يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي فرض حصار مشدد على بلدة بيتا جنوب نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، لليوم السادس على التوالي، ما أثّر في حركة تنقل المواطنين وتواصلهم مع بقية المدن.
وأكد عدد من مواطني بلدة بيتا في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين"، أن سلطات الاحتلال وضعت الحواجز على مداخل ومخارج البلدة، وتمنع أي أحد من الدخول أو الخروج، إضافة إلى أنها تشن مداهمات ليلية تستهدف منازل المواطنين.
وأفاد سامر حمايل وهو أحد سكان بلدة بيتا، بأن جيش الاحتلال يواصل منذ 6 أيام محاصرة البلدة، وتفتيش غالبية بيوتها تفتيشًا منظمًا، بمعنى يبدأ بحملات من شرق المدينة وأخرى من شمالها وجنوبها وشرقها بنفس التوقيت.
وقال حمايل: "لا أحد يستطيع الخروج أو الدخول لبلدة بيتا، ويلجأ من يريد الذهاب إلى عمله أو جامعته للذهاب إلى طرق التفافية وصعود الجبال، والمخاطرة بحياته من أجل الخروج من البلدة".
اقرأ أيضاً: إصابات خلال مواجهات مع الاحتلال في بلدة "بيتا" جنوبي نابلس
وأضاف: "تُدخل المواد الغذائية للبلدة بدعم من القرى المجاورة لها ولكن بطرق التفافية وصعبة، وهو ما يشكل حالة إسناد ودعم لها، ويجنبها الدخول بأي نقص في تلك المواد".
وبيَّن أن البلدة تفتقر إلى وجود سيارات إسعافات لنقل المصابين والجرحى منها، إذ يوجد بها فقط سيارة إسعاف واحدة.
كذلك، يؤكد عمار الزهير، وهو من سكان بلدة بيتا، أن سلطات الاحتلال تفرض حصارًا مشددًا وغير مسبوق على البلدة، مع قمع وحشي وكبير بحق أهلها.
ويقول الزهير: "لم تشهد بلدة بيتا منذ الانتفاضة الأولى والثانية حصارًا ومضايقات وحملات تفتيش كما يحدث هذه الأيام من سلطات الاحتلال".
ويوضح الزهير أن سلطات الاحتلال تقتحم بيوت البلدة في وقت متأخر من الليل بطريقة وحشية، وتعمل على خلع الأبواب، وتحطيم أثاث البيوت التي تقتحمها، وإلقاء قنابل الغاز والصوت داخل تلك البيوت.
ويحذر الزهير من حدوث حالة نقص في المواد الغذائية داخل البلدة إذا استمرَّ الحصار الإسرائيلي المشدد على بيتا، ومنع دخول أي أحد من الخارج للبلدة.
وبيَّن أن طلبة المدارس والجامعات في بلدة بيتا لم يستطيعوا الوصول إلى أماكن دراستهم بسبب الحواجز العسكرية التي يضعها الاحتلال على مداخل ومخارج القرية.
ويشير إلى أن إجراءات الاحتلال القمعية داخل بلدة بيتا ستنعكس على سلطات الاحتلال ولن تحقق أهدافها.
واشتكى الزهير من تجاهل السلطة وقيادتها للبلدة وعدم وجود أي زيارة لها، إضافة إلى غياب التغطية الإعلامية لما يحدث من انتهاكات مستمرة من جيش الاحتلال بحق أهالي البلدة.
كذلك، أكد محمد منصور وهو أحد سكان بلدة بيتا، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتواجد بوتيرة كبيرة في النهار عند مداخل ومخارج البلدة، وتبدأ في الليل بحملات تفتيش قمعية.
وأوضح منصور أن كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة في البلدة لا يستطيعون الوصول إلى العيادات الحكومية للحصول على أدويتهم نتيجة الحصار الإسرائيلي وهو ما يمثّل تهديدًا على حياتهم.
وأشار إلى أن البلدة تركت وحدها تواجه قمع الاحتلال حيث لا يوجد أي دعم رسمي لها سواء في الإعلام أو حتى إرسال أي مساعدات لسد أي نقص محتمل في المواد الغذائية لأهالي البلدة.