فلسطين أون لاين

مختصون يدعون إلى تصعيد المقاومة ووقف ملاحقة السلطة لتحرير الضفة

...
غزة/ جمال غيث:

دعا مختصون في الشأن السياسي، إلى توفير الدعم المالي والمعنوي للمقاومة في الضفة الغربية المحتلة، ووقف ملاحقة الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، للسماح باستمرار تصاعدها وتطوير قدراتها العسكرية، حتى تتمكن من دحر الاحتلال الإسرائيلي، مثلما فعلت في قطاع غزة قبل نحو 18 عامًا.

وشدد هؤلاء، في ورشة عمل، نظمها مركز الدراسات السياسية والتنموية بغزة، بعنوان: "18 عامًا على الاندحار الإسرائيلي عن غزة.. هل يمكن استنساخ التجربة في الضفة المحتلة؟"، على أن اندحار الاحتلال عن غزة عام 2005، جاء بفعل ضربات المقاومة، ومثَّل سابقة تاريخية لكونه جاء دون اتفاق سياسي.

وعدَّ مدير مركز الدراسات السياسية والتنموية، مفيد أبو شمالة، أن تحرير غزة من دنس الاحتلال قبل 18 عامًا، خطوة مهمة على طريق تحرير كل فلسطين، مؤكدًا أن اندحار الاحتلال جاء بفعل ضربات المقاومة.

وأضاف أبو شمالة: أن هروب الاحتلال من القطاع، جاء لعدم قدرته على توفير الأمن والحماية لمستوطنيه، مؤكدًا أن تصاعد العمل المقاوم في الضفة الغربية، من شأنه أن يدفع الاحتلال لتكرار تجربة هروبه من غزة.

تكلفة البقاء

وقال الكاتب والمحلل السياسي، أحمد الحيلة: إن انسحاب رئيس وزراء الاحتلال آنذاك أرئيل شارون، من غزة جاء نتيجة لعدم قدرته على تحمل التكلفة البشرية والمادية للاستمرار في الاحتلال بسبب عمليات المقاومة في القطاع.

اقرأ المزيد:أجهزة السلطة تصعد من عمليات التعذيب بحق طلاب الكتلة الإسلامية في الضفة الغربية

​​​​​​​ورأى الحيلة، في كلمة، عبر برنامج "زوم"، أن الأوضاع في الضفة الغربية، غير متوفرة لاستنساخ تجربة غزة، خاصة في الوقت الراهن، بسبب غياب المرجعيات السياسية والوطنية، والانقسام السياسي، وعدم قدرة المقاومة على التحرك بسبب مضايقات السلطة وعرقلتها عمل المقاومين.

وذكر أن الاحتلال يعتبر الضفة الغربية جزءًا من عقيدته الدينية والسياسية، وبالتالي يسعى للبقاء فيها ولا يمكن تجاهل أهميتها بالنسبة له، موضحًا أن الاستيطان يشمل 42% من مساحة الضفة، وتسيطر (إسرائيل) على مياهها، ما يجعل تكرار تجربة انسحاب الاحتلال صعبًا.

وبيَّن أن تكرار التجربة في الضفة، بحاجة إلى عدة شروط منها شيوع ظاهرة المقاومة الشاملة بالضفة وبكثافة، واستمرار المقاومة لسنوات متواصلة ومتعددة، وتحول المجتمع إلى حاضن للمقاومة.

وبيَّن أن الضفة الغربية بحاجة إلى مركزية الدعم وبؤرة الاهتمام الفلسطيني في الداخل والخارج، إلى جانب تفعيل القوى والهيئات والمؤسسات الشعبية لرفد المقاومة وتوفير الدعم المالي لها.

وأشار إلى أن الضفة الغربية تحتاج إلى تكريس مكانتها المركزية كبؤرة للدعم والاهتمام الفلسطيني في الداخل والخارج، إلى جانب تفعيل القوى والهيئات والمؤسسات الشعبية لرفد المقاومة وتوفير الدعم المالي لها.

استنساخ التجربة

من ناحيته، أكد الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي، د. عدنان أبو عامر، أن اندحار الاحتلال من غزة، مثَّل سابقة تاريخية لكونه جاء دون اتفاق سياسي.

وأوضح أبو عامر، أن غزة شكلت عبئًا على الاحتلال وكان بقاؤه فيها سيُكبده المزيد من الخسائر العسكرية والاقتصادية، دون الحصول على أي مردود، وقد تحولت إلى كابوس للاحتلال بسبب عدم قدرته على البقاء في القطاع، الذي شكل هاجسًا له.

ورأى أن هناك عقبات تعترض إمكانية انسحاب الاحتلال من الضفة الغربية، وذلك بسبب الروابط الدينية التوراتية والاقتصادية التي يمتلكها الاحتلال في الضفة، ومع ذلك، يعتقد أن هذه العقبات ليست مانعًا لنقل تجربة انسحاب مشابهة لتلك التي حدثت في غزة، وذلك نتيجة لتصاعد المقاومة في الضفة وقطع الطريق أمام المستوطنين، ووجود توافق سياسي فلسطيني يدعم الضغط على الاحتلال للانسحاب.

ولاستنساخ التجربة، رأى أبو عامر، أن الالتفاف حول المقاومة وزيادة دعمها وحمايتها من المقاومين، يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق اندحار الاحتلال.

عمل متواصل

وقال الكاتب والمحلل السياسي، إسماعيل النجار: إن غزة تحررت بفضل تضحيات الشعب الفلسطيني، دماء وبنادق رجاله، ودون أي اتفاقات أو مساومات.

ودعا النجار، في كلمة له عبر "زوم"، السلطة في رام الله للوقوف إلى جانب المقاومة، والتحلل من الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال، مشددًا على أهمية مواجهة التطبيع مع (إسرائيل) من الدول العربية.

من جانبه، أكد الكاتب السياسي حسن عبدو أن انسحاب الاحتلال من غزة هو الأول الذي يحدث في فلسطين وهو مهم على طريق التحرير، مشددًا على أنه يقع على الضفة أهمية إستراتيجية بالغة لإكمال طريق التحرير.

وأوضح عبدو أن المقاومة باتت تهدد أمن المستوطنين، مشيرًا إلى أنه إذا ما اتخذت المقاومة توجهًا لضرب الاستيطان دون ضرب جنود الاحتلال، فإن ذلك مهم لإفشال المشروع الاستيطاني.

وأضاف: "الضفة يمكن أن تستعيد تجربة غزة، في ظل الإعلام الرقمي وغيره، ولا تستطيع (إسرائيل) احتكار الصورة، لذا فإن الضفة ليست بحاجة إلى 5 سنوات كي تصبح مثل غزة، بل المدة أقصر إذا ما تضافرت جهود المقاومة لاستنزاف الاحتلال ومستوطنيه.

وذكر الكاتب السياسي ميخائيل عوض أن أهالي الضفة وفلسطيني الـ48 قادرون على إنجاز تحرير كامل فلسطين إلى جانب المقاومة في قطاع غزة.

وقال عوض: إن الظروف في الضفة الغربية والداخل المحتل عام 1948م، مهيأة أمام المقاومة لدحر الاحتلال من الضفة، وفي ظل تأكيد الأمين العام لحزب الله نصر الله وقوفه إلى جانب المقاومة الفلسطينية، والتصدي لمحاولات اغتيال أي شخصية مقاومة في لبنان.

وشدد على ضرورة توفير الإمكانات والظروف للمقاومة لمواصلة عملها وتطوير أسلحتها لتتمكن من دحر الاحتلال وتعزيز قدراتها.