تحت ذريعة الأعياد اليهودية تتزايد أشكال وصور العدوان على القدس والأقصى في تطور خطير ولافت يجعل الأوضاع مرشحة لمزيد من التصعيد، حيث تواصل جماعات الهيكل المتطرفة حشدها لاقتحامات المسجد الأقصى المبارك في الأعياد اليهودية، التي لطالما سعت لتكون مواسم لتصعيد العدوان على المقدسات، في محاولة لتثبيت مخططات التقسيم، وصولا لهدم المسجد وبناء الهيكل المزعوم، وتغيير الهوية (التاريخية والدينية) للمدينة المقدسة برمتها، وفرض واقع "سياسي وجغرافي" لمصلحة كيان الاحتلال، وحرمان الفلسطينيين من أي حقوق في المدينة، وتثبيت ودعم الوجود اليهودي.
التطورات الجارية في القدس والأقصى هي الأخطر منذ سنوات، واستغلال الأعياد اليهودية لتصعيد العدوان وفرض وقائع جديدة سيلقي بظلاله على جميع ساحات الوطن من حيث التأثير والتداعيات، إذ إن القدس والأقصى هما العنوان الأبرز لأي عامل مفجر، ويمكن أن يكون ذلك أحد أبرز الأسباب لاندلاع جولة جديدة من القتال؛ لأن الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة يعدان القدس والأقصى خطوطا حمراء لا يسمح بتجاوزها، لذلك فإن الجميع يراقب ما يجري في القدس والأقصى تحسبًا لأي تطورات محتملة.
ويعد موسم الأعياد هذا العام الأصعب والأخطر على الأقصى، الذي يشهد ذكرى عدة انتفاضات فلسطينية انطلقت دفاعًا عن المسجد، وهي "انتفاضة الأقصى، وهبة النفق، ومجزرة الأقصى الثانية، وانتفاضة القدس"، وغيرها من الأحداث التي وقعت في إطار الدفاع عن القدس والأقصى، والخطر لا يقف عند حد التدنيس، والتهويد، وتغيير المعالم، وفرض التقسيم الزماني والمكاني فحسب، إذ إن المرابطين يتعرضون للعديد من الانتهاكات المتمثلة "بالملاحقة، والاعتقال، والإبعاد، والتهديد، ودفع الغرامات، وغيرها، بهدف إرهابهم ومنع وجودهم داخل الأقصى وكسر إرادتهم وثنيهم عن الدفاع عنه.
اقرأ أيضًا: الأعياد اليهودية وموسم التصعيد
اقرأ أيضًا: من للأقصى في مواجهة جرائم الأعياد اليهودية التلمودية؟
وفي السياق حذرت وزارة الأوقاف من المخاطر الراهنة التي تستهدف القدس والأقصى، وقالت وحدة شؤون القدس بالوزارة : "إن جماعات الاستيطان، وجماعات الهيكل المتطرفة وقطعان المستوطنين اليهود يدنسون المسجد الأقصى المبارك، فيما تسمى زوراً الأعياد اليهودية، بدءاً بـ "عيد التوبة اليهودي" الذي يمتد على مدار يومين بتاريخ 15/9/2023م ثم عيد الغفران "يوم كيبور"، وأخيراً عيد رأس السنة العبرية "روش هشناه"، ولفتت إلى أن تزامن هذه الأعياد اليهودية يأتي مع ازدياد وتيرة تهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك؛ لطمس الطابع العربي الإسلامي للمدينة المقدسة.
وإزاء التطورات الراهنة والمخاطر التي تتهدد القدس والأقصى فإنني أدعو إلى:
أولا: دعوة أبناء شعبنا لشد الرحال والرباط المستمر في باحات المسجد الأقصى، والزحف بزحوف هادرة شباناً وشيباً، رجالاً ونساءً وأطفالاً، إلى المسجد الأقصى والرباط فيه دائمًا، ومن لا يستطيع أن يرابط في باحات المسجد الأقصى فليرابط على أبوابه وفي أقرب نقطة تصل إليه.
ثانيا: دعوة السلطة أن ترفع يدها الأمنية عن المقاومين وعن الشعب الفلسطيني، ليستطيع أن يعبر عن غضبه ونصرته لمقدساته وحقوقه في مدن الضفة الغربية.
ثالثا: مطالبة الشعوب العربية والإسلامية أن تهب هبّة واحدة في وجه الطغيان، وأن يضغطوا على حكوماتهم للوقوف في وجه هذا الطغيان، ولجم الاحتلال وإعادة الحرية للمسجد الأقصى الذي يتعرض لانتهاكات متكررة ومتصاعدة من الجماعات الصهيونية المتطرفة.