماني والمكاني

حوار ناصر الدين: المقاومة أوصلت رسائل للاحتلال بأن المساس بالأقصى سيواجه بردٍّ حازم

...
هارون ناصر الدين مسؤول ملف القدس في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"
الدوحة-غزة/ يحيى اليعقوبي:

قال مسؤول ملف القدس في حركة المقاومة الإسلامية حماس، هارون ناصر الدين: إن المقاومة الفلسطينية أوصلت رسائل واضحة إلى الوسطاء، تحذر فيها الاحتلال الإسرائيلي من أن أي مساس في المسجد الأقصى المبارك سيقابل بردٍّ حازم.

وأوضح ناصر الدين لصحفية "فلسطين"، أن هذه الرسائل خرجت منذ عدة أيام إلى جميع الأطراف تحذرهم من مغبة ارتكاب أي حماقة، وقد وصلت الرسالة واضحة للاحتلال، مشيرًا إلى أن تأثير تلك الرسائل كان جليًّا في معركة الأسرى قبل أسبوع، عندما حاول المتطرف "إيتمار بن غفير" سلب منجزات الأسرى.

وأضاف: أن "الاحتلال عندما تيقن أن المقاومة لن تترك الأسرى وحدهم في المعركة، وأنها لن تسمح له بالتلاعب بهم، تراجع عن خطواته الاستفزازية، وهي نفس الرسالة التي وصلته قبل أيام بشأن المسجد الأقصى".

اقرأ أيضاً: "السعودية" تدين اقتحام الأقصى وتحمّل الاحتلال تداعياته

وأردف: "نحن جادون بشكل غير مسبوق في الدفاع عن أهل القدس والمسجد الأقصى وفلسطين"، مؤكدًا أن فصائل المقاومة وفي مقدمتهم حركة حماس تقف سدًّا منيعًا أمام اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى.

وعدّ ناصر الدين معركة المعتكفين التي انطلقت خلالها رشقات صاروخية من لبنان، خلال شهر رمضان الماضي، "أنموذجًا مصغرًا" لما سيراه الاحتلال في حال تجاوز الخطوط الحمراء في القدس والمسجد الأقصى.

وأشار إلى أن الاحتلال يسعى من خلال "الأعياد اليهودية إلى زيادة الاعتداءات على الأقصى وزيادة أعداد المقتحمين، مؤكدًا أن أهالي القدس والمرابطين يواجهون هذا التحدي بالدفاع عن المسجد الأقصى عبر التواجد والصلاة والرباط.

وحذر من أن خطورة تلك الاقتحامات تكمن بسعي الاحتلال والمتطرفين للوصول إلى مرحلة التقسيم الزماني والمكاني كما فعلوا في الحرم الإبراهيمي، مشيرًا إلى أنهم يحاولون زيادة الاقتحامات بعدما كانت تصل إلى قرابة 50 مقتحمًا يوميًّا، أصبحت تصل إلى 200 مقتحم يوميًّا، ضمن سياسة متدرجة تهدف إلى تقسيم الأقصى "زمانيًّا ومكانيًّا".

3 سياسات إسرائيلية

ولفت ناصر الدين إلى وجود ثلاث سياسات إسرائيلية تستهدف أهل القدس، الأولى سياسة الاعتقال، إذ اعتقل أكثر من 1600 مقدسي منذ بداية العام، والثانية سياسة الإبعاد، والتي تجاوزت 600 إبعاد منذ بداية العام، إضافة إلى تفريغ الأقصى من المرابطين والمصلين في أثناء الاقتحامات من خلال الضغط على المرابطين.

وأشاد بتفاعل أهل القدس والضفة الغربية والداخل المحتل المستمر مع الأحداث، على الرغم من كل ما يقوم به الاحتلال لزيادة مستوى المنع من الوصول إلى الأقصى، من خلال منع حافلات شد الرحال القادمة من الداخل والضفة من الوصول إلى الأقصى، وتحديد أعمار المسموح لهم بالصلاة بالأقصى لمن تجاوزوا خمسين عامًا، ومنع الصلاة فيه لمن هم فوق الثامنة عشرة.

ورأى أن كل هذه الإجراءات هدفها تقليل وصول المصلين إلى المسجد الأقصى، بعدما كان المصلون يحاولون قبل ذلك القفز عن الجدار العنصري، ومن فوق الأسوار؛ بهدف الوصول إلى الأقصى، على الرغم من كل المعوقات التي وضعها الاحتلال.

وأشار إلى أن "الشعب الفلسطيني يدافع عن الأقصى منذ بداية الاحتلال، وتجلى ذلك في اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، وكذلك بمعركة "سيف القدس" عام 2021، التي انطلقت من أجل الأقصى، ومعركة المعتكفين التي اندلعت برمضان الماضي من أجل الأقصى.

وبشأن دور الشعوب العربية في الدفاع عن الأقصى، قال ناصر الدين، إنه بالرغم من كل الآلام التي تتعرض لها الشعوب العربية، لكن حضورها الشعبي في نصرة المسجد الأقصى يزداد، مؤكدًا أن التضامن العربي في حالة ازدياد، وأن تلك الشعوب تريد أن تكون جزءًا من الدفاع عن فلسطين ورفع الظلم عنها.

وشدد على أن المطلوب من الشعوب العربية وخاصة شعوب الدول المحيطة بفلسطين ولها حدود معها، الخروج إلى الشوارع وأن يُسمعوا الحكام العرب كلمتهم، لافتًا إلى أن جميع الشعوب العربية والإسلامية تدافع عن المسجد الأقصى وفلسطين.